لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

باحث بالأزهر: لمس المرأة الأجنبية لا ينقض الوضوء وهذا دليله الشرعي

10:16 ص الأربعاء 18 مايو 2022

الدكتور أبو اليزيد سلامة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد قادوس:

كشف الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، عن بعض الأمور الشرعية التي يعتقد البعض أنها تفسد الوضوء، وهي غير ذلك وفق آراء العلماء، منها أن لمس المرأة الأجنبية ينقض الوضوء.

وأوضح سلامة في فيديو نشره موقع مصراوي عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الراجح من أقوال الفقهاء وهو قول الحنفية أن لمس المرأة لا ينقض الوضوء حتى وإن كانت هذه المرأة أجنبية.

أما مسألة عدم انتقاض الوضوء بلمس المرأة الأجنبية فتختلف تماما عن حكم لمس المرأة الأجنبية، فالقول بعدم انتقاض الوضوء لا يعني أن لمسها حلال لأن هناك فارقًا كبيراً بين انتقاض الوضوء والحل والحرمة، فمثلا الكذب حرام لكنه لا ينقض الوضوء ومثلا خروج شيء من القبل أو الدبر ينقض الوضوء لكنه ليس حرامًا.

وبالنسبة لحكم انتقاض الوضوء بلمس المرأة، فقد انفرد الحنفية: بالقول إن لمس المرأة لا ينقض الوضوء مطلقاً سواء أكان بشهوة أو بغير شهوة وسواء الزوجة والأجنبية وقالوا إن لمس غير الزوجة والمحارم حرام لكنه لا ينقض الوضوء.

جاء في المبسوط: (ولا يجب الوضوء من القبلة، ومس المرأة بشهوة، أو غير شهوة).

الرأي الثاني: للمالكية والحنابلة: حيث فرقوا بين اللمس بشهوة وقصد، واللمس بغير شهوة وبغير قصد، فاللمس بشهوة ينقض الوضوء، وللمالكية تفصيل في المسألة حيث يرون أن لمس المتوضئ البالغ لشخص يلتذ بمثله عادة -ذكرا كان أو أنثى- لا ينقض الوضوء إلا إذا قصد بهذا اللمس التلذذ حتى وإن لم يجد اللذة، وكذا ينتقض الوضوء إذا وجد اللامس لذة عند لمسه ولو لم يقصد التلذذ، والحالة الوحيدة التي لا ينتقض الوضوء فيها هي إذا لم يقصد اللمس ولم تحصل له لذة عند اللمس.

الرأي الثالث: هو مذهب الشافعية : وهو أن لمس الرجل البالغ لامرأة مشتهاة غير محرم ينقض الوضوء للطرفينأدلة الحنفية: استدل الحنفية على عدم انتقاض الوضوء بلمس المرأة مطلقاً بالسنة النبوية والمعقول.الأدلة من السنة النبوية: ما أخرجه الشيخان عن عائشة –رضي الله عنها-أنها قالت: «بِئْسَمَا عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَرَسُولُ اللهِ -ﷺ - يُصَلِّي وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ ، غَمَزَ رِجْلِي فَقَبَضْتُهُمَا »وجه الدلالة من الحديث: أن الظاهر من سياق الحديث أن اللمس بلا حائل؛ لأنه لا دليل على وجود هذا الحائل، ولو كان اللمس ناقضًا للوضوء لبطلت الصلاة ولما فعله النبي ـ ﷺ ـ وهو يصلى، ولما استكملها.

1) ما رواه مسلم في صحيحه: عن أبي هريرة عن عائشة –رضي الله عنهم-قالت: «فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ»( ).وجه الدلالة: من الحديث أن لمسها للنبي ـ ﷺ ـ دليل على أن اللمس غير ناقض للوضوء، إذ لولا ذلك لما استمر على السجود، لبطلان صلاته لانتقاض الوضوء.

2) ما أخرجه النسائي وغيره عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي ﷺ قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ( ). وجه الدلالة: أن القبلة لمس بلا حائل والنبي -ﷺ - لم يعد الوضوء مما يدل على أن لمس المرأة غير ناقض للوضوء. الراجح -والله أعلم – ما ذهب إليه الحنفية من أن الوضوء لا ينقض مطلقًا، سواء كان بشهوة أم بدون شهوة، ما لم ينزل بسببه شيء، فالله تعالى قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ﴾ [المائدة:6] ، فهذه طهارة بالماء أصليّة صغرى. ثم قال : ( وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا) فقوله : ( فَتَيَمَّمُواْ) هذا البدل ، وقوله : (أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ) هذا بيان سبب الصغرى ، وقوله : ( أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء ) هذا بيان سبب الطهارة الكبرى أي الغسل، ولو حملناه على اللمس فقط لكانت الآية الكريمة ذكر الله فيها سببين للطهارة الصغرى، وسكت عن سبب الطهارة الكبرى، مع أنه قال : ( وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ ) وهذا خلاف البلاغة القرآنية، فالمراد هنا الجماع ؛ لقول ابن عباس - رضي الله عنهما- وجماعة من أهل العلم، وقول ابن عباس هنا مقدم، والدليل على هذا أنه ثبت أن النبي ـ ﷺ ـ : «قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ»، والحديث صريح في أن كل لمس لا ينقض الوضوء، وقد ورد في القرآن الكريم التعبير عن الجماع بالمس في أكثر من آية، قال تعالى : (لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً ) [البقرة:236]، وقال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ) [الأحزاب:49].

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان