عادات الحجاج في الصعيد.. الجريد الأخضر والزعف والكتابة على مدخل البيت

اعتاد أهل الصعيد ممارسة طقوس خاصة، مع بدء موسم الحج والعمرة قبل التوجه إلى مكة المكرمة لأداء فرض الرحمن، تعبيرًا عن البهجة التي تتخلل قلوبهم، واشتياقهم لزيارة بيت الله الحرام.

"جددنا عفش البيت وطلينا الجدران باللون الأبيض ورسمنا عليها طارئة الحج قبل توجه والدي إلى العمرة".. بهذه الكلمات وصف محمد توفيق ابن محافظة سوهاج، احتفاء أسرته بسفر الوالد إلى المملكة العربية السعودية من أجل أداء مناسك العمرة.

سر جملة "حج إلى بيت الله تعالى"

وقال "توفيق" لـ "مصراوي" إنّ زيارة بيت الله الحرام كانت حلمًا لوالدي طوال السنوات الماضية، وحينما رأيناه يتحقق، سعينا لتجديد حياتنا أيضًا من خلال تزيين واجهة البيت بصورة الطائرة وكتابة جملة "حج إلى بيت الله تعالى" لأنه شرف لا يضاهيه سواه.

الرسم على الجدران

وبيّن محمد توفيق، أنّ الكتابة والرسم على الجدران ليس غرضه تعريف المارة بأنّ صاحب المنزل أدى مناسك الحج أو العمرة، بل الهدف هو نيل شرف زيارة المسجد الحرام، مضيفًا: "هي عادة توارثناها من أجدادنا وتعبر عن الفرح والبهجة، ونستبشر بها خيرًا".

ولم تقتصر الطقوس الاحتفالية بموسم الحج والعمرة في صعيد مصر، على تزيين المنزل والرسم عليه وحسب، لكن شملت أيضًا عادات أخرى مثل، تزيين السيارات التي تنقل الحجاج من وإلى المطار، بجريد النخل الأخضر والزعف.

جريد النخل الأخضر والزعف

يقول ناصر مؤمن، أحد أبناء محافظة قنا، إنّ جريد النخل الأخضر والزعف يحمل الكثير من الدلالات التي تجعله الخيار الأنسب في تزيين السيارة التي تنقل الحجاج، منها أنه يعبر عن الأموال الحلال والأرزاق المباركة وأن الشخص الذاهب إلى أداء مناسك الحج أو العمرة قد حصل على هذا المال من مصدر حلال.

وأضاف "مؤمن"، لـ"مصراوي" أنّ الحج يكفر الذنوب، ويعود منه الحاج كما ولدته أمه، وتعبيرًا عن ذلك اعتاد الحجاج في الصعيد على استخدام زعف النخل بما له من لون أخضر زاهي ونضر، دلالة على النقاء والعودة إلى الشاب وصلاح الأحوال.

ويشارك أهل القرى أيضًا من الجيران والأقارب الحجاج الفرحة، ويهنئونهم بشرف زيارة بيت الله الحرام وتحقيق أمانيهم، وينظرون عودتهم بشغف حتى يحصلون على الهدايا التي يعود بها الحاج من مكة.

سبح ومصليات وعطور.. هدايا الحجاج في الصعيد

يعاود ناصر مؤمن الحديث عن أنّ الشخص الذي يذهب إلى أداء مناسك الحج يتوجه إلى الأسواق في السعودية قبل أن تنتهي رحلته، ويبتاع بعض السبح والمصليات والعطور، ليأتي بها إلى قريته، ويقدمها كهدايا للأهل والأقارب والجيران أيضًا كنوع من الاحتفاء بأداء المناسك والعودة بسلام.