حياته كانت عمله.. انتحار مسعف لسبب غير متوقع فما القصة؟

كتب – سيد متولي

انتحر مسعف بريطاني وصفه أصدقائه بـ"طيب القلب" بعد أن ابتلى بما رآه في وظيفته.

وأنقذ المسعف ستيفي جيمس عددًا لا يحصى من الأرواح في مهنة امتدت لأكثر من عقدين، لكن أصدقائه يقولون إن الأرواح التي لم يتمكن من إنقاذها هي التي ألحقت خسائر كبيرة به، وفقا لموقع صحيفة express البريطانية.

كان الشاب البالغ من العمر 43 عامًا يعمل في خدمة الإسعاف في لندن وعبر جنوب إنجلترا، لكنه كان يعاني من الاكتئاب، قبل أن يتم العثور عليه ميتًا في منزله في مدينة ساوثهامبتون.

ستيفي، الذي نشأ في ليفربول، ترك وراءه أخًا وشقيقتين دمرهما موته.

وقالت ليان سيكر، التي كانت تعرف ستيفي لأكثر من عقدين: "في الأشهر القليلة الماضية، اكتشفت أشياء صغيرة أثناء حديثنا سويا، كان بإمكاني أن أقول إن الأشخاص الذين لم ينقذهم كان لديهم تأثير كبير عليه، كان يضرب نفسه".

وتضيف: "كعاملين في سيارات الإسعاف، كان من المفترض أن نترك هذا الأمر ونركز على من نجحنا في مساعدتهم، لكنني لا أعتقد أنه كان قادرًا على فعل ذلك".

وكشفت صديقة ستيف: "ستيفي كان شغوفًا بمساعدة الناس، وخلال حياته المهنية عمل أيضًا في مستشفى وكمسعف، لقد أنقذ الكثير من النساء من العنف المنزلي وكان دائمًا على اتصال بهن للتأكد من أنهن بخير، لقد أنقذ الكثير من الأرواح، لقد أحب ما فعله وكان رائعًا في ذلك".

وتكمل: "عندما كان لا يعمل، كان ستيفي يعتني بالعديد من الحيوانات التي أنقذها، بما في ذلك البومة البيضاء والجرذان والفئران وحتى السناجب، وكان لديه الكثير من الأصدقاء في خدمة الإسعاف، وكان محبوبًا جدًا، كان يتمتع بروح الدعابة، وكان رقيقًا جدًا، لا أعتقد أن الكثير من الناس كانوا سيدركون أنه مصاب بالاكتئاب لأنه أخفى الأمر جيدًا عن الجميع".

وواصلت: "آخر مرة رأيته فيها كانت قبل شهر، كان سيأتي للعمل من أجلي مرة أخرى لأنه كان يعمل في المستشفى لفترة قصيرة ويفتقد أن يكون في الخطوط الأمامية لمساعدة الناس، تناولنا فنجان قهوة وبدا متحمسًا للمستقبل والعمل، لا أعتقد أن الناس يدركون تأثير هذه الوظيفة على صحتك العقلية".

واختتمت: "لا يقتصر الأمر على الصدمة التي تراها ولكن الساعات الطويلة، ليس لديك حياة اجتماعية عندما تعمل في خدمة سيارات إسعاف، ثم حتى عندما تكون خارج العمل، فأنت لست في حالة توقف فعلاً لأنك إذا رأيت أي شخص مصاب فأنت أول شخص يتوقف ويساعد، كان هذا صحيحًا بالنسبة لستيفي، كانت حياته هي عمله".

ووجدت دراسة نشرت عام 2015 في المجلة الطبية البريطانية أن عددًا غير متناسب من عمال الإسعاف ينتحرون.

كان خطر الانتحار بين المسعفين الذكور أعلى بنسبة 75 في المائة، حيث كان 42 هو متوسط عمر أولئك الذين ماتوا منتحرين.