لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مريضة بالسرطان: لم أتخيل أنني سأهزم المرض وأتزوج ممن أحببت

11:27 م الأحد 11 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- حسام أبو الحديد:

عندما شخص الأطباء حالة تشارلوت عل أنها سرطان وهي لم تتعدي الواحدة والعشرين، لم تتكن تتخيل أن هناك مستقبل ينتظرها، لكنها الان باتت تحيا حياة أكثر إشراقا مما حلمت. وها هي تشارلوت تحكي قصتها.

كنت أنا وجيمس صديقان مقربان بعدما التحلق بكليتي بجامعة "ليدز". وتوطدت صداقتنا بنهاية السنة الأولى، وكانت الحياة وردية وكنا ننخرط سويًا في مختلف النشاطات الجامعية. كنا دائمًا التفكير في الخطوة القادمة في حياتنا. وبمرور الأيام توطدت الصداقة بين أسرتينا، فوالدي بات يلعب الكرة مع والده ووالدتي باتت أقرب صديقة لوالدته.

وفي خريف 2010، عندما كنت في عامي الجامعي الأخير، بدأت أعاني من ألم وانتفاخ بمعدتي جعلني أتلوى. وبعد تشخيص خاطئ لمرات ومرات، أحالني طبيب النساء إلى اخصائي أشعة وتحاليل لعمل مسح بالرنين المغناطيسي. وفي أحد أيام يناير القارصة، توجهت مع أمي لمعرفة النتيجة، وجاءت في ثلاث كلمات كأنها أنهت حياتي: "أنت مصابة بالسرطان". كانت التفكير في شهور المرض والألم ثم الموت أمر غير محتمل.

لكنني لم أكن لأتقبل أن تنتهي حياتي قبل أن تبدأ. بعد ذلك بعشرة أيام، قابلت الطبيب الاستشاري الذي أبلغني بحقيقة إصابتي وهي نوع من السرطان المنتشر بين المراهقين، ويعتبر أحد أشرس أنواع السرطان وأصعبها في العلاج.

رغم أن هذا النوع غالبًا ما يصيب العظام، فقد أصاب النسيج الحساس الواقع بين الرحم والأمعاء والمثانة، وكان نحو ثلثي المصابين بهذا الداء يعيشون لخمس سنوات بعد التشخيص على الأكثر. ولأن الطبيب لم يحدد لى الزمن الباقي من عمرى، كنت أخشي الأسوأ.

كان الورم ينمو بشراسة، مما يعنى أنه كان يتعين على ترك الجامعة فورا لكي أبدأ في العلاج. وبالفعل تحملت 96 ساعة من العلاج الكيمائي وبعد ذلك خضعت لجراحة لإزالة الورم، وأثناء الجراحة اكتشف الطبيب أن المرض تمدد الى العقد اللمفاوية. بعد ذلك قمت بزراعة الخلايا الجذعية، وكنت أخضع في نفس الوقت لجرعات العلاج الكيمائي التي دامت ستة أسابيع.

كان ذلك العام مرعبا بكل المقاييس، لكن جيمس كان دوما إلى جواري وكان هو الدافع الذي جعلنى أحارب كي أبقى معه. لكن العجيب حقًا هو كيف أن جيمس وهب حياته كي يبقي إلى جواري، فقد كان يأتي إلى المستشفى كل يوم وكان يبيت في سرير خصصته المستشفى لمرافقي، وفي الصباح يهرول إلى عمله الجديد كمندوب مبيعات بالسيارة. في الحقيقة، كان تفكيري بعد مرور تلك المحنة منصبًا على تضحياته وعلى التساؤل: كيف لشاب في سن 21 أن يهب نفسه تمامًا لشخص يعلم أنه حتمًا سيموت.

لكن فكروا أيضاً في عامل أخر وهو تغيير ملامحي التام من الشخص الذي وقع في غرامه إلى شخص اخر، فقد خسرت 6 كيلوجرامات في الأسبوع الأول فقط وتساقط شعري، وأصبحت هيئتي سيئة مثل حالتي النفسية. كان ضمن الأعراض الجانبية للعلاج إلتهاب الغشاء المخاطي، وقرحة في الفم وفي الجهاز الهضمي، ويعني ذلك صعوبة في البلع والهضم وكذلك الكلام. و لم أكن استطيع تغيير ملابسى، لكن جيمس وأمي وأبي كانوا دوما إلى جانبي.

وفي مارس 2012 كانت المفاجأة، فقد أبلغني الأطباء بأنني قد شفيت من الداء اللعين وأنني سأعيش بعد أن أخبرونى في البداية أن عدة أسابيع تفصلني عن الموت. لكن بقدر سعادتي بقدر ما انتابني الخوف من تباعد من ساندوني والتفوا حولي. وقفت على قدماي مرة أخرى، وعدت إلى الجامعة لأحقق حلمي بأن أصبح محامية العائلة. أنهيت دراستي الجامعية وتسلمت عقد تدريب بمؤسسة قانونية. وقمت أنا وجيمس بشراء شقة منذ عامين، وكانت تلك خطوة كبيرة أخرى في حياتنا، وانتقلت للعيش معه بعد حفل زفاف رائع.

الحياة رائعة مع جيمس، لكن الحياة لا تكتمل من دون بعض الصعوبات، فكل يوم أشعر بألم، حتى الان لا زلت أشعر بألم بسبب تلف الأعصاب نتيجة للعلاج الكيمائي. ولا يزال جميس يطمئنني بأنه ليس هناك ما يستوجب الخوف، فهو لا يزال الحائط الذي أستند إليه ولا يزال صديقي الوحيد ومعيني الوحيد، هو الكل في واحد.

في صيف 2016، تقدم جيمس لخطبتي وتزوجنا، وفي 27 أغسطس أقمنا حفل زفاف رائع حضره 160 مدعو من الأقارب والأصدقاء. وفي كل صباح يقوم زوجي بعرض مقاطع الكوميديا والمطربين المفضلين لاستمتع بهم بعد أن أستيقظ من نومي، ويعد لى كوب الشاي لأرتشفه في السرير. وعندما يشعر أنني أمر بحالة اكتئاب، يقوم على الفور بدعوتي لتناول الطعام خارج البيت.

فبوجود زوجي إلى جواري دائمًا أشعر أنني أستند إلى صخرة ورصيد مهول من الذكريات كلها تنم عن الوفاء.

فيديو قد يعجبك: