لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تخلصوا من التنمر واضمنوا لأطفالكم بيئة مدرسية آمنة ومتزنة

06:09 ص الأربعاء 08 مايو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
نصائح نفسية من الدكتورة ثمينة شاهيم لقراء جوهرة. لدى تقييم جودة مدرسة ما نأخذ نحن الأهل بعين الاعتبار الكثير من المتغيرات مثل المستوى الأكاديمي، مسألة النظافة، طريقة تعامل المدير، سلوك الأساتذة ومؤهلاتهم على سبيل المثال.وثمة مسألة أخرى هامة جدا، كانت دائما موجودة، ولكن فقط في الآونة الأخيرة أصبحت تلقى مزيدا من الاهتمام، وهي التنمر في المدارس. فاليوم أكثر من أي وقت مضى يعتبر الأهل موقف المدرسة من التنمر أحد أهم خصائص المؤسسة التربوية التي يفكرون تسجيل ابنهم فيها.وهذا بالطبع تغير مهم في طريقة وعينا للتنمر خاصة بالمقارنة مع الأجيال السابقة. للأسف معظمنا كبرنا في وقت لم ندرك فيه أن التنمر أمر خاطىء وأنه بإمكاننا التحدث عنه.فكان أهلنا يقولون أمورًا مثل:تجاهليه فقط!يجب على الأطفال أن يتعلموا كيفية القتال في معاركهم.لا تقلقي لقد مررت بنفس الموقف وخرجت منه أقوى.العصي والحجارة قد تكسر عظامك ولكن الكلمات لن تؤذيك أبدًا! الكثير من حوادث التنمر مرتبطة بحالات انتحار ومجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية بين المراهقين والصغار الذين يتعالجون في عيادات حول العالم تؤكد الواقع الذي لا يمكننا تجاهله، فالمدارس ليست ساحة معركة والتنمر يحطم الشخص بدل أن يقويه والكلمات تؤذي بشكل رهيب. فقد أكدت البحوث أن التنمر مشكلة خطيرة جدًا ومدمرة لعملية النمو العاطفي والنفسي للطفل.يكون التنمر بأشكال مختلفة، جسدي، عاطفي/كلامي، نميمة، تنمر على الانترنت، الاقصاء أو المضايقة التي تحصل في الباص أو على طريق العودة من المدرسة. صحيح أن الأطفال يتصرفون كالأطفال ولكن ليس من الضروري أن يكونوا وحوشًا أو ضحايا. التنمر مختلف جدًا عن الإغاظة، ففي حالة الاغاظة يحظى الجميع بفرصة متساوية للاغاظة والرد عليها. وللأسف في حالة التنمر يكون شخص واحد هو صاحب السلطة بينما الضحايا مرعوبين وغير قادرين على الدفاع عن أنفسهم.التنمر مثلاً في دولة الامارات العربية المتحدة له شكل خاص، فنحن نعيش في مجتمع متنوع مع أشخاص يأتون من خلفيات ثقافية ولغوية مختلفة ومعظمهم لا يعرفون مقابلًا لكلمة التنمر في لغتهم. إلى ذلك فإن الامارات تعتبر مجتمعًا عابرًا للعديد من الأشخاص ومع وصولهم إلى هذا البلد المضيف، قد يتعاملون خلال المرحلة الأولى من هجرتهم مع مسائلهم للتكيف مثل الصدمة الثقافية، الحنين للوطن، العوائق اللغوية وإحساس عام بالاغتراب. قد يكون هؤلاء الأطفال الجدد أقل ليونة عاطفيًا وبالتالي يصبحون أهدافًا سهلة للمتنمر الذي يفترس الأطفال الضعفاء. لذا يمكنك البدء بفتح حديث دائم مع طفلك حول التنمر. لا تسأليه أسئلة يكون جوابها “نعم” أو “لا” مثلًا “هل كان نهارك جيدًا؟” بل اطرحي أسئلة محددة مثل “هل أحببت أستاذك؟” أو “هل تستمتع باللعب في فترة الاستراحة؟”. راقبي ظهور أي إشارات تحذيرية مثل عدم رغبة الطفل بالذهاب إلى المدرسة، الشعور بالاكتئاب واليأس، التغير في السلوك أو التذمر من آلام المعدة أو أي عوارض جسدية أخرى. بهدف محاولة استئصال التنمر من مدارسنا يجب على كامل المجتمع أن يتدخل وهذا يعني أنه على الأهل، الأساتذة، المدراء، الأطباء، المستشارين، المربيات، الإخوة الكبار، أفراد العائلة الكبيرة والإعلام أن يستوعبوا واقع أنه إذا غضضنا النظر عن هذا التصرف الاستغلالي المدمر قد نحرم طفلًا فرصة العيش في بيئة آمنة ومتزنة.وهذا الشخص بنفسه قد يكبر وهو يشعر بالغضب والامتعاض والارتباك وعدم القدرة على التحكم بمشاعره بفعالية وقد يعاني من مشاكل بالعلاقات الحميمة، والأسوأ من ذلك أنه قد يعيد تكرار نفس حالة التعدي والظلم عبر التنمر على الآخرين.رجاء انضمي إلى حملة التخلص من التنمر في جميع المدارس بهدف نشر الوعي وتعليم الأطفال كيفية التحدث عن المشكلة وتطبيق مبدأ عدم التسامح مع التنمر. فلنعلم أولادنا قبل أن يتعرضوا لأي شيء أنه عليهم أن لا يسمحوا بحدوث أي نوع من التلاعب أو الاعتداء الذي قد يخرب طفولتهم.

فيديو قد يعجبك: