دماغ الرجل أكبر من المرأة.. هل له علاقة بالذكاء؟ - اعرف السر
كتب – سيد متولي
الاختلافات بين الرجل والمرأة محل نقاش دائم، وسوء فهم كبير، ومن بين الاختلافات العديدة التي توجد بين الرجال والنساء، فإن حجم الدماغ غالباً ما يثير الفضول والجدل، إنها حقيقة تدعمها الأبحاث، في المتوسط، يكون دماغ الرجل أكبر من دماغ المرأة بنسبة 10% إلى 15%، ولكن قبل التسرع في التوصل إلى استنتاجات، من الأهمية طرح سؤال أساسي - هل حجم الدماغ مهم، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف؟
لطالما كانت آثار هذا الاختلاف البيولوجي محل نقاش واستخدام ضد النساء في عدة حالات، لقرون من الزمان، تم استخدام دماغ الذكر الأكبر، في كثير من الأحيان بشكل مضلل، لتبرير المعتقدات المجتمعية حول التفوق الفكري، وقارنت دراسة نشرت في مجلة Brain بين أدمغة 42 رجلاً و58 امرأة بعد الوفاة، ووجدت أن متوسط وزن أدمغة الرجال بلغ 1378 جرامًا، مقارنة بـ 1248 جرامًا للنساء، يحتوي دماغ الذكر على نسبة أعلى من المادة البيضاء، وتحتوي الإناث على نسبة أعلى من المادة الرمادية، كما وجدت الدراسات أن القشرة المخية أكثر سمكًا في أدمغة النساء، وأن الحُصين، الذي يشارك في تكوين الذاكرة، أكبر حجمًا عند الرجال إلى جانب اللوزة، بحسب تايمز أوف إنديا.
دماغ الإنسان كثيف بالمادة البيضاء
إن المادة البيضاء في الدماغ تشبه الطرق السريعة؛ فهي تسمح بالتبادل السريع للمعلومات اللازمة للمهام مثل التعلم والذاكرة واتخاذ القرار والإدراك الحسي، على سبيل المثال، يربط الجسم الثفني، وهو بنية رئيسية من المادة البيضاء، بين نصفي الكرة المخية الأيسر والأيمن، مما يمكنهما من العمل في وئام، تساهم المادة البيضاء في الوظيفة الحركية، وتمكن الدماغ من إرسال إشارات دقيقة إلى العضلات للحركة، وهي ضرورية أيضًا للمرونة الإدراكية وحل المشكلات المعقدة، لأنها تدعم تكامل المعلومات من الدوائر العصبية المختلفة، تلعب المادة البيضاء دورًا حاسمًا في الدماغ، حيث تعمل كشبكة اتصال تمكن من نقل المعلومات بكفاءة بين مناطق مختلفة. تتكون المادة البيضاء في المقام الأول من محاور عصبية مغطاة بالميالين - نتوءات طويلة تشبه الخيوط من الخلايا العصبية (العصبونات) مغطاة بالميالين، وهي مادة دهنية تعمل على عزل وتسريع الإشارات الكهربائية، تربط هذه المسارات المحورية أجزاء مختلفة من الدماغ والحبل الشوكي، ما يضمن التنسيق والوظائف السلسة.
يحتوي دماغ المرأة على نسبة أعلى من المادة الرمادية
المادة الرمادية هي بمثابة المحور التشغيلي للدماغ، حيث تتعامل مع العمليات الحرجة التي تحدد الفكر البشري والعاطفة والتفاعل، إن عملها السليم ضروري للحفاظ على القدرات المعرفية والحركية طوال الحياة، يمكن أن تؤثر كمية وصحة المادة الرمادية على وظائف المخ بشكل كبير، يمكن أن تؤدي عوامل مثل الشيخوخة والأمراض التنكسية العصبية (مثل مرض الزهايمر) أو الإصابة إلى فقدان المادة الرمادية، ما يؤثر على الذاكرة والإدراك والمهارات الحركية، يمكن للأنشطة مثل التعلم والتمارين والتحفيز العقلي أن تعزز نمو المادة الرمادية والاتصال، تتركز المادة الرمادية في مناطق مثل القشرة المخية، حيث يحدث الكثير من النشاط الإدراكي للدماغ، هنا، تعالج المعلومات من الأعضاء الحسية - مثل تفسير الإشارات البصرية من العينين أو المدخلات السمعية من الأذنين - وتنسق حركات العضلات الطوعية، كما تلعب دورًا رئيسيًا في التفكير المعقد وحل المشكلات واتخاذ القرار، مما يمكن البشر من التنقل في العالم بذكاء وقدرة على التكيف، "يميل الرجال إلى امتلاك المزيد من المادة الرمادية، وهي معالجة المعلومات في المناطق التي تنظم الحركة الجسدية، "من ناحية أخرى، تميل النساء إلى امتلاك المزيد من المادة البيضاء، والتي تعبر عن التواصل بين مناطق الدماغ، وبالتالي تعدد المهام والمعالجة العاطفية بشكل أفضل، ولهذا السبب، في بعض الأحيان، يؤدي الرجال والنساء مهام محددة بشكل مختلف، لكنهم لا يزالون متساوين في جميع طرق التعلم وحل المشكلات والتفكير العميق"، كما يقول الدكتور فيبول جوبتا، رئيس قسم التدخل العصبي في مستشفى باراس جوروجرام بالهند.
التنوع في الحجم لا علاقة له بالذكاء
يقول الدكتور فيبول جوبتا: "صحيح أن دماغ الرجل عادة ما يكون أكبر من دماغ المرأة بنحو 10% إلى 15% في المتوسط، ولا علاقة لهذا الاختلاف في الحجم بالذكاء الكلي أو القدرة الإدراكية أو عمل الدماغ، ومن ناحية أخرى، وجدت الدراسات أن كلا الجنسين لهما وظائف متشابهة في الدماغ، حتى وإن كانت أحجامهما مختلفة، ولا يعتمد عمل الدماغ على الحجم، بل على مدى كفاءته في العمل وكيفية اتصال مناطق الدماغ ببعضها البعض".
"أظهرت العديد من الدراسات أن دماغ الرجل أكبر من دماغ المرأة بنسبة 10% في المتوسط، ومع ذلك، فإن هذا الاختلاف في الحجم لا يمكن أن يحدد الاختلافات في الذكاء، لا يمكن تحديد ذكاء الفرد من خلال الحجم وحده ولكن من خلال مجموعة من المعايير الأخرى، مثل الاتصال في الدماغ، وكيفية معالجة المعلومات، وما إلى ذلك، لا يمكن أن ينتج الاختلاف في الحجم أي تأثير على القدرات الفكرية أو القدرات الإدراكية بشكل كبير"، وفقا لدكتور سمير أرورا، استشاري أول في طب الأعصاب.
اقرأ أيضا:
هل نظامك الغذائي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد؟.. احذر
لا غنى عنه.. كوب من هذا المشروب السحري يطرد السموم
تسبب السرطان وتوجد بالأطعمة والأدوية.. ما هي الصبغة الحمراء Red3 التي حظرتها أمريكا؟
هل نظامك الغذائي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد؟.. احذر
4 علامات خطيرة تكشف فساد أجنحة الدجاج.. استغنِ عنها فورا
فيديو قد يعجبك: