العودة لعبوات الحليب الزجاجية.. هل تحل مشكلة المخلفات البلاستيكية؟
كتب - حسام أبو الحديد:
من منا لا يذكر زجاجات الحليب ذات الغطاء المصنوع من رقائق الألمونيوم التي تخفي تحتها طبقة من الدسم اللذيذ؟ قد لا يذكرها سوى الجيل الذي تخطى الأربعين الآن، لكن المبهج في الأمر أن البريطانيين أحيوا الفكرة مجددًا العام الماضي بعدما اشتاقوا لمشهد زجاجات الحليب وقد تركها بائع اللبن على الأرض أمام باب بيته كل صباح بدلاً من الزجاجات الفارغة التي تركها في المساء، بحسب صحيفة "ذا جارديان البريطانية".
لكن السبب في إحياء الفكرة لم يكن الحنين لمذاق الماضي بل الحرص على البيئة نظرًا لما تسببه الزيادة المهولة في إعداد القوارير البلاستيكية من ضرر للبيئة.
فقد قام الناس بجمع توقيعات لعودة زجاجات الحليب التي يعاد ملؤها بعد كل استخدام. وبالفعل جرى تفعيل الفكرة وعادت العبوات القديمة للظهور مجددًا، والملفت أن الإقبال عليها كان جنونياً خلال الأسبوعين الماضيين.
ويعود الفضل في ذلك إلى حملة "الكوكب الأزرق الثانية" التي دعت إليها محطة "بي بي سي" الإخبارية.
وكانت أعداد بائعي توصيل الحليب المحليين قد تراجعت بدرجة كبيرة خلال العشرين عامًا الماضية.
ففي عام 1975، كان نحو 94% من الحليب يُباع في قوارير زجاجية، فيما تراجعت النسبة عام 2006 إلى 3% فقط. لكن الحال تغيير الآن.
وبكلمات غمرتها السعادة، قال ستيوارت بركنر، بائع حليب محلي يُدير محلا لبيع الحليب مع شقيقه ووالدته يحمل اسم "دارتمواث دايري"، وتعني ألبان دارتموث "كنا نتساءل دائمًا ما إذا كنا سنستطيع الصمود ومواصلة العمل بالمحل باستخدام القوارير الزجاجية.. فمن المستحيل منافسة محال السوبر ماركت، ورغم ذلك واصلنا العمل وفق ما نعرفه ولم نحيد عن استخدام الزجاج، وها قد فزنا في النهاية".
وأضاف بركنر بقوله "طبيعة عملنا التي تتطلب أن ندق الأبواب جعلتنا أول من يكتشف الحوادث عندما نطرق الباب ولا يجيبنا أحد ونلاحظ أن القوارير المليئة بالحليب لا تزال على حالها أمام الباب، حينها ندرك أن ساكن البيت قد مات".
فيديو قد يعجبك: