هل أنت مدين لأصدقائك وعائلتك بثلاث سنوات من عمرك؟

  كتب محمد الصفتي:وفقاً لدراسة أجريت بالتعاون بين جامعة برايام يانج في يوتاه وجامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة فإن الأشخاص الذين يتمتّعون بصحبة الأهل والأصدقاء دائماً يكونون أطول عمراً من الذين يعيشون في عزلة، ووفقاً للدراسة فإنّ الفريق الأول يزيد عمره عن الفريق الثاني من هواة العزلة بمعدّل 3.7 سنوات وأنّهم أقلّ تعرّضاً للموت المبكّر بنسبة 50%.. ويقول الباحثون أنّ الأثر الإيجابي للنشاط الاجتماعي وصحبة الأصدقاء على صحّة الإنسان تماثل تأثير الإقلاع عن التدخين! كما أنّ قليلي النشاط الاجتماعي يماثل معدل وفياتهم مدمني الكحوليات ويفوق مرضى البدانة المفرطة.واستقى الباحثون نتائجهم من استعراض أكثر من 148 دراسة شملت اكثر من 300000 شخصاً على مدار نحو ثلاثين عاماً. ويقول د/ “بيرت أوشينو” المشرف على الدراسة أنّ الأصدقاء والمحيطين بالشخص يجعلون الأمور أسهل كثيراً على مستوى الحياة اليومية، ففي الأزمات سيقرضونك المال وسيقلّونك لوجهتك عند تعطّل سيارتك وسيعتنون بأطفالك عند ارتباطك وزوجتك بعشاء عمل، كما سينصحونك دائماً بالاعتناء بصحّتك وسيمثّلون لك دافعاً هامّاً لاستمرار الحياة والشعور ببهجتها. ويختم د/ “أوشينو” حديثه بالتأكيد على دور المحيطين بك في التهوين من أثر المشاكل ومساعدتك على إيجاد الحلول، فهم باختصار يجعلون حياتك أكثر أماناً.ووفقاً للباحثين فإنّ تلك النتائج تنطبق على الرجال والنساء بصرف النظر عن أعمارهم وحالتهم الصحّيّة.واهتمّت الدراسة بالأثر المباشر لحجم النشاط الاجتماعي على وظائف الجسم وحالته فالأكثر تمتّعاً بالصحبة ثبت تمتّعهم بضغط دم أكثر اتّواناً من المنعزلين. غير أنّ ماينقص تلك الدراسة بحسب رأي د/ “أنتونيو جوميز” من جامعة كاليفورنيا هو أثر شبكات التواصل الاجتماعي على الإنسان وهل تعدّ علاقات الفيس بوك مثلاً علاقات اجتماعية صحيّة أو أنّ العلاقات المباشرة فقط هي المعنيّة بالدراسة، ويستدرك د/ “جوميز” مشيراً إلى أنّ الهدف من الدراسة هو إظهار أنّ المحرومين من الأصدقاء والعلاقات العائليّة يكونون عرضةً للاكتئاب والقلق النفسي وأنّ عليهم تكوين صداقات جديدة والعودة لأحضان العائلة.