حتى وطرقات “فينيسيا” غارقة يرتادها السيّاح حفاة!

 كتب محمد الصفتي:لايمكنك أن تزور “فينيسيا” المدينة العائمة دون أن تأخذ معك خريطة أو دليل مطبوع للمدينة حتى لا تبتلعك متاهة قنواتها و ممراتها، ملابس شتوية وصيفية معاً إذ تتمايز درجات الحرارة في اليوم الواحد بشكل حادّ، كاميرا لتسجيل تلك اللحظات التاريخية في رحاب مباني عصر الرينيسانس (النهضة) المهيبة، كما يجب أن تستعدّ بميزانيّة كافية من اليورو لتواجه ارتفاع أسعار المطاعم.ولكن ما استجدّ هذا الأسبوع على قائمة لوازم زوّار “فينيسيا” هو الأغطية البلاستيكيّة للأحذيّة لكي يتمكّن السيّاح من التجوّل في الميدان الرئيسي “سان مارك” خائضين في ما يصل ارتفاعه تقريباً إلى الركبة من المياه وإلا كان الحل الوحيد هو السير بدون حذاء والتعرّض لنوبات البرد. فقد بدأ هذا الأسبوع الفيضان الموسمي والمعروف بظاهرة “أكوا آلتا” حيث تداهم “فينيسيا” موجات مدّ تغمر شوارعها بالماء يصل لمتر واحد فوق سطح البحر.وتحدث تلك الظاهرة في أثناء فترة الربيع والخريف من كل عام عندما يرتفع المدّ وتدفع الرياح المياه باتجاه شوارع المدينة التاريخيّة.ولم تمنع الطرقات المغمورة زوار “فينيسيا” من الاستمتاع بالمدينة، رغم أنّ الاستعدادت لمواجهة “الأكوا آلتا” لم تكن قد بدأت بعد هذا العام ولم يتمّ توفير الممرات المرتفعة التي يتم تجهيزها لانتقالات المارّة، وسجّل التاريخ الحديث أعلى ارتفاع للأكوا آلتا عام 1867 حيث بلغ ارتفاع المياه في الطرقات متراً وثلاثة وخمسين سنتيمتراً وغمرت المياه نحو ثلثي المدينة.