"ليبرتي".. أول سيارة طائرة بسعر خيالي
كتب- حاتم صدقي:
افتتح معرض "فارنبورو" الجوي، في بريطانيا هذا الأسبوع، بعرض "ليبرتي" السيارة الطائرة، إذ يمكنها التحليق كطائرات أوتوجايرو، التي اخترعها الإسباني "خوان دي لا سيرفا" سنة 1919.
ورغم أن "ليبرتي" ظلت ثابتة على الأرض خلال العرض، إلا أن صانعيها، "بال-في"، وهي شركة هولندية، وصفوها بأنها "نموذج إنتاج" سيتم استخدامه للحصول على الموافقات الضرورية للاستخدام على الطرق وفي الهواء، بحيث يمكن أن يبدأ التسليم لحاجزيها في عام 2020.
وكانت "اوتو جايرو" موجودة منذ الأيام الأولى لاختراع الطيران في العقد الثالث من القرن العشرين. وسجلت أميليا إيرهارت رقما قياسيا في عام 1931. وبعد ثلاث سنوات، حمل أوتوجارو "العريس" قريبا إلى ما اعتقد أنه سيكون حفل زفافه، في فيلم بعنوان "حدث ذات ليلة"، وفيلم آخر بعنوان "انت وحدك تعيش مرتين"، عرض في عام 1967. وظهرت فيه الطائرة "أوتو جايرو" باسم "نيللي الصغيرة"، وكان يقودها جيمس بوند.
وكطائرة صغيرة، كانت أوتو جايرو تستخدم مروحة دافعة، إما مركبة في مقدمة الطائرة، كما كانت الطائرة إيرهارت، أو في المؤخرة، كما في الطائرة 007، والطائرة "ليبرتي" لتذويدها بدفعة للأمام، وبدلاً من امتلاكها لأجنحة ثابتة، يأتي صعود "أوتوجايرو" من عامود دوران.
هذا على عكس ما يحدث في الطائرة الهليكوبتر، على الرغم من أن عامود الدوران هذا غير مرتبط بمحرك لتزويده بالطاقة، ولكن بدلاً من ذلك، يتم تشغيله عن طريق الهواء القادم، نتيجة لعمل المروحة الأمامية، والذي يتدفق فوق ريش المروحة. وطبقا لشركة "بال-في"، يمكن للطائرة ليبرتي أن تقلع وتهبط على مدرج يصل طوله إلى 90 مترًا.
وفي حالة الطيران، يمكنها أن تحمل شخصين بسرعة تصل إلى 180 كيلومترا في الساعة لمسافة تتراوح بين 400 إلى 500 كيلومتر. ولتحويلها إلى عربة يتم طيّ عمود الدواران والذيل والمراوح خلال فترة لا تزيد عن عشر دقائق.
وفي كلتا الحالتين، تستهلك ليبرتي البنزين لذلك يكون من السهل تزويدها بالوقود. وفي حالة حدوث عطل في المحرك أثناء تحليقها في الجوي، فتدعي شركة" بال-في" أنها يمكنها أن تهبط كطائر شراعية على قطعة أرض لا تزيد مساحتها عن ملعب التنس.
ومع ذلك، فلكي تكون الطائرة في جانب الأمان، فإنها تزود بمحركي احتراق صغيرين، يمكن استخدام أي منهما في الطيران أو القيادة إذا ما توقف الآخر عن العمل.
وعلى عكس صانعي بعض الطائرات الصغيرة الجديدة، تتحاشى "شركة "بال في" استخدام الطاقة الكهربية على الأقل في المرحلة الحالية، حيث لا يمكن للبطاريات الموجودة بها أن توفر نطاقًا مفيدًا، كما يقول جورج تيلان، الطيار المسئول عن اختبارات الشركة. وعلى عكس شركات الطائرات دون طيار، التي تستخدم منتجاتها العديد من الدوارات الكهربائية للإقلاع والهبوط عموديًا، لا تسعى شركة "بال في" للحصول على موافقة لعمليات مستقلة.
إن مطالبة الأشخاص بالحصول على رخصة قيادة وطيار يسمح للشركة بالوفاء بالقواعد الحالية وبالتالي دخول السوق بشكل أسرع، وفقًا لتيلان، مضيفا أن ليبرتي ستسمح لشخص أن يقود سيارته إلى أحد المطارات أو أي قطاع آخر مناسب من التضاريس، وأن يقلع بها، وأن تطير إلى مكان مماثل بالقرب من وجهته، وأرضه، ويكمل رحلته بالطريق البري-مع المرونة التي إذا ما كان الطقس سيئًا مثلا، فيمكنه حينئذ أن يقود سيارته إلى المنزل. ومع ذلك، تأتي هذه الملاءمة مع ثمن السيارة الطائرة التي يبدأ ثمنها من 300 ألف يورو (350ألف دولار). وهي قيمة التي من شأنها أن تغطي ثمن الكثير من تذاكر الطيران.
فيديو قد يعجبك: