شركات صناعة السيارات تتجه نحو كبح جماح تنوع الطرازت

برلين - (د ب أ)

لا يبدو أن شركات صناعة السيارات تؤمن عادة بمقولة "البركة في القليل" أو الشىء البسيط والآقل تعقيدا يحظى بتقدير أكبر " عندما يتعلق الأمر بعدد طرز وفئات السيارات التي تنتجها حيث تكفي نظرة سريعة على الطرز المختلفة التي تنتجها كل شركة لكي يتأكد المرء من هذه الحقيقة.

وقد ازداد حرص الشركات على تنويع الطرز والفئات التي توفرها لعملائها بشدة خلال السنوات الأخيرة مع ظهور فئات جديدة تماما في سوق السيارات.

وبحسب بيانات شركة بروجينيوم الاستشارية الألمانية فإن عدد الطرز التي كانت تقدمها معارض السيارات في ألمانيا عام 1990 كان 101 طرازا ثم قفز إلى 453 طرازا خلال العام الماضي.

وتسعى شركات السيارات إلى جذب العملاء من خلال تغيير الطرز باستمرار وإنتاج فئات فرعية من العلامة التجارية الأساسية وإنتاج فئات خاصة طراز معين.

ولكن يبدو أن تضخم عدد الطرز أصبح يمثل صداعا بالنسبة للسوق وجهود المتسوقين. وقد أصبح من الصعب تحقيق مستويات إنتاج اقتصادية من كل الطرز وأصبحت بعض الشركات مثل فولكس فاجن تفكر في خفض عدد الطرز التي تنتجها بحسب ما قاله مارتن فينتركورن رئيس أكبر مجموعة لإنتاج السيارات في أوروبا.

وقد أصبحت الآن الشركات مطالبة بطرح الطرز الجديدة بصورة أسرع مما كان يحدث في الماضي لآن العملاء لم يعودوا مستعدين لانتظار طرح طراز جديد بعد فترة طويلة. وكل هذا يؤدي إلى زيادة ضخمة في ميزانيات الأبحاث والتطوير لدى شركات السيارات.

وقد قدمت الدورة الحالية لمعرض جينيف الدولي للسيارات نظرة عامة لما يمكن أن يتوقعه مشترو السيارات.. فدورة الإنتاج بالنسبة للطرز المتخصصة أصبحت أقصر والعملاء أصبحوا في حيرة أمام هذا الكم الكبير من الطرز التي يختارون من بينها.

ويقول ميشائيل ماندات رئيس مؤسسة بروجينيوم إنه "بدرجة ما يمكن القول إن منتجي السيارات أصبحوا الآن أمام معضلة. فلا توجد شركة مستعدة لترك المنافسة في فئة معينة من السوق، وفي الوقت نفسه فإن اشتداد درجة تعقيد الصناعة يقلص هامش الأرباح ويجعل من الصعب إيجاد مكانة واضحة لكل طراز في السوق".

والحقيقة أن التنوع لم يعد قاصرا على عدد الطرز المتاحة أمام العملاء في الأسواق وإنما امتد أيضا إلى المواصفات في كل سيارة. ففي عام 1990 كان مشتري السيارة بي.إم.دبليو الفئة الثالثة يختار بين 70 مواصفة أو تفصيلة مختلفة، لكنه في عام 2014 أصبح أمام 215 مواصفة يمكن الاختيار بينها.

في الوقت نفسه يبدو أن فكرة التواجد في كل بوصة من سوق السيارات لم تعد مثمرة أو على الأقل في ألمانيا حيث انخفض عدد السيارات الجديدة التي تم تسجيلها منذ 1990 بنسبة 3% ورغم ذلك فإن حرص الشركات على دخول قطاعات جديدة مازال يتزايد على المستوى الدولي.

تغطية خاصة لمعرض جنيف الدولي للسيارات