لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

«اللعنة التركية».. كيف أثّر طول مدة المسلسل على الحبكة الدرامية؟

03:28 م الجمعة 23 مارس 2018

كتبت – منال الجيوشي:

الحبكة في أي عمل درامي هي كأساس المنزل لا يقوم إلا به، وفي الدراما المصرية، استطاعت مسلسلات عدة أن تتنافس لتحفر اسمها في ذاكرة وأذهان جمهورها من خلال الحبكة الجيدة، إذ تبدأ بالسرد والتعريف بأبطال العمل، حتى تتصارع الأحداث، وصولا لنهاية العمل، في شكل مكثف.

وتعرض في هذه الفترة مسلسلات بحبكة درامية قوية، وبعد حلقات يصاب المشاهد بحالة من الملل حتى تكثيف جرعة الدراما في آخر الحلقات، حالة رآها نقاد أنها بسبب "المط" وزيادة عدد الحلقات دون حاجة.

بداية، قالت الناقدة خيرية البشلاوي، إن مجموعة الكتاب ومنتجي وصناع الدراما الجدد، أصابهم ما أصاب المجتمع من شره ورغبة في الإسراف الجديد، والكسب السريع و"الكروتة" طالما أن لها ثمن.

وأضافت لمصراوي أن الأعمال الدرامية الجيدة والجادة لن نجد فيها مثل تلك العيوب، فخلفها مؤلف مبدع وصناعة مبدعة تريد أن تقدم للمتفرج أفضل سلعة.

وأشارت إلى أن "المط" داء أصاب الدراما، ويسبب الملل والنفور من المتابعة، لأن الفكرة "بتطق" في دماغ المؤلف، وحتى يتم معالجتها وتطويرها للوصول للذروة، والرجوع بها لنهاية مقنعة ومنطقية، وهذه المسألة تحتاج لنوع من الجدية والاهتمام.

وتابعت: "كٌتاب الدراما الآن، يصنعون 60 حلقة وأكثر عشان ياخدوا مليون جنيه، والسوق الآن يطلب عمل طويل يحصلون فيه على مقابل مادي كبير، والأمر أصبح سوق، وكل من هب ودب بيعمل دراما، والعيب على أصحاب المنافذ التي تشتري هذه الأعمال وتدفع فيها مبالغ كبيرة".

واختتمت الناقدة الكبيرة حديثها، قائلة:"صناع الدراما الآن يقلدون الأعمال التركية، ويلجأون لشد الجمهور في الحلقات الأولى، لضمان المتابعة، وعلى الرغم من كونهم "بيجروا" في البداية إلا إنهم يلهثون بعد حلقات، ومخزن الأفكار والتكنيك ينتهي، والرغبة في عمل عدد حلقات معين يضعف الدراما، على الرغم من أننا شاهدنا قديما مسلسلات مكونة من 14 أو 15 حلقة، والدراما بها جيدة وثرية للغاية، مثل "ذئاب الجبل"، وهذا يعني أن الدراما ليست بالضرورة أن تكون في قالب واحد له مدة وعدد حلقات محددة".

وأكد الناقد محمود عبد الشكور، أن الأمر يرجع لعوامل عدة أبرزها وجود مشاكل في حرفة الكتابة، وأن عدد كتاب الدراما الجيدين الحاليين محدود، خاصة بعد انتهاء عصر الكبار، وأبرزهم أسامة أنور عكاشة، وصالح مرسي، ومحسن زايد.

وأضاف "عبد الشكور" أن هذه المجموعة الكبيرة، التي كانت تملأ الدنيا بكتاباتها، كان لها من الأساس أعمال أدبية، ولهذا السبب فقد كانوا على علم بمعنى كلمة دراما، كما أن مستواهم الثقافي كبير للغاية، أما الآن فكُتاب الدراما الجيدين والمحترفين، محدودون للغاية.

وتابع: "ظروف السوق أيضا تؤثر على رتم الدراما، بمعنى أن الكاتب من الممكن أن يكون جيد ومتميز، لكنه مجبر أن يملأ عدد ساعات أكثر، وهذا لن يستطيع عمله دون مط، وفي بعض الحالات يكون الورق جيد، والحلقات مكتوبة بشكل جيد، ويتم تسليمها للمخرج فيقوم بمطها، أو تقسيم الحلقة إلى حلقتين".

وأكد أن المسألة اقتصادية بحتة، وهناك مسلسلات قوية مثل "ذئاب الجبل"، و"أحلام الفتى الطائر"، نُفذت في 14 حلقة فقط، والأخير مليء بالأحداث والدراما، ولا يستطيع أحد إنكار دوره وأهميته في الدراما، وهذا يعني أن طلب المنتجين والقنوات من الكتاب أن يكتبوا المزيد من الحلقات، يؤدي لضعف الدراما.

واختتم حديثه قائلا: "في الخارج يكتبون المسلسل ورشة عمل، تحت عقل واحد وعين واحدة تدير، وتضع الخطوط العريضة، والأمر هنا مختلف لأن ورش الكتابة هنا، تجعل الأمر والحبكة مشتتة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان