كيف كانت تُحضِّر "التلميذة" سعاد حسني لأدوارها؟
كتبت- سما جابر:
رغم النجومية الكبيرة التي حظيت بها سندريلا الشاشة العربية، سعاد حسني، إلا أنها كانت تحب أن تظهر كل أعمالها في أفضل صورة، فكانت لا تمانع في الاستعانة بذوي الخبرات لتعليمها كل ما هو جديد بالنسبة لها، للتحضير لأدوارها بشكل أعمق حتى تظهر مصداقية الشخصية التي تؤديها على الشاشة.
"مصراوي" يرصد في ذكرى ميلاد "السندريلا"، تفاصيل تحضيرها لأدوارها، وكيف كانت "تلميذة نجيبة" تتعلم أشياء جديدة حتى تقدم أعمالها بشكل أفضل.
بسبب تقديمها لبعض الاستعراضات والرقصات في أعمالها، حرصت الراحلة سعاد حسني على تلقي درسًا خصوصيًا على يد الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، حيث هاتفت سعاد، كاريوكا في إحدى المرات وطلبت منها أن تتعلم الرقص الشرقي، قائلة لها: "الكثير من الأفلام التي أقوم ببطولتها تتطلب مني أن أقف أمام الكاميرا لتأدية إحدى فقرات الرقص الشرقي ومن غير المعقول أن أؤدي مثل هذه الرقصات دون أن أتلقي توجيهاتك".
وبالفعل تم تحديد موعد الدرس، وبدأت سعاد في تطبيق تعليمات أستاذتها تحية كاريوكا التي طلبت منها في البداية أن تنسى كل ما كانت تعرفه عن قواعد الرقص، لتبدأ معها من البداية، وبحسب جريدة أخبار اليوم، عام 1972، قالت تحية لسعاد حسني: "لابد من الاتفاق أولا على القواعد فى خطوات الرقص الشرقي، وبعدها ستقودك موهبتك إلى بقية الحركات التي يجب أن تؤديها على نغمات الموسيقى التي ترقصين عليها"، وكانت سعاد تلميذة نجيبة، تنفذ كل ما تطلبه أستاذتها، خاصة حركات القدمين، واليدين عند بداية كل رقصة، ودورانها حول نفسها عند قرب نهاية الرقصة، لدرجة كانت تجعل كاريوكا في نهاية كل حصة، تُقبّل جبين سعاد بسبب مهارتها وسرعة تعلمها.
لم تكن تلك المرة الوحيدة التي تستعين فيها السندريلا بخبراء، لكنها أيضًا احتاجت لدروس خصوصية عندما بدأت في التحضير لدور "فاطمة" في فيلم "الزوجة الثانية" الذي قدمته عام 1967 مع الراحلين صلاح منصور وسناء جميل وشكري سرحان، حيث استعانت سعاد بخبراء من قرية "قلما" بمحافظة القليوبية لتعليمها كيفية شيل البلاص، وقيادة العربة الكارو، والتحدث باللهجة الفلاحي.
واكتشفت سعاد بعد قراءة قصة الفيلم أنها سوف تظهر على الشاشة وهي تحمل "بلاص"، وتغسل الأواني على الترعة، كما أنها سترقص أيضا في سبوع إحدى نساء القرية، وتقود عربة كارو، فذهبت إلى قرية "قلما" قبل أن يتم التصوير، وعثرت على الخبيرة الأولى هناك، واتفقت معها على أن تصبح أستاذتها في "حمل البلاص"، وقيادة "الكارو".
وبالفعل قامت بشراء بلاصين، واستغرق الدرس 7 حصص؛ مدة كل حصة ساعة، تعلمت بعدها كيف تتحرك وتمشي وتجري وهي تحمل البلاص فوق رأسها بعد ملئه من الترعة، وبالرغم من إجادتها ما تعلمته، إلا أنها في كل مرة وقبل أن تقف أمام الكاميرا، كانت تطلب من المخرج خمس دقائق تتفرغ خلالها لعمل بروفات وتجارب على حمل البلاص، كما كشفت السندريلا وقتها أنها سألت في القرية عن أفضل سيدة تجيد الرقص، وذهبت إليها واتفقت معها، وبدأت في تعليمها الرقص بالفعل.
والجدير بالذكر أن صنّاع السينما في هذا الوقت كانوا يحرصون على إعداد الممثل المبتدئ وتأهيله بشكل جيد من كافة النواحي، سواء في التمثيل أو الإلقاء، وغيرهما، حيث تتلمذت سعاد في بدايتها على يد اثنين من أشهر الفنانين وهما إبراهيم سعفان وإنعام سالوسة، فكانت "سالوسة" هي من وقع عليها الاختيار من قبل الشاعر الغنائي عبد الرحمن الخميسي في تدريب "السندريلا" على الإلقاء السليم في بداية مشوارها الفني.
أما إبراهيم سعفان فقام بتعليم السندريلا القراءة والكتابة، نظرًا لعدم التحاق سعاد بمدارس نظامية لظروفها العائلية، فقد ساعدها على تعلمها في ستة أشهر، أي ما يعادل درجة طالب في الإعدادية، وذلك بناءً على طلب من الخميسي، الذي كان يجهز لفرقة مسرحية جديدة تضم وجوهًا جديدة من الشباب لتقديم مسرحية "هاملت"، واقترح على سعاد وعائلتها انضمامها للفرقة.
فيديو قد يعجبك: