شريف حتاتة.. يغلق النوافذ المفتوحة ويرحل
كتبت- نسمة فرج:
في إحدى مستشفيات ألمانيا رحل عن عالمنا الكاتب والسياسي اليساري شريف حتاتة، الاثنين، عن عمر يناهز 94 عامًا، تاركًا خلفه إرث ثقافي ونضالي سجله في كتابه "النوافذ المفتوحة".
ولد شريف حتاتة في إنجلترا من أم إنجليزية وأب مصري ينتمى إلى عائلة إقطاعية في عشرينات القرن الماضي، كان والده يدرس منذ طفولته فى إنجلترا وبعد أن أنهى والده الدراسة الثانوية بإنجلترا التحق بجامعة كامبردج ودرس الإقتصاد فيها، وأثناء دراسته بالجامعة تزوج من سيدة إنجليزية وأنجب منها شريف؛ وبعد الانتهاء من الدراسة عاد الأب والأم والطفل إلى مصر.
يقول حتاتة في كتابه "النوافذ المفتوحة" إنه التحق بكلية الطب في جامعة الملك "فؤاد الأول" –جامعة القاهرة حالياً- واتته فرصة الإطلاع على الكتب السياسية التي كانت عاملًا مساعدًا أضاء له الطريق الذي اختاره بعد ذلك وسريعًا ما تعمق يقينه بأهمية نشاطه السياسي والإيمان ببناء مجتمع جديد فأصبح لحياته معنى واتجاه.
ويروي صاحب "النوافذ المفتوحة" فترة انضمامه إلى الحركة اليسارية ليصبح محترفًا سياسياً ويرحل إلى مدينة الإسكندرية يقبض عليه ويسجن، ثم يهرب من سجنه ويسافر فى قاع سفينة شحن، ليلجأ إلى باريس ويقع هناك فى حب امرأة زائرة جاءت من مصر.
ويستكمل في كتابه عن عودته سرا إلى مصر عقب قيام ثورة يوليو، حيث يستأنف نشاطه السياسى فى قرى الوجه البحرى إلى أن يقبض عليه مرة أخرى، ويصدر عليه حكم بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات، يقضيها فى السجن الحربى وليمان طرة وسجن مصر ثم تتخذ حياته مسارا جديدا ينقله إلى الكتابة الروائية.
وفى الكتاب جزء كبير عن حياة شريف حتاتة مع نوال السعدواى، وكيف تعرف عليها في وزارة الصحة، وكيف اتخذت حياته مساراً جديداً ينقله إلى الكتابة الروائية، وإلى المشاركة فى العمل من أجل حقوق الإنسان.
يقول الروائي والناقد إيمان يحيى إن شريف حتاتة كان أشهر مناضلي اليسار المصري في الخمسينيات؛ وهو طبيب وأديب ومناضل سياسى عرفته سجون مصر وفرنسا.
وأضاف "يحيى" -خلال حسابه على صفحته بالفيس بوك": أن حتاتة اسمه الحركى "عزيز"، صاحب أشهر مشهد هروب فى السينما المصرية فهل تتذكرون مشهد الهروب من مستشفى قصر العينى وقت إفطار رمضان فى فيلم "فى بيتنا رجل"؛ إنه هو شريف روائى قدير، وأول من انتقد الاشتراكية الستالينية، اتذكر ترجمته لكتاب عن الشيوعية الاوروبية ألفه الأسبان، كان ذلك شيئا جديدا علينا، وداعا أيها البشوش الوديع.
وكتب الشاعر زين العابدين فؤاد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، أن شريف حتاتة كان رجلًا جميلًا، وبرغم سنه الكبير إلا أنه قضى ثلاثة أيام فى ميدان التحرير فى يناير 2011.
وأضاف: "حزين لأن بيننا موعد لزيارته في البيت،غير سكنه الآن. سوف أعيد قراءة "العين ذات الجفن المعدنية" فى أول موعد جديد بيننا".
وكتب الروائي شريف صالح على حسابه بفيس بوك: "كان من أوائل الشخصيات اللى تعرفت عليها شريف حتاتة والحقيقة أنا ماكنتش أعرف عنه شىء، واليسارى أو الشيوعى الوحيد اللى تعرفت عليه وقتها كان المرحوم عبد الرحيم الكريمى، لكن شريف عرفته بالصدفة بسبب الوهج الشديد اللى كان حوالين زوجته نوال السعدواى.
يضيف: "كنت معجب بأفكار كتيرة بتقولها فكلمتها وقابلتها فى شقتها فى عمارات الأغاخان وهناك اتعرفت على شريف، وصدفة الاسم اللى بنا وأهدانى روايته الشبكة وجزء من سيرته الذاتية المهمة "النوافذ المفتوحة". اتعودت اتردد عليهم فى شقتهم، وكمان زرتهم فى شقة لهم قرب ميدان الجيزة عادة مش قاعدين فيها. بشكل شخصى زعلت لرحيله، وزعلت إن علاقتى به انقطعت من ساعة سفرى، وفقده خسارة كبيرة لكاتب كبير ومناضل كبير من أبرز رموز الحركة الوطنية المصرية منذ الأربعينيات".
يذكر أن حتاتة كتب مؤلفات وروايات مثل العين ذات الجفن المعدنى، الهزيمة، الشبكة، قصة حب عصرية، نبض الأشياء الضائعة، عمق البحر، عطر البرتقال الأخضر، ابنة القومندان، الوباء رقصة أخيرة قبل الموت، طريق الملح والحب (يوميات)، رحلة إلى آسيا (أدب رحلات)، يوميات روائي رحال (يوميات)، وفي الأصل كانت الذاكرة (يوميات)، تجربتى فى الإبداع (دراسات أدبية)، فكر جديد فى اليسار (كتابات سياسة)، العولمة والإسلام السياسى (كتابات سياسية)، فكر اليسار وعولمة رأس المال (كتابات سياسية).
فيديو قد يعجبك: