عبدالله مشرف يحكي كواليس 6 سنوات قضاها في الجيش المصري
كتبت- منى الموجي:
عاشت مصر بسبب نكسة 1967 وعلى مدار ستة أعوام انكسارا حقيقيا، زاد من قسوته الترويج لفكرة "أننا قادرون على مواجهة العدو، ومستعدون للدخول في أي حرب تثبت للجميع أننا خير أجناد الأرض". وقدمت الأسر المصرية ابنائها، وتجاوزت مدة تجنيد البعض في هذه الفترة أكثر من 6 سنوات، مرت وكأنها دهر انتظر فيها الجميع ساعة الصفر، ليستعيدوا الكرامة والأرض، وليثأروا لدماء شهداء الوطن، ومن بين الفنانين الذين شهدوا هذه السنوات أثناء فترة تواجدهم بالجيش "محمود الجندي، أحمد فؤاد سليم، لطفي لبيب، أحمد بدير وعبدالله مشرف".
وروى عبدالله مشرف لـ"مصراوي"، عن الفترة التي قضاها في الجيش حتى لحظة انتهاء فترة التجنيد، قبل أن تبدأ رحلته في عالم الفن.
تخرج مشرف من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1968، والتحق بالخدمة العسكرية في 19 سبتمبر من نفس العام، وكان لزامًا على الشبان نسيان حياتهم الخاصة والانخراط في الحرب دفاعًا عن الأرض، إيمانا منهم بمقولة كان يرددها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر "ما أخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة".
انقطعت علاقة مشرف بالتمثيل طوال فترة التجنيد، تم توزيعه كعسكري في منطقة "طوسون" بمحافظة الإسماعيلية أمام القناة، واستمر هناك ثلاث سنوات حتى رحل عبدالناصر، وجاء الرئيس أنور السادات ليأمر بترقية أصحاب المؤهلات العليا لرتبة ضابط، ويتم نقل مشرف إلى كتيبة 168 دفاع إقليمي بمحافظة أسوان.
يحكي مشرف عما رآه طوال سنوات حرب الاستنزاف، وكيف رأى الموت أثناء فترة خدمته في منطقة "طوسون" القريبة من "الدفرسوار" التي كان يضربها العدو يوميا، "كنت أرى بعيني الجنود يسقطون بجواري قتلى، وبدأنا لا نعرف هل سنعود يوما لأسرنا أم لا؟".
لم يشهد مشرف الحرب بعينيه، فبعد انتقاله إلى أسوان أصبح بعيدا عن المعركة، لكنه ظل في الخدمة العسكرية حتى عام 1974.
يذكر مشرف أن الرئيس السادات عقب انتصارات أكتوبر، جاء يوما إلى أسوان وقابل هناك وزير خارجية أمريكا آنذاك هنري كيسنجر.
وعادت الحياة لطبيعتها بعد انتهاء الحرب، وبدأ الجيش ينهي خدمة المجندين، فعادوا للحياة وخُير مشرف ما بين الالتحاق بالمسرح القومي ومسرح الطليعة، فاختار "الطليعة" لأنه يمنح الفرص للشباب على عكس "القومي" الذي كان يستأثر فيه بأدوار البطولة كبار النجوم، وتُمنح الوجوه الشابة أدوار الكومبارسات.
يُذكر أن الشعب المصري يحتفل اليوم 25 أبريل بالذكرى الـ35 على تحرير سيناء، وفيه استردت مصر أرض سيناء بعد انسحاب إسرائيل منها عام 1982، واستردت مصر مدينة طابا بالتحكيم الدولي في مارس 1989.
فيديو قد يعجبك: