عاطف بشاي منتقدًا ورش الكتابة: "مجموعة من الصبيان يرأسهم أسطى ميكانيكي"
كتبت- سما جابر:
منذ 9 سنوات قدم السيناريست عاطف بشاي آخر أعماله التلفزيونية، مسلسل "تاجر السعادة" برفقة الفنان الراحل خالد صالح، ليبتعد بعدها عن عالم التلفزيون والسينما الذي قدّم له الكثير من الأعمال التي باتت علامة مميزة في تاريخ الدراما مثل مسلسلات "يا رجال العالم اتحدوا" و"السندريلا" و"اللقاء الثاني" وفيلم "فوزية البرجوازية" وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
"بشاي" روى في تصريحه لـ"مصراوي" سبب ابتعاده عن الدراما التلفزيونية منذ آخر أعماله الذي عُرض عام 2009، حيث أكد أن السبب الرئيسي هو ورش الكتابة التي سيطرت على الدراما التلفزيونية خلال الفترة الماضية، فقال: "نحن جيل يبدو أنه جاء ضيفًا على جيل جديد له آليات مختلفة عن آلياتنا، فاخترعوا ورش الكتابة وهي مجموعة من الصبيان الذين يرأسهم أسطى مثل ورش الميكانيكا، والاسطى يوزع عليهم شغل كما لو أن هذا ليس فنًا، وهم يعتبروا كتابة السيناريو صنعة وليست فن".
وأضاف: "بعد ثورة يناير اتفتحت ماسورة كدة من كُتاب السيناريو يكادوا يكونوا لا يقرأون ولا يكتبون، فهناك أخطاء لغوية ونحوية، فالتحقوا بورش الكتابة، وتلك الأخطاء ظهرت بشكل واضح على الشاشة، فالدراما أصبحت متدهورة جدًا ومليئة بالعيوب الأخلاقية مثل المخدرات والجنس وأشياء لا علاقة لها بالمجتمع المصري وده نتيجة نظام الورش، لكن جيلنا مايقدرش يعمل ده".
وأوضح السيناريست القدير أن المناخ العام وظروف الكتابة هي التي فرضت ابتعاده عن الساحة، لكنه يعتبر نفسه مازال قادرًا على العطاء، مُتابعًا: "المناخ تغير تمامًا والمهنة بدأت في الانقراض"، كما لفت إلى أن الكتابة هي العمود الرئيسي للعمل الفني، لكن حاليًا يلجأ المنتجون لورش الكتابة لأنهم يريدوا أن يقدموا مسلسلات طويلة قد تصل لمائتي حلقة، أو من اجل اللحاق بسباق رمضان، فيستعينوا بحوالي 5 كُتاب شباب ليوّنوا ورشة فنية، ويوزع عليهم الاسطى مهامهم، بحسب قوله، واصفًا ذلك بـ"الشيء الحقير والمنحط".
كما انتقد عاطف بشاي فكرة تدخل النجوم الشباب في العمل منذ بدايته، مُشيرًا إلى أن الهرم اختل، فكانوا يبدأون أولًا بالمعالجة التي يكتبها المؤلف، والتي يتفق فكريًا فيها مع المخرج، ثم يذهبان للمنتج ويتعاقدون معه، ثم يبدأ ترشيح الممثلين، وأضاف: "الهرم اتقلب، وبقى يتكتب ورقتين وتجري بيهم على نجم ويوافق فيتولى كل حاجة، يجيب المنتج والمخرج ويتحول كاتب السيناريو إلى رفا والمخرج إلى سفرجي".
فيديو قد يعجبك: