"مطربة الأتوبيس": "صنعنا فرحة وسط الاكتئاب.. والسوشيال ميديا نكدَت عليا"

كتب- محمد الصاوي:

لم أتردد لحظة عندما طلب مني كمسري الأتوبيس الغناء، خاصة عندما رأيت ما يعتري وجوه الركاب من إرهاق وتعب قررت محاولة إسعادهم وإدخال البهجة عليهم. الموسيقى والغناء هما غذاء القلوب.. بتلك الكلمات كشفت "ميرنا"، سبب غنائها في الأتوبيس، بعدما انتشر أكثر من مقطع فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

"ميرنا" طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الطب بجامعة المنصورة، تحكي لـ"مصراوي"، قصة الفيديو المتداول، وهي تغني بالأتوبيس: "كنت في نزهة مع نجل عمي وصديقتي في الأزهر بارك، وعندما انتهينا لم نجد إلا أتوبيس نقل عام لنستقله إلى منطقة السيدة عائشة، وكان آخر مسار الأتوبيس المنيب، ومنها إلى منزلنا".

وتضيف الفتاة التي باتت معروفة بـ"مطربة الأتوبيس": "عندما ركبنا لم نجد موضع قدم لدرجة أننا وقفنا على الباب مسافة طويلة، إلا أن لاحظ الكسمري وجودنا فطلب من الشباب أن تفسح لنا الطريق حتى استقرينا أمام مقعده".

وتابعت: "خلال الطريق المزدحم كنت أمزح مع نجل عمي وصديقتي بالغناء، فباغتني الكمسري بطلبه أن أغني بعدما أكد لي أن صوتي جذاب، لم أتردد لحظة في تلبية طلبه، وشرعت في الغناء إلا أنني كما وضح بالفيديو المتداول كنت ألتفت حولي لأرى رد فعل الركاب، وعندما رأيت البسمة على وجوه بعضهم شجعني ذلك على الاستمرار خاصة مع تصفيق البعض لي عند انتهائي من غناء كل أغنية".

لم تكن تلك المرة الأولى التي تغني فيها "ميرنا" في مكان عام محاطة بمواطنين، حيث غنت من قبل بقطار مع صديقاتها: "المرة دي الأمر مختلف، لأني وسط ناس مش عارفاهم، ولا أضمن رد الفعل".

استمرت "ميرنا" في الغناء حتى ألح عليها "الكمسري" عدم النزول، واستكمال الرحلة إلى النهاية: "سمعت كلامه، وكملت كأننا في باص رحلات. تصفيق وغناء وضحك. كانت رحلة ممتعة".

وتضيف: "ودعت الكمسري والركاب والسائق، وكنت واخدة بالي إن فيه حد بيصور، ومفيش مانع، ولحسن حظي كان لديه الكثير من المتابعين على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساهم في زيادة نسبة المشاهدة وانتشار الفيديوهات على نطاق أوسع".

"الموضوع كان جميل إلا أن ردود فعل البعض تجاه الفيديوهات وخاصة على السوشيال نكدت عليا وأصابتني بالإحباط، لدرجة أن الانتقادات وصلت إلى حد السب. ولكن على العموم أنا مبسوطة برد فعل الناس كنت حابة أخرجهم من حالة الاكتئاب والزحمة اللي كانت في الباص، وصنعنا فرحة"، تختم "ميرنا" حديثها لـ"مصراوي"، مضيفة: "لدي طموحات على المستويين العملي والفني، الأول أن اتخصص في علاج قلوب الأطفال حيث أنني حصلت على تقدير امتياز خلال الثلاث سنوات الماضية في الكلية وأسعى للمزيد، أما على المستوى الفني أطمح أن يساعدني متخصص في تعلم الموسيقى".