لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''واحد صحيح'' حدوتة قديمة تصلح لمسلسل طويل

12:25 ص الأحد 15 يناير 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد رفعت:

أول مايخطر فى بالك بعد مشاهدة فيلم  ''واحد صحيح''، أنك أمام حدوتة ملتوتة شبعت تناولاً ومعالجة، سواء إذا كان موضوع الفيلم ذلك الألم الذى يكمن وراء كل قصة حب كما يقول أفيش الفيلم، أو إذا كان الموضوع أن الرجل شديد الأنانية ولا يكتفى بإمرأة واحدة.

 بل إن تامر حبيب نفسه مؤلف الفيلم اشتغل كثيراً على هذه الشخصيات المستريحة اقتصادياً، والتى تذكرك فى همومها العاطفية بمسلسلات أوبرا الصابون الأمريكية، ولذلك نقول إن حدوته واحد صحيح كان يمكن أن تصلح أكثر كمسلسل طويل مصرى أو تركى أو ميكسيكى.

فى فيلمنا الذى أخرجه هادى الباجورى، فى أولى تجاربه فى عالم الأفلام الطويلة الروائية، والذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان دبى السينمائى فى دورته الأخيرة، الكثير من عالم المسلسلات التى تلف وتدور حول نفسها، الشخصيات الكثيرة، العلاقات المتشابكة، الحوارات الطويلة، المسارات المفتوحة التى تسمح بتوافيق وتباديل لا حدود لها، حتى النهاية تسمح بأن نعود من جديد إلى نقطة البداية، وكذلك الصورة اللامعة المصقولة التى صنعها أحمد المرسى يمكن أن تجدها أيضاً فى عالم المسلسلات.

بطل الفيلم مهندس ديكور شاب يعشق النساء، كل النساء، اسمه عبد الله يونس، ويجسد دوره كالعادة هانى سلامة، والفيلم كله ليس إلاّ رصدا لحيرته بين عدة نساء عرفهن.

أولهن نادية التي تلعب دورها الممثلة بسمة، المصورة الفوتوغرافية التى أحبته ومازالت صديقة له رغم إنجابها طفلة من زواج فشل بسبب عبد الله، دون أن يعرف.

والثانية مريم التى تلعب دورها الوجه الجديد ياسمين، والتى لايراها عبد الله إلاّ طفلة بريئة يشعر معها بالسلام الداخلى.

والثالثة الدكتورة فريدة، والتي تعود بها رانيا يوسف إلى السينما، وتجسد من خلالها شخصية المرأة التى يشبع معها عبد الله رغبته جسدياً وغريزياً، رغم أنها متزوجة من رجل انتشلها من الفقر مقابل أن تحقق له ستاراً إجتماعياً يخفى حقيقة شذوذه.
وأخيراً الفتاة المسيحية أميرة، أو الممثلة السورية كندة علوش، التى عاشت مع عبد الله قصة حب عميقة وحقيقية ولكنها ترفض الزواج منه لإختلاف الديانة.

تتشابك العلاقات وتدور حول فكرة استخدمها السيناريست تامر حبيب كثيراً في أفلام أخرى له، وهى أن يحب طرف الطرف الآخر فى صمت بينما الطرف الآخر مشغول بطرف ثالث، مريم مثلاً لها زميل يحبها اسمه كريم، وبسمة لا تستطيع أن تتخلص من حبها لعبد الله، وتعود إلى والد إبنتها فادى، أو الممثل عمرو يوسف.

علاقات متشابكة مغلقة تجعل الأحداث تدور حول نفسها مع حوارات طويلة، ومونولوجات داخلية على شريط الصوت كان يمكن دمجها فى الحوار، خاصة أن معادلها البصرى كان أقرب إلى لقطات أغنيات الفيديو كليب، ونهاية مفتوحة يتراجع فيها عبد الله عن الزواج من مريم، وكان قد فقد الأمل فى أميرة التى اختارت الرهبنة، كما فقد الأمل فى فريدة التى انحصرت علاقتها معه فى الجسد، فى حين تظل نادية غير قادرة على العودة إلى زوجها.

أفلام كثيرة تعرضت لمأزق أنانية الرجل ومعاناة المرأة بسبب فشله فى الاختيار، كما فى ''إمرأة واحدة لا تكفى'' و''بلبل حيران''، لا شك أننا أمام دراما تذكرك بمسلسلات الستين حلقة، رغم إجادة كل الممثلين، ورغم مولد وجه جديد مميز جداً إسمها ياسمين، ورغم تلك الصورة المصقولة والديكورات الفخمة لفراس أسعد، ولكن من الصعب أن تصمد أمام حكايات هانى سلامة مع حريمه، فيما تطاردنا هذه الحكايات فى التليفزيون صباحاً ومساءاً.
 

إقرأ أيضا:

أسرة واحد صحيح تنفي وجود إعادة تقييم للفيلم من قبل الرقابة

فيديو قد يعجبك: