هل أوصى حسين صدقي بحرق أفلامه؟
كتب- مصراوي:
حلت أمس الجمعة، ذكرى وفاة الفنان حسين صدقي، الذي وافته المنية عام 1976، وبالرغم من أن مشواره الفني لم يكن مثيرًا للجدل، إلا أنه أصبح كذلك بعدما اعتزل الفن واتجه للسياسة، وأوصى بحرق أفلامه لعدم رضاه عنها، بحسب ما صرحت به زوجته في أحد اللقاءات الصحفية، حيث لفتت إلى أن آخر ما قاله حسين صدقي قبل رحيله "أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل أفلامي ماعدا سيف الإسلام خالد بن الوليد".
الأمر أثار جدل العاملين بالمجال، لكن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لدورته الـ 36، قد أصدرت كتابا عن الراحل حسين صدقي، بقلم الناقدة ناهد صلاح، توضح فيه حقيقة الأمر، وفيما يلي جزء من الكتاب: "عاش صدقي حياته مخلصاً لفنه ومؤمناً بما يقدمه، لذا من الصعب تصديق الروايات التي نقلت عن وصيته بحرق أفلامه بعد مماته، تلك الوصية الصدمة التي أقامت الوسط الفني والإعلامي ولم تقعدهما، فوصف الفنانون حرق الأفلام على أنه جريمة لا تغفر، حتى علماء الأزهر قالوا عنه إهدار للمال العام بعد الموضوع الذي أثاره الكاتب الصحفي عادل سعد في مجلة المصور على مدى اسبوعين في سبتمبر 1998، حيث سمع من أحد السينمائيين قيام أبناء حسين صدقي بحرق أفلام والدهم في حديقة منزلهم بالمعادي، وعندما التقى بالقبطان بحري خالد حسين صدقي وأجرى معه حواراً عن هذه المسألة، واعترف فيه بحرق أصول الأفلام لأنها حرام.
- شملت قائمة الأفلام المحترقة 14 فيلماً من إنتاج حسين صدقي، لم ينج منها سوى فيلم "خالد بن الوليد" الذي حُفظت نسخة منه في معامل إنجلترا، أما بقية الأفلام هي "العامل"، و"الأبرياء"، و"الحظ السعيد"، و"الجيل الجديد"، و"نجو المجد"، و"البيت السعيد"، و"المصري أفندي"، و"طريق الشوك"، و"معركة الحياة"، و"آدم وحواء"، و"ليلة القدر"، و"يسقط الاستعمار"، و"وطني وحبي"، و"أنا العدالة".
- يحرقون الأفلام ويظنون أنه إلغاء للحقائق، نهاية مأساوية وعبثية لمشوار فنان ناضل من أجل قيمه، كرمته الهيئة العامة للسينما عام 1977 كأحد رواد السينما المصرية، لكن وجود أفلامه حتى هذه اللحظة على شاشات العرض التليفزيونية العامة والخاصة يؤكد أن التنوير ينتصر في النهاية ولو بالصدفة، فجريمة حرق الأفلام لم تكتمل بل واختلف عليها الأبناء أنفسهم، فيقول حسين صدقي الابن: "استفتيت الشيخ محمد متولي الشعراوي في ذلك فكان رأية عكس ذلك ورفض على اعتبار أنها لا تقدم شيئاً سيئاً بل على العكس فيها موضوعات جادة وهادفة، ولكن مع الأسف كان بعض أشقائي حرق الأفلام بأمر من والدتي التي كانت كثيراً ما تسمعه يقول أنا غير راض عن هذه الأفلام، وكان عددها الكثير لكن ظلت هناك نسخ أخرى من الأفلام التي حرقت ومازالت هذه الأفلام تُعرض على جميع القنوات الأرضية والفضائية حتى الآن.
وتابع حسين صدقي الابن كلامه "استغل أحد العاملين في الوسط الفني سفرنا جميعاً إلى أعمالنا في الخارج، وجعل والدتي توقع على عقود بيع للأفلام على أنها عقود إيجار، وقد استغل ابتعادها عن هذا الجانب في حياة والدي وعدم معرفتها بطرق البيع وشراء الأفلام في عملية نصب، وطبعاً هذا البيع غير قانوني لأن ثمانية أبناء ورثه لم يوقعوا على عقد البيع وحاولنا استرداد هذه الأفلام وبيعها بسعر مناسب من أجل وضع حصيلة تلك الأموال في أعمال الخير".
فيديو قد يعجبك: