لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار-مخرجة "هدية من الماضي": أردت صنع فيلم عن المشاعر.. و"بابا بقى نجم في نفسه"

07:30 م الأحد 04 ديسمبر 2016

المخرجة كوثر يونس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

لم يكن لدى المخرجة كوثر يونس حرجًا أن تلتقط من تفاصيل حياتها لتصنع فيلمًا تسجيليًا مرهف الحس، يكون بطله والدها دون معرفته، الفيلم الذي نال إعجاب كثيرين أولهم أبيها، تأتي بعده لجنة التحكيم بالمعهد العالي للسينما، ثُم المهرجانات الدولية حتى ينال أول عرض له تجاري بسينما زاوية بالوقت الحالي.

"هدية من الماضي" أو 20 سبتمبر هو اسم الفيلم، الذي صنعته يونس كأول مشروع لها كطالبة بالمعهد، يحكي الفيلم عن مفاجأة المخرجة لأبيها في عبد ميلاده الخامس والسبعين، تذكرتين سفر لروما حتى يبحث عن حبه لبتريتسيا الإيطالية الذي تركها ورائه منذ 33 سنة، رحلة البحث هي أساس الفيلم أو كما تقول يونس "عن أب وبنته بيناكشوا في بعض".

مصراوي حاور المخرجة ليعرف أسباب وظروف عمل الفيلم، كيف تمكنت يونس من صناعته بكاميرا مخفاة طول الوقت، واعتراض والدها على عرضه وكيف فوجئت لجنة التحكيم بسبق تُقدمه طالبة لأول مشروع تسجيلي طويل بالمعهد العالي للسينما، وتقييمها للتجربة ككل.

- يدور الفيلم حول رحلة سفرك مع والدك، دكتور مختار يونس، لإيجاد حبه الضائع، هل كان لديكِ سيناريو مٌعين كيف ستدور الأحداث؟

كان محرك الأحداث هو علاقتي ببابا، أما بتريتسيا فهو الخط الكبير للفيلم، وسواء كنا التقيناها أم لا "كان الفيلم هيخلص"، لأن الغرض من مشاهدة العمل لم يكن ذلك "الساعة وتلت اللي بيتفرج كان بيشوف أب وبنته بيناكشوا في بعض".

 


- في الغالب من يختار قصة لفيلمه تعتمد على الخيال، لماذا اختارتي صناعة فيلم بهذه الواقعية؟

 

أعتقد أن قصة الفيلم هي فيلم روائي لكنه معروض بشكل تسجيلي، "لأنه جاي من الواقع".

 

-وماذا كان هدفك من صناعة فيلم تسجيلي؟

 

كنت أصور طيلة الوقت منتظرة اللحظة الواقعية، حتى ألتقط المشاعر الحقيقية، فلم أكن أسعى لصناعة فيلم به صورة حلوة، ولكن التحدي كان إظهار مشاعر بهذا الشكل على الشاشة.

 

- معنى ذلك أنك امتلكتِ منتج هائل من التصوير؟

 

نعم، امتلكت 350 ساعة "ماتيريال الفيلم"، قمت بالمونتاج مدة عام تقريبًا، حتى وصلت لساعتين، هي النسخة التي عرضتها على لجنة التحكيم، ثُم قمت بالمونتاج ثانية حتى وصلوا للنسخة النهائية، ومدته 80 دقيقة.

 

- متى خطرت فكرة الفيلم ببالك لأول مرة؟ ومتى بدأت في تنفيذها بالفعل؟

 

تساءلت في لحظة "هل ليا إخوات في حتة تانية ولا لا؟"، وبدأت تنفيذها في 2013، بعدما طُلب مني في المعهد العالي للسينما عمل مشروع، لديّ مشروعين واحد تسجيلي والآخر روائي، واخترت التسجيلي أولًا.

 

- كيف قمت بتصوير الفيلم؟

 

صورته بكاميرا تليفون آيفون، تمكنت في بعض الأوقات من التصوير أمام والدي بشكل طبيعي "كأني بصور فيديو عائلي"، لكن ثمة أوقات أخرى تحتم عليّ اخفائها جيدًا.

 

- اعتمدتِ في الفيلم على ظهور والدك، ما هو أكثر شئ مُشجع في شخصيته جعلك تُفكرين فيه كبطل للفيلم؟

 

أعرف والدي كرجل أكاديمي فهو دكتور بمعهد السينما، رأيت منه هذا الجانب، وعرفته كأب أيضًا وهو الجانب الذي رغبت في إظهاره، كذلك فهو يتمتع بخفة ظل.

1


-لم تعتمدي على أي خلفية موسيقية بالفيلم سوى الأغاني القديمة التي يُدندنها والدك.. أخبرينا عن استخدامك للموسيقى؟

 

قصدت بالفعل عدم استخدام أي مؤثرات خارجية بالفيلم لأنه واقعي، "مكنتش عاوزة أفصل الناس عن المود ده"، ومن عادات والدي الدندنة فعلًا وصوته جيد، لذا كانت الأغاني المُستخدمة في الحقيقة كافية "احنا دايمًا بنحب نسمع أغاني قديمة لعبد الحليم".

 

- لهذا السبب اخترتي أن يكون المشهد الأول للفيلم دندنة والدك مع أغنية فريد الأطرش "يا زهرة في خيالي"؟

 

نعم صحيح، من عادات بابا الغناء "دي حاجة بتعبر عنه طول الوقت"، كذلك طريقته الخاصة في إعطائي أوامر "زي ما كان بيقولي خشي يمين خشي شمال"، بدأتها بذلك المشهد حتى أقول إن هذا الفيلم شخصي جدًا، غير أن العمل انطلق في البداية من كاميرا مقلوبة وتتحرك حتى أهيًا المٌشاهد أن الفيلم مصور بكاميرا مخفية طيلة الوقت.

 

-وماذا عن مشهد النهاية الذي كانت خلفيته موسيقية نابعة من القطار الذي عدتم فيه؟

 

أثناء عودتنا بالقطار لعب "تراك" لإنيو موريكوني اسمه "for love one can die"، وجدته مناسب فوضعته كخلفية على التتر النهائي.

 

- سألت والدك أكثر من مرة أثناء الفيلم عن سبب عدم سفره لروما طيلة هذه السنين، إلا أن إجاباته كانت غامضة، في رأيك ماذا كان السبب الحقيقي؟

 

بعد مغادرته روما لم يرجع لأسباب سياسية، لكن بعدما انتهت تلك الظروف، أظن أن السبب هو "الكسل العادي بتاع البشر".

2

 

- كيف أقنعت والدك بعرض الفيلم؟

 

عرضت عليه الفيلم قبل لجنة التحكيم بثلاثة أيام، فرح جدًا به، لكنه رفض عرضه بعد ذلك لمدة يومين "قالي دي حياتي الشخصية"، لكنه جاء في يوم التحكيم نفسه ووافق، وهذه هي طريقة والدي فعلًا في الحياة، وكما ظهر في الفيلم "في الأول يرفض السفر وبعد كدا يوافق".

 

- عرضتي الفيلم أمام لجنة التحكيم بمعهد السينما في 2014، كيف تلقوا الفيلم؟

 

قبل عرض الفيلم، هوجمت بسبب أنه أول فيلم تسجيلي طويل يُعرض كمشروع بالمعهد، مدته كانت ساعتين، "بالنسبة لفيلم تسجيلي دا طويل جدا"، لكن بعدما شاهدوه "قالولي دول أقصر ساعتين عدوا علينا"، لم أتوقع حصولي على هذا الكم من الآراء المُشجعة.

 

- هل حضر والدك هذا اليوم؟ وكيف كان رد فعله؟

 

نعم، فوالدي دكتور بالمعهد في الأساس، "بعد الفيلم حس بقى إنه نجم في نفسه والناس بقت بتتصور معاه".

3

- تمكنت من الحفاظ على ايقاع رشيق للفيلم، كيف حققتِ ذلك؟

 

كنت أرغب في التقاط المشاعر بكثافة، وهذا هو ما اعتمدت عليه في عمل المونتاج.

 

- كنت معرضة طول الوقت لمخاطرة وهو رفض والدك على عرض الفيلم، ماذا كان موقفك؟

 

أخذت في اعتباري ذلك فعلًا، لكني كنت أرى الفيلم كتجربة في مجملها "فرقت في حياتي جدًا"، وإذا اعترض والدي عليه "كنت هعيد المادة تاني"، وفعلًا لم يوافق في بادئ الأمر، لكن موقفه اختلف بعد ذلك.

 

- كيف أثرت فيك تلك التجربة؟

 

أصبحت أنظر لنفسي بشكل مختلف، كذلك والدي، حتى أن علاقتي به اختلف، كان يُعاملني كفتاة صغيرة، لكن بعد هذه التجربة اقتنع أن بإمكاني العمل وأستطيع تدبير أموري "لا دا أنا بضحك عليك انت شخصيًا".

- ما هي أكثر المشكلات التي واجهتك في تنفيذ المشروع؟

 

الأمور المالية، حيث اضطررت العمل كمساعدة مخرج لفترة، "عشان أقدر اشتري الآيفون واللاب توب وتذاكر السفر وكل المعدات اللي محتاجاها".

-لم يقتصر عرض الفيلم على لجنة التحكيم بالمعهد، حيث عُرض بعد ذلك بمهرجانات دولية والآن بسينما زاوية، كيف تلقى والدك تلك العروض؟

 

أول مهرجان دولي عُرض به الفيلم هو الفيلم العربي ببرلين، وكان من المفترض أن أحضره بمفري، لكني فجأة وجدته حصل على الفيزا وتذكرة السفر لوحده، حتى أنه سافر قبل موعد سفري، قلقنا عليه كثيرًا مما اضطرني أن أعدل ميعاد سفري وأذهب مبكرًا قبل العرض، أعتقد أن الفيلم تحوّل لأن يصبح شيء مهم بالنسبة له.

فيديو قد يعجبك: