مؤسسو مهرجان الاسكندرية للفيلم القصير: حافظنا على شرقيتنا في اختيار الأفلام- "حوار"
حوار- هدى الشيمي:
ثلاثة شباب قرروا تحقيق أحلامهم، مهما كلفهم الأمر، واستعادة رونق الفيلم القصير، وحيويته، في الأسكندرية، متجاهلين كل الازمات والمصاعب التي يواجهها صُناع الأفلام المستقلة، فأقاموا مهرجان بعروس البحر المتوسط، مستهدفين كل الجماهير، كبارا وصغارا، أناث وذكور، ويحاولون فعل كل ما بوسعهم، حتى يتذكرهم الناس بالخير، ويعلمون أنهم كانوا أصحاب فكرة إحياء الفيلم القصير الروائي منه والتسجيلي.
محمد سعدون، موني محمود، ومحمد محمود، ثلاثة مخرجين مستقلين، أقاموا الدورة الأولى من مهرجان الاسكندرية للأفلام القصيرة، خالقين مهرجان آخر بها، كان لمصراوي حوار معهم:
- كيف جاءت فكرة المهرجان؟
سعدون: نحن مخرجون أفلام قصيرة، أنا وموني محمود ومحمد محمود، نعمل في الأسكندرية، وقررنا اقامة مهرجان للافلام القصيرة بها، لتنشيط الحركة السينمائية، ولتعريف الناس ما هي الأفلام القصيرة.
- وما الهدف من اقامتكم مهرجانا للسينما القصيرة بالأسكندرية؟
سعدون: وجدنا أن عدم وجود مهرجان للسينما القصيرة في الأسكندرية، أمرا معيبا، لأنها كانت بداية السينما، ولا يوجد بها سوى مهرجان واحد، لا يوجد به شيء متعلق بسينما الأفلام القصيرة إلا المسابقة، لذلك أقمنا المهرجان، لكي يتعرف الجمهور العادي، الذي ليس له علاقة قوية بالفن، على الأفلام القصيرة.
- كيف أقيم المهرجان؟
سعدون: أقيم المهرجان بجهود ذاتية تماما، نحن من انفقنا عليه، لم يكن هناك أي رعاة، ولم تساعدنا وزارة الثقافة، كما إني قابلت المحافظ، وأعطيته ملف المهرجان، لكنه لم يرد عليّ حتى الآن، ولم يكن هناك أي تواصل بيننا، وقابلنا الدكتور سمية نائب المحافظ للشئون الثقافية ودعمتنا.
- ولماذا وقع الاختيار على اتيليه اسكندرية لإقامة أول دورات المهرجان؟
سعدون: وقع الاختيار على اتيليه اسكندرية، لأنه أول مكان دعمنا هنا، حاولنا اقامة المهرجان في أكثر من مكان، ولكن كان هناك مشاكل، إلا أن الاتيليه كان فيه تجارب سينمائية من قبل، وعرضنا الفكرة على المسئولين، ورحبوا بها، وكانوا متحمسين جدا، وهم مسرورون بالتفاعل الجمهوري، والحضور، ومستويات الأفلام.
- متى أعلنتم عن تقديم الأفلام للدورة الأولى في المهرجان؟
سعدون: في شهر يناير أعلنا عن المهرجان، ووصل إلينا حوالي 210، من بلدان عربية كثيرة مثل، سوريا، تونس، اليمن، السودان، البحرين، المغرب، ومورنيتيا، وفي شهر مارس أعلنا عن الأفلام المشاركة في المهرجان، وكانت جميعها أفلام محترمة، وجيدة جدا.
- وما هي معايير اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان؟
سعدون: اختارنا الأفلام في شهر ونصف تقريبا، كل منا يشاهدهم بمفرده، ثم نجتمع ونحاول اختيار الأفلام، حتى اجمعنا على الافلام، ثم أعطينا الأفلام للجنة التحكيم.
موني: أسسنا لجنة مشاهدة، مكونة من ثلاثتنا، فكنا رقباء على انفسنا، وراعينا اننا في البداية والنهاية شرقيين، كان لنا هدف واضح وصريح هو معرفة أهداف الأفلام، وكان أول معيار لنا في الاختيار، هو احترام المشاهد أولا وآخيرا، لأننا إذا احترمناه سيحترمنا، وسيظل يدعمنا.
- شعار الدورة الأولى "سينما ببلاش"، فلماذا هذا الشعار بالتحديد؟
موني: لأن هدفنا من فكرة المهرجان، وفكرة "السينما ببلاش"، هو تشجيع المشاهد، وتوعيته بفكرة الفيلم القصير، والتي لم يعرفها الأجيال السابقة لجيلنا.
- تضم لجنة التحكيم لفيف من النجوم، فكيف وقع الاختيار عليهم؟
سعدون: في البداية تحدثنا مع خالد أبو النجا، وشجعنا جدا، لأنه فنان داعم للسينما المستقلة، ينتجها ويمثل فيها، فرحب بالفكرة جدا، واتفق موني محمود مع مجدي الطيب، والذي منحنا قوة ودعم كبيرين، كما طلب من المخرجة تهاني راشد أن تكون عضو لجنة تحكيم، ولكنها اعتذرت لأنها مشغولة، فطلبنا ذلك من المخرجة أيتن أمين، والتي تحمست بدورها للفكرة.
- ولماذا وقع الاختيار على هؤلاء الثلاثة ليكونوا أعضاء لجنة التحكيم؟
سعدون: مبدئيا لجنة التحكيم كلها إضافة لنا، ونشكرها ونحترمها جدا، ومشاركتها لنا في أول دورة للمهرجان دعمنا جدا.
موني: كان لدينا مبرر لاختيار كل شخص شارك في لجنة التحكيم ووفقنا في تحقيق هذه المبررات، مجدي الطيب من النقاد الكبار في مصر، مؤمن بفكرة الفيلم المستقل، والانتاج المستقل، وسبق أن تناقشت معه قبل الثورة وبعد الثورة، كما أن كتاباته دائما تتناول السينما البديلة، وهو أكتر النقاد دعما لنا، أما أيتن أمين، فهي مخرجة اسكندرانية بدأت بطريقة مستقلة ثم استطاعت أن تكون من أهم المخرجات الموجودات في مصر، وشاركت بأفلام مصرية في مهرجانات عالمية، ودولية، ويعد خالد أبو النجا من أكثر الفنانين الداعمين للافلام المستقلة، ولم يقع اختيارنا عليه لأنه نجم كبير مثلما تروج الصحافة، حيث أننا لا نحتاج إلا دعمه فقط.
- هل واجهتم معاناة في انتقاء 45 فيلما من بين 210؟
موني: واجهنا معناة كبيرة من انتقاء الأفلام، وتقليص عددها، فاخترنا 100 فيلم من بين من 210، ثم 80، ثم 75 فيلم، ومكثنا فترة تقليل الأفلام أكثر من ذلك، لأنها كلها أفلام متميزة جدا، لنختار في النهاية 45 فيلم.
- وهل كان هناك أفلام اجبرتم على استبعادها؟
- نعم، كان هناك أفلام مشاركة في مهرجانات دولية، ولكننا لم نتمكن من اختيارها للعرض في المهرجان، بسبب احتوائها على مشاهد خارجة، بالإضافة لاختلاف ثقافتها عن ثقافة المجتمع المصري، ولا يتناسب مع كل الأذواق واراء المشاهدين.
- وهل تستطيعوا توقع الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الأولى؟
موني: توقع الأفلام التي ستفوز صعب جدا، فالأفلام كلها جذابة جدا، ولو كنت عضوا بلجنة التحكيم لاعتذرت،فأفلام اليمن التسجيلية والروائية رائعة جدا، وقليلة التكلفة وأهدافهم واضحة، وأفلام البحرين متميزة جدا، ومصنوعة سينمائيا بتميز كبير، ولهم طابع فني رائع ومميز، والمشاهدين أنبهروا بها، وبالسينما البحرينية، كما تشارك السودان بأفلام متميزة جدا، وشاركت تونس بفيلم "رغبات"، وهناك الفيلم السوري "جوليا"، لما به من اختلاف، واستخدام تقنيات مختلفة، وفيلم "المسحوب"، و الفيل الأماراتي "بنت الحبل"، والذي يعد من الأفلام التي اتبعت تقنية مختلفة جدا، وتصوير رائع، انتقل بنا إلى فترة الثمانيات، وجعلنا نرى أماكن أخرى في الإمارات، غير دبي، وأبو ظبي، بالإضافة للفيلم البناني "رز ع الكوكو"، والفيلم الفلسطيني "صرخة طفولتي"، وفيلم "بان انتديد" وهو فيلم لطالب في الصف الثاني في كلية الإعلام الجامعة الالمانية، والفيلم يعبر عن مشكلة يواجهها الكثير من المخرجين المستقلين، وفيلم "سكك حديد مصر" لعشر طالبات في كلية اداب إعلام جامعة عين شمس، وتم تنفيذ الفيلم بحرفية كبيرة جدا.
- أشادتم بالأفلام البحرينية والاماراتية والإيرانية، فهل يتقارب مستوى الأفلام المصرية منها؟
سعدون: هناك اختلاف بين كلاهما، ففي الأفلام المصرية عنصر الممثل متواجد بقوة، ولكنهم لديهم امكانيات وتقنيات أكبر بكثير، ولكن على الرغم من عدم وجود امكانيات لدينا لكننا نستطيع انتاج سينما جيدة.
- هل سيقتصر نشاط المهرجان على العروض السنوية، أم أنكم تعملون طوال العام؟
سعدون: لن نعمل من السنة للسنة، سنعمل طوال العام عن طريق ورش سينمائية، لتعليم الانتاج والإخراج، والسيناريو، حتى لا يلجأ محبي السينما والراغبين في دراستها للسفر للقاهرة، فيتعلموها في الإسكندرية.
- وما الاختلافات الموجودة بين مهرجان الأسكندرية للفيلم القصير وغيره من المهرجانات؟
موني: نحن مختلفين عن الاخرين، لأننا أول مهرجان نستهدف المشاهد العادي، على عكس الكثير من المهرجانات التي يكون هدفها الأول الممثلين، والصحفيين فقط.
فيديو قد يعجبك: