إعلان

نادية لطفي.. "لويزا" التي وجهت مدفعاً في وجه شارون وتراجع عبدالقدوس عن مقاضاتها

07:09 ص الثلاثاء 06 يناير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

تفتح الباب وتستقبل الكاتب أمين يوسف غراب، فتاة ذات شعر أسود مبعثر، يظنها خادمة جديدة لا تعرفه، فيعلو صوته قائلا "فين ستك، انتي جديدة هنا، ازاي متعرفنيش"، لتضحك الفتاة ضحكة تكشف عن حقيقتها، فيعرف يوسف أن من تقف أمامه هي صاحبة البيت الفنانة نادية لطفي، في ثوب "ريري- السمان والخريف".

كان هذا الموقف، سببا في قبول نادية لدور "ريري" في "السمان والخريف" بعد تردد، حيث قررت قبل إعلان رفضها للدور أن ترسم ملامح وشكل الشخصية، لتوافق على تجسيد "ريري" فتاة الليل التي تحب عيسى الدباغ، فيتركها وجنينها، فلا تجد ملاذا سوى رجل عجوز يحميها ويتزوجها ويمنح ابنتها اسمه.

ملكة متوجة

نادية هي ملكة متوجة على قلوب عشاق السينما، نجحت رغم امتلاكها لملامح وجه غربية، في التنوع في تقديم الأدوار فلم ترضى أن يحصرها المخرجين في طبيعة دور واحدة، قهي ماجي تلك الفتاة الماجنة والمستهترة كما جاءت في رائعة إحسان عبد القدوس "النظارة السوداء"، الفتاة البريئة الحالمة في "السبع بنات"، و "من غير ميعاد"، والخادمة شُهرت في "قاع المدينة".

سلطان

حملت بولا محمد شفيق أو كما عرفناها "نادية لطفي"، العديد من الألقاب فهي جميلة جميلات السينما المصرية، وأصبحت اسماء الشخصيات التي قدمتها ألقاب يناديها بها الجمهور فهي "لويزا- الناصر صلاح الدين"، "فردوس- أبي فوق الشجرة"، "ريري- السمان والخريف".

تنتمي لصعيد مصر، ولدت في 3 يناير في الثلاثينيات من القرن الماضي، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955.

قدمها للفن مكتشف النجوم آنذاك المنتج رمسيس نجيب، وهو من اختار لها اسم "نادية لطفي" وهو اسم بطلة رواية "لا أنام"، للكاتب إحسان عبد القدوس، والتي قدمتها للسينما الفنانة فاتن حمامة.

غضب إحسان من اقتباس رمسيس اسم بطلة روايته دون إذنه، وهدد برفع قضية عليه وعلى اكتشافه الجديد، وظهرت نادية لأول مرة في الخمسينيات من خلال فيلم "سلطان" مع وحش الشاشة فريد شوقي وفتى الشاشة الأول رشدي أباظة، لتلفت الفتاة الشقراء الأنظار إلى براءتها، وتنهال عليها العروض السينمائية وتصبح في وقت قصير إحدى نجمات الشاشة.

وقام رمسيس بدعوة فاتن وإحسان لمشاهدة بطلته الجديدة، فاعجبا بآداءها، وداعبتها فاتن قائلة "لا تنسي أبدا، أنا نادية لطفي الحقيقية".

الانطلاقة الحقيقية

ووفقا لحوار سابق لها، أشارت نادية إلى أن والدتها استطاعت اقناع والدها بأن يتركها على حريتها، ويسمح لها بالتمثيل، في ظل محاولات مستميتة من أعمامها وجدها بإبعاد الابنة عن هذا الوسط، حتى لا تجلب لهم العار، لكن كان لها في النهاية ما أرادت.

جاءت انطلاقتها الحقيقية في عام 1962، فقدمت سبعة أفلام دفعة واحدة، من بينها "حياة عازب"، "من غير ميعاد"، "أيام بلا حب"، وفيلم "الخطايا" الذي تعتبره نادية أنجح أفلامها.

وكونت نادية العديد من الثنائيات الفنية من بينها، مشاركتها للفنان محمود مرسي بطولة فيلم "الخائنة"، "السمان والخريف" و"الليالي الطويلة".

وكان أخر أفلامها "الأب الشرعي" عام 1988، لتقرر التفرغ لنشاطاتها الخيرية والسياسية.

نادية ولطفي

وفي مقال كتبه الإعلامي مفيد فوزي عن نادية لطفي أشار إلى أن الشاعر الكبير كامل الشناوي لخص شهامتها ورقتها، قائلا "إنها نادية ولطفي"، فهي المرأة التي تحمل جمالا وأنوثة طاغية، وهي أيضا صاحبة المواقف الرجولية.

منذ نعومة أظافرها وهي تحمل لواء الدفاع عن وطنها، فمارست التمريض لتعالج جراح المصابين في العدوان الثلاثي على مصر، وتعد أحد أشرس المدافعين عن القضية الفلسطينية، وعلى المستوى الاجتماعي تقف إلى جوار زملائها في كل المواقف التي يحتاجون فيها إلى سند.

لنادية لطفي دورا سياسي صريح، فلم تكتف بالتصريحات الصحفية والكشف عن آراءها في الأحداث التي يمر بها الوطن العربي، بل حرصت على أن تكون الافعال مترجمة لأقوالها، واخترقت الحصار الذي فرضته إسرائيل على لبنان عام 1982، ووقفت إلى جانب القضية الفلسطينية.

ففي عام 1982 قررت نادية اختراق الحصار الاسرائيلي لمدينة بيروت ولقوات المقاومة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات، وصورت بكاميرتها ما حدث في الحصار ونقلته عنها القنوات العالمية، ووصفوا كاميرتها بأنها رشاشا ومدفعا وجهته في وجه شارون.

الاعتزال

جاء قرار اعتزالها منذ 30 عام تقريبا، ورغم اختيارها الاعتزال إلا أنها رفضت العزلة والاختفاء "وراء الشمس" مثلما فعلن ممثلات أخريات، فهي من أكثر الفنانات نشاطا وحضورا في المناسبات الاجتماعية المختلفة، كما أنها دائما ما تشارك برأيها حول الأوضاع السياسية.

وأكدت أن قرار إعتزالها جاء في الوقت المناسب قبل أن يرفضها الجمهور، خاصة في ظل اختلاف نوعية الأفلام وطبيعة الموضوعات التي تناقشها بالإضافة إلى اعتماد الأعمال الفنية على نجوم شباب.

ومازالت أعمال نادية الفنية تفوح بعطر الوردة التي لا تذبل مع مرور الوقت، بل تزداد عطرا وجاذبية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان