لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكري ميلاده.. كيف تعامل يوسف شاهين مع مخرج إسرائيلي

04:12 م الثلاثاء 27 يناير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- حسين الجندي:

لم يكن مخرج كأي مخرج يعمل بالسينما، ولكنه كان مختلفاً عن الأخرين، هويته المصرية تجعله رمزاً يحتذي به بين أجيال المخرجين، هو يوسف شاهين الذي ولد في 25 من يناير لعام 1926 بمدينة الإسكندرية، بدأ يطمح بالعالمية، فيذهب الي فرنسا للمشاركة بفيلمه ''ابن النيل'' في مهرجان ''كان'' السينمائي فيصطدم بالرفض .

يصمم علي خوض التجربة، والغرب ينظر إلينا علي أن السينما المصرية لا تصلح لأن تدخل مثل هذه المهرجانات القوية، وبإصراره وارادته يلتفت الغرب وينظر الينا، فيصر علي أن دخولنا في تلك الأوقات لم يكن عن طريق المصادفةً، لكنه جاء من رجل أحب السينما، عشقها حتي وفاته.

الهوية المصرية لم يتنازل عنها شاهين للبحث عن العالمية، يصطدم بموقفين جريئين، يخرج منهما بذكائه وأدبه، يرفض من خلالهم أفعال الكيان الإسرائيلي، فيبدأ بالسفر مرة أخري إلي مهرجان ''كان'' الفرنسي، ويشارك بفيلمه ''الأرض'' في عام 1969، ومعه الروائي عبد الرحمن الشرقاوي، وعبد الحميد جودة السحار إلي هناك.

يجلس شاهين في المؤتمر الصحفي لمشاهدة فيلمه ''الأرض''، ينظر الي الأمام، يري إسرائيليين يجلسان بالصف الأول، يتحدثان عنه وعن فيلمه بطريقة رائعة، ينتهي المؤتمر، يلاحظ أن الصحافة الفرنسية تريد أن تجبره علي التقاط صورة تذكارية مع المخرج الإسرائيلي بأي شكل، يبدأ يوسف في الانتباه إلي ما يحدث، يحاول الخروج من المأزق، فيتحجج بأن وراءه مقابلة صحفية يعقبها مؤتمر عن الفيلم، ينتبه المسئولون عن المهرجان ويوجهون له كلمة قائلين: ''يا استاذ خمس دقائق وتطلع غرفتك تاني'' .

ظل شاهين يقاوم ويقول: ''انا مشغول'' فيأتي الرد: ''نحن نعرف برنامجك كويس اوي''، بدأت المحاولة من أجل التقاط الصور، والابتسامة في وجوههم.

فتأتي أحد الصحفيات تقول لـ شاهين: ''انا مطرودة من إسرائيل، أنا شيوعية ومعجبة بالفيلم''، بدأت حديثها، أسئلة تقليدية عن الفيلم، تتحول بعدها الي أسئلة سياسية، يصمت شاهين، ينظر ويفكر في لحظات، ويحدث نفسه أن المواجهة لم تأت بعد، خاصة ما بين الحربين 67 و 73 وبأدب شديد جداً، يرفض الاجابة قائلاً: ''لما الأرض تتحرر''.

لم يكن هذا الموقف هو الوحيد الذي يبين أن يوسف شاهين ينمتي لتراب الأرض والوطن والعروبة، وفي مرة أخري يذهب شاهين الي المهرجان، ولكن بصفته ضمن لجنة تحكيم، يري شاهين أن من ضمن الأفلام المعروضة فيلماً اسرائيلياً لـ مناحم جولان، المنتج والمخرج الإسرائيلي المعروف الذي يفتخر بالضربة التي وجهت لمصر في عام 1956، وكان لديه فيلماً ضد العرب.

يقرر شاهين بأن يرسل لإدارة المهرجان اعتذاراً، متحججاً لأسباب مرضية، إلا أن ادارة المهرجان رفضت هذا الاعتذار قائلة: ''مناحم جولان هو اللي هايمشى''، وهذا ما حدث بالفعل.

لم يصمت المنتج والمخرج الاسرائيلي، وقام برفع قضية علي المهرجان، وجاءت لصالحه، وقال لهم وقتها: ''لا أريد أموالا، ولكن قولوا انني اعتذرت بسبب خطأ معي بسبب السكرتيرة، وأنكم ستدعونني في العام المقبل''.

موقفان يعبران عن رجل مبدع يحب بلده، يعشق التراب الذي نشأ عليه، لا يعلم أن يوم ميلاده الخامس والعشرين من يناير، سيكون توقيت اندلاع الثورة في مصر، انه يوسف شاهين الذي وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وقت وفاته في 16 يونيو 2008، بـ''المدافع عن الحريات''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: