لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"كارول".. محاولة فاشلة لخلق قصة حب كلاسيكية بين سيدتين

01:30 ص الأحد 28 فبراير 2016

كارول.. محاولة فاشلة لخلق قصة حب كلاسيكية بين سيدت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
نقع أحيانا في حب أحدهم، أو نكره بعضهم، بلا سبب، بلا أي داعي، أو  أي مقدمات، كل ما نعرفه في ذلك الوقت أننا نريد قضاء وقت ما مع هؤلاء، من نحب، ونرغب في التجنب الكامل، لمن لا نحبهم، وقد تحدث الكثير عن ذلك، وحول هذه الفكرة بالتحديد تدور فكرة الفيلم الأمريكي  المأخوذ عن قصة حقيقية، والمرشح لست جوائز أوسكار "كارول- Carol".
تدور فكرة الفيلم حول وقوع  السيدتين "تيريز" و"كارول" في الحب، ربما منذ اللحظة الأولى، ولكنه لم يشرح أو يفسر ذلك، ولو  للحظة واحدة بطريقة مقنعة، اعتمد المخرج تود هاينز على توصيل فكرته، عن طريق بعض الجمل غير المبررة، والمواقف المصطنعة، التي لم تساعد أبدا في الحبكة الدرامية، بل زادت الأمر  مللا، واسهابا ليس له داعي، وتعرض الحكاية بطريقة "الفلاش باك"، أو الرجوع للخلف في السرد، يجد المشاهدون أنفسهم أمام فتاة تعيش حياتها في ملل، تعمل في محل كبير للألعاب، لا تحبه، تتهرب من الالتزام بأي قانون، ويتمثل ذلك في رفضها لارتداء قبعة "سانتا كلوز"، التي يرتديها كل العاملين في المتجر  بمناسبة الأعياد،  حتى ترى "كارول" لأول مرة، فتتغير حياتها تماما.

1

 تبدأ علاقة "تيريز" و"كارول"، السيدة الارستقراطية، الجميلة، الطويلة، الممشوقة القوام، طوال الوقت، لا تستغنى عن طلاء الشفاه والأظفار الأحمر، تتأنق دائما تظل ترتدي الملابس الحمراء طوال ثلثي الفيلم، وقد يكون ذلك للإشارة إلى اثارتها الشديدة، ترتدي حلي ثمينة، تؤكد أنها من سيدات العائلات الكبيرة، تتحول العلاقة فجأة من كونها علاقة بين بائعة تساعد المشترية للحصول على أفضل لعبة لابنتها الصغيرة "ريندي" إلى علاقة حبيبتين، فجأة.

تدعو "كارول" الفتاة الشابة على العشاء في أحد المطاعم الفاخرة، ويدور بينهما حديثا مرتبكا، ولا يكشف عن شخصية أي منهما، سوى طريقتهما في تناول الطعام، فـ"كارول" ثابتة، تعلم ما ترغب في تناوله دون النظر للقائمة، أما تيريز  فلا تستطيع اتخاذ القرار، أو تناول الطعام بنفس ثبات الأخرى، و خلال الحديث نعلم أن كارول منفصلة عن زوجها "هاردج" العاشق المتيم بها، ويستعدان للطلاق، أما تيريز فلا ترغب الزواج من حبيبها ريتشارد.
    وتطلب السيدة الارستقراطية من  "تيريز"  الحضور للعشاء في منزلها يوم العطلة، وهو بناية ضخمة وفخمة في الريف، تبعد كثيرا عن نيويورك، وصخبها، وهناك لا تسير الأمور كما رغبت كل منهما، حيث يزور الزوج "هارج " منزل زوجته فجأة، ويتشاجران، ثم يتعامل مع تيريز  بقسوة، ويحاول معرفة سبب وجودها في المنزل بذلك الوقت المتأخر، ونعلم أن كرهه لوجود علاقات بين زوجته وبين النساء، يعود إلى علاقتها الغريبة بصديقتها المفضلة "آبي"، والتي لم تريحه وشك فيها دائما.

cate_blanchett_sunglasses_carol-xlarge

يؤثر غضب "ريتشارد" على "كارول"، فتنفعل بدورها على "تيريز"، وتنقلها إلى محطة القطار، التي أكد عدد كبير  من المتابعين للأحداث في فترة الخمسينات التي دار فيها الفيلم، عدم بنائها، أو وجود الوجهات التي يصل إليها القطار  في تلك الفترة.
تبكي "تيريز" بشدة، بعد فشل الموعد، يمكن لأنها شعرت بالإهانة للطريقة التي تعاملت بها "كارول" معها، أو لأن الأمر لم يسير كما خططت له، هذا لم يوضحه الفيلم، حتى اتصال كارول بتيريز واعتذارها لها، لم يكن له أي تفسير، ولم يؤثر في خط سير الأحداث.
بعد عودة الأوضاع لما كانت عليها، تطلب "كارول" من "تيريز" الذهاب برفقتها في رحلة للغرب، خاصة وبعد تدهور حالتها النفسية، لرفع "هارج" دعوة ضدها مطالب بالحصول على حضانة طفلتهما بمفرده، ويرجع ذلك إلى سلوكها غير الاخلاقي، وعلاقتها بـ"آبي" صديقة عمرها، و الفتاة الجديدة"تيريز".

carol-movie1

في الرحلة تجتمع السيدتان، وتظن كل منهما أنها تقضي أفضل وقت في حياتها، وتبدأ علاقتهما الجنسية، إلا أن أحد المتجسسين يكشف لزوجها عن العلاقة الموجودة بين "كارول" و"تيريز"، فتترك "كارول" كل شيء، وتعود لاصلاح الأمور، وتنهار "تيريز"، وتصاب بالإعياء، والغثيان، وتفقد توازنها، تماما، وتحاول العودة إلى حبيبتها، والتي طلبت منها عدم الاتصال أو الالتقاء بها أبدا، لأن ذلك أفضل لكل منهما.
تبدو القصة وعلى الرغم من حصولها على المدح الكثير، وإشادة بعض النقاد بها، عادية، فتشعر بعد انتهاء الفيلم إنك رأيته من قبل، وتتوقع الأحداث جميعا، أو على الأقل معظمها، قبل حدوثها، بالإضافة إلى الملل الشديد الذي صاحب الفيلم، فخلال 158 دقيقة، خلى الفيلم تماما من أي تشويق، أو إثارة، أو حتى رومانسية، ووكان "الحشو" سمة أساسية بالسيناريو، وظهر في المشهد الذي جمع بين "تيريز" وحبيبها "ريتشارد"، "هل وقعت في غرام شاب من قبل؟"، تسأله، فيقول لها إنه لم يقع في غرام أي شاب من قبل، وأنه يحبها، ولا يعلم أي من هؤلاء الأشخاص، ولكنه يعتقد إن علاقتهم ترجع إلى شيء ما حدث لهم في الماضي، ولكنها توجه له سؤال آخر  "الا تظن أن الأمر يحدث فقط بدون مقدمات؟".

maxresdefault

بدأ الملل منذ انطلاق الأحداث، ففي البداية يشعر المشاهد وأن البرود المصاحب لـ"تيريز"  والتي لعبت دورها "روني مارا"، شيء مقصودا، وله هدف ما، قد يكون للتعبير عن مدى الفراغ الذي تعيشه، إلا أنه يستمر دائما، حتى في لحظات بكائها في القطار بعد ترك "كارول" لها، وفي الفندق بعد تأكدها من انتهاء علاقتها بكارول.
أما "كارول" والتي قامت بدورها الاسترالية الحاصلة على جائزة الاوسكار كيت بلانشيت، فلا يعد هذا الدور أفضل أدوارها،  فبدا الأمر  وكأن هناك شيء ما يكبلها، لم تستطع التعبير عن مشاعرها تجاه "تيريز"، وحتى في جلستها مع زوجها برفقة المحاميين لمناقشة مسألة الوصاية على ابنتها، لم تستطع تحقيق التأثير المطلوب، على الرغم من قوة ذلك المشهد، وتأكيدها بأكثر من طريقة على أن طفلتها أهم شيء لديها في الدنيا.
إلى حد كبير استطاع الممثل الأمريكي كايل تشاندلر، الذي لعب شخصية الزوج "هارج"، والصديقة المقربة "أبي"  سارة باولسون، تجسيد أدوارهما بطريقة أفضل إلى حد كبير من الممثلتين الرئيستين، فكل منهما حمل الكثير من المشاعر تجاه كارول،  "هارج" أحبها بجنون واستعد لمسامحتها في حالة الموافقة على الرجوع إليه، أما "آبي" والتي تعشق كارول، وتساعدها، فاستطاعت الحفاظ على  مستواها ثابتا خلال أحداث الفيلم.

carol2-xlarge

الموسيقي، أفضل ما في الفيلم، ألفها الموسيقي "كارتر بورويل" وأكسبته أول ترشيح له لجائزة  الأوسكار، حيث أضفت الموسيقى بعض الشاعرية على الأجواء،  والتي لم تستطع الممثلتان تقديمها.
هناك العديد من الأفلام التي تناولت قصص غرامية لمثليين، منها فيلم "blue is the warmest colour"، أو فيلم "Brokeback Mountain"،وكل منهما يعتبرا من الكلاسيكيات العاطفية في السينما العالمية، إلا أن فيلم "كارول" لم يستطع تحقيق ذلك، حيث صنع الممثل الأمريكي تود هاينز  قصة عاطفية، تخلو من المشاعر، تتسم بالبرود الشديد، مما دفع البعض إرجاع حصوله على هذا العدد من الترشيحات إلى كونه أقوى فيلم من بين الأفلام التي تدور حول نفس الفكرة، تم تنفيذه هذا العام، لكي يكون ممثلا لهم في الاكاديمية.

فيديو قد يعجبك: