لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ذاق مرارة اليتم وفكروا في قتله.. مشوار عبدالحليم حافظ رحلة من المعاناة

03:39 م السبت 30 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

صوت عذب، وأحاسيس صادقة وليدة حياة صعبة فمن رحم فقر ويتم وفقد ولد إبداعه، وسيظل محميًا من غارات الزمن، تأسرك رومانسيته، ويشعل حماسك بأغانيه الوطنية، وتلمس أدعيته الدينية قلبك فتدمع عينيك، هو أجمل الطيور المغردة "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ.

رحل حليم عن عالمنا في مثل هذا اليوم 30 مارس قبل 42 عامًا، بعد حياة لم يستسلم فيها لمعاناته، بل حوّلها لدافع حتى أصبح أحد أهم أعلام الوطن العربي حتى يومنا هذا ومهما مرت الأيام..

- في قرية فقيرة تابعة لإحدى مراكز محافظة الشرقية، استقبلت أسرة علي شبانة رابع أبناءها، وأطلقوا عليه اسم "عبدالحليم"، لكنها الفرحة التي ظلت ناقصة، مع إصابة أمه بحمى النفاس ورحيلها بعد أيام قليلة من ولادته، ليصبح اليتم والفقد أول ما يتذوقه الوليد.

- لم تنته الساعات القاسية التي عاش يشعر بمرارتها حتى أخر أيامه، فليس هناك أقسى من أن يفقد طفل أمه، وازدادت قسوتها مع تفكير البعض في قتله، ليلحق بوالدته من خلال إرضاعه من ثديها وهي ميتة ليموت معها، وهو ما جاء في مسلسل "العندليب.. حكاية شعب"، وأكده في حوار مع "مصراوي" نجل شقيقه "محمد شبانة".

- وقبل أن يتم عامه الأول، ذاق فقدًا جديدًا برحيل والده، وأصبح يتيم الأب والأم، وانتقل مع أشقائه للعيش في بيت خاله.

- وكعادة أبناء القرى البسيطة في تلك الفترة، كانت الوسيلة الوحيدة لإطفاء نار حر الصيف، الاستحمام في الترعة، ورغم تحذيرات أسرته خوفًا عليه من الغرق، إلا أنه لم يستمع لهم، ليُصاب بـ"البلهارسيا" ويعيش حياة لم تخل يومًا من الألم رغم النجاح الكبير الذي بلغه.

- محاولات حليم لتقديم فنًا خاصًا به لا يشبه أحد لم تُقابل بترحيب من الجمهور في البداية، فمع تقديمه لأول مرة أغنية "صافيني مرة" من ألحان رفيق دربه محمد الموجي، هاجمه الجمهور وطلبوا منه غناء أغاني بعينها لنجوم معروفين وقتها، فعاش معاناة وصراعًا جديدًا، هل ينزل على رغبة الجمهور ويقدم لهم ما يريدون أم يصنع لنفسه شخصية مميزة حتى وإن احتاج الأمر لوقت أطول، واختار الحل الثاني وأصبحت "صافيني مرة" واحدة من أكثر أغاني حليم شهرة حتى الآن.

- صدمة جديدة تلقاها خلال بدايات مشواره الفني، هو رفض المنتجة ماري كويني إسناد دور له في أحد أفلامها، معتبرة أن وجهه غير سينمائي، وعندما ذاع صيته عرضت عليه أن تنتج له، لكنه رفض.

- في عام 1956 أصيب بأول نزيف، وبدأت رحلة الألم الحقيقية في حياة الشاب الذي ظن أن الدنيا فتحت بابها على مصراعيه لينهل من خيراتها، لكن القدر كان يخبئ له تفاقم مرض البلهارسيا.

- شعور جديد بالفقد، تلك المرة عاشه مع حبيبة تمنى أن يرتبط اسمها باسمه، لكن حال القدر دون ذلك، قال إنه ولد في عينيها الزرقاء التي لم ير مثيلًا لها من قبل، وإن قصة حبهما استمرت خمس سنوات، لكن النهاية كُتبت برحيلها عن دنيانا، بعد إصابتها بمرض خطير، أسماها في مذكراته "ليلى"، وقال الإعلامي وجدي الحكيم إن اسمها "ديدي"، وتُحاط قصة حب حليم وتلك الفتاة بغموض حتى الآن، تحدثا عنها صديق "العندليب" مجدي العمروسي والكاتب الراحل مصطفى أمين ووصفاها بأنها صاحبة أجمل عيون.

- رغم كل محاولاته لإيقاف مضاعفات مرض البلهارسيا بالسفر إلى الخارج وإجراء عدد كبير من العمليات إلا أن المرض أخذ يتفاقم، وحوّل حياته لعذاب، وأصيب بتليف في الكبد.

- وبحسب تصريحات محمد شبانة لـ"مصراوي"، كان سبب وفاة حليم إصابته بنزيف في دوالي المريء "الكبد وقتها كان قد انتهى تقريبًا، ولم يستجب الجسد لعملية الحقن، وفور خروجه من غرفة العمليات حصل النزيف"، ورحل عام 1977.

فيديو قد يعجبك: