لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عادل خيري.. رحل متأثرًا بـ"السكر" واعتبر وصفه بخليفة "الريحاني" افتراء نفعه

05:35 م الإثنين 12 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

واجه في بداياته عاصفة من الانتقادات، فكيف لشاب درس في كلية الحقوق، أن يقف على خشبة المسرح ليقدم أدورًا سبق وقدمها الكوميديان الكبير نجيب الريحاني، فمن الذي يجرأ على وصفه بأنه خليفة "الريحاني"، زار عالمنا ورحل عنه سريعا متأثرًا بمرض السكر، الذي كانت تعاني منه أسرته فوالده أصيب بـ"غرغرينا" وقُطعت أصابع قدميه، كما رحلت والدته بعد أن فقدت النظر من أثر المرض، هو الفنان الراحل عادل بديع خيري، الذي تحل ذكرى رحيله في مثل هذا اليوم 13 مارس الجاري.

ولد عادل في 25 ديسمبر عام 1931، والده هو الكاتب الكبير بديع خيري، الذي ارتبط بالعمل مع "فنان الشعب" سيد درويش، قبل رحيله في عز شبابه، وبالكوميديان الكبير نجيب الريحاني، ورغم اهتمام عادل بالمسرح وعشقه للتمثيل، نصحه والده في البداية بدراسة شيء آخر، وأن تكون له مهنة تضمن له حياة مستقرة بعيدًا عن حياة الفن المتقلبة، ودرس بالفعل في كلية الحقوق، وتخرج ليفتح مكتب للمحاماة، قبل أن يشعر أن وقوفه أمام القاضي والمستشارين ليدافع عن متهم، ليس غاية آماله، فهو لم يُخلق إلا للوقوف على خشبة المسرح أمام المئات، ليكونوا هم القضاة، ويمنحونه حبًا استمر حتى بعد رحيله الذي جاء وعمره 32 عامًا فقط، عام 1963.

8 سنوات تقريبًا هي رصيد عادل في العمل الفني، ومع رحيل نجيب الريحاني عرض عادل الذي كان يمثل على خشبة مسرح الجامعة، نفس أدوار نجيب كهاوي، أن يقف هو على خشبة مسرح فرقة الريحاني ولكن هذه المرة كمحترف، وعن هذا يقول عادل في حوار صحفي نادر "أبي لم يقدمني لأخلف نجيب بحال من الأحوال، إن المرحوم نجيب فلتة من فلتات الطبيعة، وواهم من يدعي أنه يستطيع أن يكون خليفة له، ولكن الصحف هي التي أصرت على أنني سأخلف نجيب، على أي حال لقد نفعني هذا الإيحاء، أو نفعني هذا الافتراء في تكوين مبدأ لنفسي، بأن أكون جديرًا بما يُقال عني، فبذلت جهدي لأكون جديرًا بفرقة الريحاني، إن كل الذي حدث هو الاقتران الزمني بين وفاة الريحاني وبين بدء عملي في المسرح، ولو أطال الله في عمر الريحاني لعملت معه كما كنت أتمنى".

وعن حبه للتمثيل، قال "أحببت التمثيل منذ كنت في المدرسة الابتدائية، فإنني تنفسته في كل مكان في طفولتي، في المسرح لما كنت أذهب مع أبي، في البيت لما كان نجيب العظيم يزورنا، في الحفلات العائلية التي لم أكن أشاهد فيها غير وجوه الممثلين الذين أصبحوا أسرتنا الكبيرة".

قدم عادل في مشواره الفني القصير، عدد من المسرحيات التي حفظها لنا التليفزيون بتصويرها، كما قدم فيلمين "البنات والصيف" أمام كمال الشناوي ومريم فخر الدين، و"لقمة العيش" أمام مها صبري وصلاح ذو الفقار، ومن أشهر مسرحياته "30 يوم في السجن"، "إلا خمسة"، "لو كنت حليوة"، "استنى بختك".

أصيب عادل بالسكر في شبابه، إلا أنه لم يهتم بالتعامل مع هذا المرض بالطريقة التي نصحه بها الأطباء، وكانت والدته، بحسب ما حكت ابنته الكبرى "عطية" في حوار تليفزيوني قديم، تعاني معه وتسير خلفه لتعطيه الدواء، ومع العمل المرهق الذي لا ينتهي، ووقوفه على خشبة المسرح، لم يكن يعرف جسده الراحة، ليدخل في الفترة الأخيرة من حياته إلى المستشفى، ويمكث بها لفترة طويلة.

وعن لقائها الأخير بوالدها، قالت "نزل من البيت على كرسي متحرك وكنت راجعة من المدرسة، قالي انتي اكبر اخواتك خدي بالك منهم"، ليرحل بعدها ويترك جرح غائر في نفس الأب بديع خيري وأسرته الصغيرة، لم ينسونها يومًا.

فيديو قد يعجبك: