السيد بدير.. ترك الطب البيطري من أجل الفن ولُقب بـ"أبو البطل"

كتبت - ناهد سمير:
ابتسامة طفولية، ومواهب متعددة تنوعت بين التأليف، والتمثيل والإخراج، تميز بها المخرج الراحل السيد بدير، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد عام 1915، ولُقب بـ"الفنان الشامل"، و"أبو البطل"، ويعتبره النقاد "أحد رواد الواقعية في السينما المصرية".

صلاح الدين ومملكة أورشليم

كان والده مدرسًا للتربية البدنية بمدرسة رقى المعارف الثانوية، بجزيرة بدران في شبرا، وانضم بدير لفريق التمثيل بالمدرسة، وكانت أولى تجاربه الفنية على المسرح المدرسي من خلال مسرحية "الناصر صلاح الدين ومملكة أورشليم".

طبيب بيطري

حصل ابن محافظة الشرقية على شهادة البكالوريا عام 1932، ودرس الطب البيطري لكنه لم يكمل دراسته، بسبب حبه في الفن.

بدأ حياته المهنية أمينًا لمكتبة قضايا الحكومة بمجلس الدولة، ثم انتقل لقسم الدعاية في وزارة الصحة، وعمل مترجمًا ومؤلفًا بالإذاعة المصرية، ثم قدم العديد من الأعمال في الإذاعة، والتليفزيون، والمسرح.

تيتاوونج

بدأ السيد بدير رحلته الفنية في عالم السينما بتأليف فيلم "تيتاوونج" عام 1973، الذي شارك بالتمثيل به أيضًا، ثم توالت أعماله ومنها "جعلوني مجرمًا، حميدو".

وفي عالم الإخراج كانت مسرحية "صاحبة الجلالة" عام 1955، أول عمل مسرحي يقدمه، وبعدها قدم للمسرح "سكر هانم، أم رتيبة، نصف عذراء، حب وخيانة".

قدم السعد

فتحت له شخصية "عبدالموجود بن عبدالرحيم بيه كبير الرحيمية قبلي" أبواب السعد، أسندها إليه المخرج عباس كامل، وكانت سببًا في شهرته ومعرفة الجمهور به، وبات مرتبطًا بها.

القيثارة الحزينة

شارك بدير فيما يقرب من 200 فيلم ككاتب للسيناريو والحوار، ومن أشهر الأفلام التي كتبها "بياعة الخبز، فتوات الحسينية، شباب امرأة، ورصيف نمرة 5"، وكان آخر أفلامه ككاتب هو فيلم "السلخانة" في عام 1982.

أنتج وألف وأخرج للمسرح ما يقرب من 400 مسرحية، وارتبط اسمه بما يزيد على 3000 عمل إذاعي، تنوعت بين التأليف والإخراج والتمثيل.
ومن أشهر أعماله الإذاعية مسلسل "القيثارة الحزينة"، وهو قصة يوسف السباعي، تمثيل نجاة الصغيرة، كمال الشناوي، نزار قباني.

أبو البطل

تزوج السيد بدير من ابنة عمه، وأنجب منها 3 أبناء، منهم العالم الراحل سعيد السيد بدير وتخصص في مجال الأقمار الصناعية، ويصف كثيرون وفاته، بأنها عملية اغتيال، بعد أن رفض التعاون مع دول أجنبية، وتزوج أيضًا من الفنانة شريفة فاضل، وكانت تصغره بـ23 عام تقريبًا، وأنجب منها ابنه سيد، الذي استشهد في حرب أكتوبر، وغنت له والدته "أنا أم البطل".
رحل بدير عام 1986، تاركًا خلفه ميراث كبير من الأعمال الفنية، التي طالما أضحكتنا.