لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ابنة عبدالمطلب: أخشى ضياع تراث والدي.. وهذا سر نجاح "رمضان جانا" (حوار)

10:26 ص السبت 04 يوليو 2015

ابنة عبدالمطلب خلال حوارها مع مصراوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- منى الموجي:

عمرها يتجاوز النصف قرن، تأتينا في موعد محدد لا يمكن أن تخلفه، فتجدنا في انتظارها بشوق ولهفة من ينتظر عزيز انقطع عن زيارته عام كامل، فهي بمثابة ثبوت الرؤية وإيذانا باستقبال أغلى الشهور "رمضان جانا".

بمجرد إعلان دار الافتاء المصرية ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المعظم، تعلو البسمة الوجوه، وتكتمل الفرحة بسماع صوت محمد عبدالمطلب يرحب برمضان بأغنية الشهر الرسمية "رمضان جانا"، والتي رغم ظهور عشرات الأغاني التي ترحب به إلا أنها ستظل رقم واحد، فكلماتها تلمس قلوب المصريين، وهو سر نجاحها واستمرارها، من وجهة نظر سامية محمد عبدالمطلب.

تؤكد سامية أن "رمضان جانا" كانت تمثل مصدر سعادة لوالدها عندما تُذاع كل عام عبر أثير الإذاعة أو تُعرض عبر شاشات التليفزيون سواء بتصويرها الأصلي الذي يظهر فيه "طلب" بالأبيض والأسود مرتديا جلباب بلدي، وخلفه فوانيس رمضان، وتردد مجموعة من الفتيات كلمات الأغنية معه، مرتديات الجلباب الفلاحي وتمسك كل منهن بفانوس، أو حتى بالتصوير الذي يحوي مظاهر استقبال المصريين للشهر الكريم، ولقطات تعكس أجواء الشهر الروحانية وامتلاء المساجد عن أخرها بالمصلين، إلى جانب فرحة الأطفال بشراء الفوانيس، وتحضيرات الكبار.

1

التصوير الأصلي لأغنية محمد عبدالمطلب "رمضان جانا"..

"ناس كثير بتقولي مش بنحس أن رمضان جه إلا لما نسمع أغنية محمد عبدالمطلب، وقتها بحس أنه لسه موجود"، مؤكدة أن كثير من الشباب رغم عدم معاصرتهم لوالدها إلا انهم من عشاق صوته ويحفظون كثيرا من أغانيه، وهي الرسالة التي يجب أن يضعها أي فنان في اعتباره "الفن الأصيل مش بيموت".

وعن طقوس "طلب" خلال شهر رمضان قالت سامية "هو شهر مختلف عند كل الناس، وفيه كان حريص دائما على آداء صلاة الفجر في مسجد الحسين، إلى جانب اعتياده الجلوس بصورة شبه دائمة على مقهى مشهور بنفس الحي مع أصدقاءه لتناول السحور، أما الإفطار فلابد من تناوله في المنزل مع الأسرة"، لافتة إلى أن رمضان زمان يختلف عن الأجواء الحالية، فكان يتميز بوجود تحضيرات مسبقة للشهر، وهي العادات التي يحاول استردادها البعض لكن الظروف تغيرت.

تفسر سامية نجاح وبقاء "رمضان جانا" رغم مرور كل هذه السنوات، بأن كلمات الأغنية تعكس إحساس حقيقي وصادق لكل المسلمين "يوم رؤيتك لما تجينا زى العرسان.. نفرح وننصب لك زينة أشكال وألوان.. فى الدخلة نبقى نطبلك ونهللك آه ونقولك.. أهلا رمضان جانا قولوا معانا.. أهلا رمضان".

مظاهر استقبال المصريين لرمضان على أغنية "رمضان جانا"..

ورغم كل النجاحات التي حققها محمد عبدالمطلب إلا أنه كان يشبه التلميذ ليلة الامتحان مع كل حفلة، أو عند تسجيل أغنية جديدة، فيرفع حالة الطوارئ في البيت، وعلى الجميع الالتزام بقوانينها، فيجده أهل بيته أكثر عصبية، قليل الكلام، يمسك طوال الوقت بكلمات الأغنية التي يحفظها.

2

لم يمنحه الفن قدر إخلاصه الذي استمر لما يقرب من نصف قرن منذ عام 1938، بدأت بوقوفه مع الكورال خلف الفنان محمد عبدالوهاب، "هناك تسجيلات صوته واضح فيها وراء عبدالوهاب، وبعدها غنى منفرد في العديد من الفرق، إلى أن التحق بفرقة بديعة مصابني"، وعن هذه الرحلة الطويلة والشاقة كان الأب كثيرا ما يحدث ابناءه عن المعاناة التي عاشها في بداية الطريق عكس الجيل الذي ظهر بعده والذي توافرت أمامه وسائل إعلامية مختلفة حققت لهم الشهرة التي كان يسافر طلب وأقرانه من أجلها، الكفور والنجوع والقرى، ويحصلوا مع كل هذا التعب على قروش معدودة، إلا أنها كانت تحمل معها سعادة لا توصف مع حب وإعجاب الناس.

تعاون "طلب" مع عدد كبير من أشهر ملحني جيله والأجيال التي تلته، لكنه دائما ما كان يرى أن الملحن محمود الشريف هو أكثر من فهم صوته ومنحه بسخاء ألحان رائعة من بينها "رمضان جانا" و"ودع هواك"، وقد كانت هناك صلة نسب تجمعهما، فالشريف كان متزوجا من شقيقة زوجة عبدالمطلب.

ابتعد عبدالمطلب في أخر ثلاث سنوات من عمره عن مصر بعدما جاءه عرض للغناء في ملهى كبير ملحق بأحد الفنادق في لندن، فوافق على السفر خاصة وأن نشاطه الفني في مصر كان قد بدأ يقل.

3

وعن رأيها فيما يُطلق عليه الآن غناء شعبي، قالت ابنة أحد رواد الغناء الشعبي في العالم العربي "هناك أعمال فنية جيدة وكلماتها راقية، لكن هناك أيضا كلام هابط، أما اللون الخاص بوالدي فلم يعد أحد يقدمه، واعتبر أن الفنان حكيم هو المتربع على عرش الغناء الشعبي الآن".

وأشارت سامية إلى أكثر الأغاني التي تحب سماعها من أعمال والدها وهي "في قلبي غرام"، "مبيسألش عليا أبدا"، "شوفت حبيبي"، "إسأل مرة عليا" و"بتسأليني بحبك ليه".

4

لم يرث أحد من أبناء طلب عنه حلاوة الصوت، لكنهما بالطبع ورثوا عنه أذن موسيقية تميز الفن الأصيل، فحافظت سامية وأشقاءها على تراثه، "نمتلك كنزا من أعماله لا نخرجها، خوفا من ضياعها لأننا لن تستطيع أن نجدها مرة أخرى".

سامية انضمت إلى جميعة ابناء فناني زمن الفن الجميل، والتي تضم عدد كبير من أبناء الفنانين وأقاربهم من الدرجة الأولى، وتهدف إلى إحياء ذكراهم بشكل مستمر وتعريف الأجيال الجديدة برموز الفن.

 

فيديو قد يعجبك: