بلافتة على السيارة.. طبيب يمني يقدم استشارات في شوارع صنعاء

كتبت-دعاء الفولي:

منذ حوالي شهر، لم يتوقف هاتف سامي الحاج عن استقبال الرسائل، فما أن كتب طبيب الجلدية عبر صفحته أنه يستقبل أي أسئلة طبية أو استشارات بسيطة، حتى أرسل له المئات، تفاوتت الاستشارات ولم يغفل كثيرون السؤال عن فيروس كورونا المستجد، لكن الطبيب صاحب الـ28 عاما أراد توسيع دائرة المساعدة "قلت بالتأكيد ليس كل الناس عندهم فيسبوك"، لذا قرر نقل المبادرة للشارع.

لافتة على ظهر السيارة وفي الأمام كُتب عليها "أوقفني إن كنت تريد استشارة طبية"، صنعها سامي مع صديق له في دقائق، لم يكن الشاب اليمني يُدرك أن الفكرة ستنتشر بصورة ضخمة "كنا نقول انا وصديقي بعض الناس ستضحك مني"، لكنه فوجئ بتجاوب كبير من المواطنين.

يعمل سامي في أحد مستشفيات صنعاء، يعرف مدى صعوبة الفترة الحالية "بجانب الأوضاع الصعبة في اليمن فوجود فيروس كورونا جعل الأمور أسوأ"، قابل الطبيب بنفسه عدة حالات مصابة بالفيروس "وللأسف هناك كثيرون لا يستطيعون عزل أنفسهم"، هؤلاء من يحاول الطبيب مساعدتهم.

النزول إلى الشارع يحمل الكثير من التفاصيل، بعض المواطنين ينثرون عبارات الشكر على سامي، آخرون باتوا يعرفون سيارته إذ تمر فيلقون عليه التحية، لكنه لا ينسى ذلك الرجل الذي قابله بالقُرب من منطقة مليئة بالقمامة "كان ينقب فيها لكن المرض ظاهر عليه جدا"، اقترب منه الطبيب وسأله عن أعراضه "والتي كانت تشبه كثيرا أعراض فيروس كورونا"، طلب منه الشاب بإلحاح أن يعود لمنزله، لكن الرجل رفض "لأنه لا يملك قوت يوم واحد ويُحضر الطعام لأهله من القمامة عادة"، لم يعرف الطبيب كيف يتصرف "فحتى لو أعطينا له مال اليوم وغدا ماذا سيفعل بعد غد وباقي الأيام؟".

عقب انتهاء دوام العمل، يسير سامي بشكل بطيء بسيارته كي يرى الناس اللافتة، حين بدأ المبادرة قبل عشرة أيام "كانت تأتي لي 15 استشارة على الأقل يوميا في الشارع"، فيما ارتفع العدد مؤخرا ليبلغ 30 على الأقل، تتفاوت الأسئلة بين وصف الأعراض أو السؤال عن دواء معين "وبالطبع ليست كلها عن كورونا"، يحاول الطبيب توجيه مرضاه إذا شعر أن الاستشارة غير كافية، كما يلتزم بإجراءات التباعد الاجتماعي.