إعلان

كفيف يبدع في الكتابة بخط جميل.. حكاية الشاب مهران في سوهاج

11:26 ص الإثنين 28 فبراير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج - عمار عبد الواحد:

جالسًا على كرسي وأمامه منضدة عليها مجموعة من الأوراق البيضاء ممسكًا بيده قلمًا، بمقلتين فاقدتا البصر، تراه ينسني يمينًا تارة ويسارًا تارة أخرى، وكأنه خطاط ماهر متمكنًا في الريشة بين أنامله، لتشاهد جمال ما كتبه من كلمات وعبارات، ربما لا يجيدها الكثير من الأشخاص المُبصرين.

"بشوف بقلبي مش بعنيَّا، والحمد لله ربنا بيساعدني" بهذه الكلمات بدأ مهران عبدالرحمن 23 عامًا طالب بكلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بأسيوط ابن طهطا بمحافظة سوهاج حديثه لـ"مصراوي"، مضيفًا أنه كان يُبصر حتى الشهادة الإعدادية عندما كان عمره 16 عامًا، موضحًا أنه فقد بصره نتيجة إصابته بمرض في عينيه وليس في حادث أو أثناء اللعب.

وأكد الطالب الكفيف أنه يستطيع كتابة أي كلمات باللغة العربية مهما كانت صعوبتها دون أن تتداخل الحروف ببعضها، مشيرًا إلى أنه يحدد أبعاد الورقة التي سيكتب عليها بيده حتى لا تخرج منه الكلمات عن حيز الورقة ويكون بعض حروفها غير موجود، ما يجعل عباراته التي يكتبها غير مكتملة المعنى.

"طموحي أن أكون قارئ قرآن مثل الشيخ عبدالفتاح الطاروطي وإمام وخطيب مسجد بالأوقاف" بهذه الكلمات تحدث مهران عبدالرحمن الذي فقد بصره منذ حوالي 7 أعوام عن طموحاته المستقبلية، مضيفًا أنه يجيد قراءة القرآن الكريم بصوت جميل، كما أنه يجيد نظم الشعر.

وعن رحلته أثناء الذهاب للكلية بجامعة أسيوط قال الطالب الكفيف إن الله أخذ مني نعمة البصر ومنحني صديق لا يفارقني طوال الوقت سواء في القرية أو أثناء الذهاب للجامعة أو أثناء شراء بعض المستلزمات والأغراض اليومية من مدينة طهطا، مضيفًا أن صديقه "إبراهيم عبدالمنعم" لا يفارقه حتى في منزله، واصفًا إياه بـ"الأخ" من شدة إخلاصه له وتعلقه به، مؤكدًا أن صديقه تجسدت فيه مقولة "الرفيق قبل الطريق".

فيديو قد يعجبك: