إعلان

لماذا قارن بانون نفسه بمستشار هنري الثامن المذبوح؟

07:55 م الأربعاء 10 يناير 2018

ستيف بانون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

كتب مراسل صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، روبرت كوستا، يوم الثلاثاء، على موقع تويتر: "قال مقربون من ستيف بانون، إنه حزين، وذكر السير توماس كرومويل في الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أنه نصح الملك ولكن هذا لم يستمر، وبعد أن فقد مصداقيته مع الملك، تم قطع رأس كرومويل".

كانت هذه بداية التقرير الذي كتبته سارة بايلي، المراسلة الدينية لصحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الأربعاء، متساءلة: "من كان توماس كرومويل؟ ولماذا يقارن ستيف بانون نفسه بمستشار الملك هنري الثامن مقطوع الرأس؟".

مقارنة بانون نفسه بكرومويل، لم تكن الأولى التي يشير فيها مسؤول أمريكي طرده ترامب، إلى شخصية شهيرة من التاريخ المسيحي الإنجليزي، حيث قارن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، نفسه برئيس الأساقفة في مدينة كانترباري الإنجليزية، والذي قُتل بعد أن فقد مصداقيته لصالح ملك آخر.

كرومويل، حسبما تذكر بايلي في تقريرها، كان واحدًا من أقوى المدافعين عن الإصلاح البروتستانتي المزدهر، وساعد الملك هنري الثامن في فسخ خطوبته من الملكة كاثرين حتى يتزوج آن بولين على نحو قانوني، وأدى رفض البابا الموافقة على قرار هنري، أن يفصل الملك الكنيسة في إنجلترا عن روما، ويجعل نفسه على رأسها.

وقالت بايلي، بدأ كرومويل في خدمة الملك عام 1530، مساهمًا في صنع القرارات السياسية على مختلف المستويات، ولكنه لم ينجح أبدًا في السيطرة على ما يراه الملك، وأشار كرومويل إلى نفسه بأنه العبقري الذي كانت قدرته تحويل الأفكار العابرة إلى تدابير عملية حقيقية، حسب ما كتب ديارميد ماكولوك خبير التاريخ البريطاني في جامعة أوكسفورد في كتابه: "فترة حكم الملك هنري الثامن".

وتابعت بايلي، بعد أن فقد كرومويل مصداقيته مع الملك هنري، أمر بقطع رأسه، وهو الأمر الذي تم تنفيذه عام 1540 وفي نفس اليوم الذي كان يتزوج فيه الملك هنري الثامن زوجته السادسة، والذي أعرب عن أسفه بعد ذلك لقتل كرومويل.

سيمون شاما، أحد كبار المؤرخين البريطانيين، كتب في تقرير لصالح فاينانشيال تايمز، أن البعض تمادى في تمثيل كرومويل في السينما والمسرح والروايات على أنه الشخص الذي كان يقوم بعمل الملك "القذر"، وأنه كان مثيرًا للاشمئزاز ووحشًا أثار الرعب في لندن، لفّق الأدلة، واستخرج اعترافات المتهمين بالتعذيب.

ووصف رئيس مركز الأسرة وحقوق الإنسان أوستن روز، في مقابلة مع واشنطن بوست، ستيف بانون بأنه: "شخص غير ممارس لتعاليم المسيحية، ولكنه لا يعارض أي من تعاليمها"، وتعجب روز في المقابلة من إذا كانت طلاقات بانون الثلاث قد أبعدته عن الكنيسة الكاثوليكية، والتي تحرم الطلاق وإعادة الزواج.

وقالت بايلي، أما جيمس كومي، فقال في جلسة استماع للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، إنه يعتقد أن ترامب أمره بإيقاف التحقيق الخاص بمايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق، ليسأله السيناتور أنجس كينج، إذا ما كان أخذ تعليقات ترامب في المكتب البيضاوي حول فلين على أنها أوامر مباشرة، وأجاب كومي: "نعم، فقد جاءت بنبرة توحي بهذا وكأنه يقول: "ألن يخلصني أحدكم من هذا الكاهن المتطفل؟".

واختتمت بايلي تقريرها قائلة: "تعود تلك الإشارة إلى ما قاله الملك هنري الثاني عن رئيس الأساقفة في مدينة كانترباري الإنجليزية توماس بيكيت، حيث قال بعد أن غضب من بيكيت: "ألن يخلصني أحدكم من هذا القس العنيف؟"، ليُقتل بيكيت في وقتٍ لاحق على يد أربعة فرسان".

فيديو قد يعجبك: