في سيرة سواريش.. كيف اتجه الأهلي إلى المنبع لمنافسة عمالقة البرتغال؟
في الوقت الذي ارتبط فيه الأهلي منذ رحيل مدربه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني بأسماء رنانة في عالم التدريب وسط مطالبات بتعاقد مع سيرة ذاتية قوية مدجدة بالبطولات ، خالفت إدارة الكرة التوقعات وذهبت إلى فكر أخر في أقرب الدول الأوروبية لكرة القدم لمنافستهم في تجربتهم وصيد واحداً من أفضل المدربين في البرتغال العام الماضي.
ويتأهب الأهلي للإعلان عن التعاقد مع البرتغالي ريكاردو سواريش بصحبة 4 مساعدين لتولي مقاليد الإدارة الفنية للنادي الأحمر بعد فسخ المدرب الذي يبلغ من العمر 47 عام لعقه مع جيل فيسنتي الذي قاد للمركز الخامس الأفضل في تاريخه ليتأهل إلى دوري المؤتمر الأوروبي .
مع الثورة التي أطلق شرارتها جوزيه مورينيو والتي لفت بها أنظار العالم لبلاده ، لم تقدر أندية البرتغال على المنافسة مع دوريات تتبع دول أوروبية كبرى التي اتجهت للتعاقد مع مدربيها البارزين بالتزامن الأزمة الاقتصادية التي ضربت بلدهم ووصولها إلى حافة الإفلاس في عام 2011 فكانت الحاجة أم الإختراع والتي وضعت حجر أساس لتجربة استمرت حتى بعد تعافي اقتصاد البلاد وتسجيلها لـ "معجزة اقتصادية " بسحب تقرير المفوضية الأوروبية .
صحيفة "publico" البرتغالية تناولت هذه التجربة وسط الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي عانت منها بلادهم وأدت إلى الاعتماد على جيل شاب في قيادة الفرق الكبرى تحت عنوان "فقط المدربين البرتغاليين الأصغر سناً في القيادة" .
وقالت الصحيفة إنه مع بزوغ نجم جوزيه مورينيو في الفوز بالألقاب الأوروبية ثم أندريه فيلاش بواش وخروجهم لأندية أكبر لا يقدر أحد منافستهم مادياً اتجهت الفرق الوطنية إلى المراهنة على نفس التجربة التي كانت استثنائية مع المدرب الإستثنائي .
ومع تزايد الطلب على المدربين البرتغال من جيل الخمسينيات والستينيات من بلدان تتمتع بقدرات مالية فائقة ، راهنت الأندية على مدربين أصغر سناً (متوسط أعمارهم 42 عامًا) وأرخص سعرًا ، بدون سير ذاتية رنانة، ولكن مؤهلين وفي تطور.
وبحسب إحصائية نشرتها الصحيفة فإن خورخي خيسوس المدير الفني الأسبق لبنفيكا كان أكبر مدرب في الدوري البرتغالي في هذا الوقت بعمر (57 عامًا) وخلفه كارلوس بريتو المدير الفني لريو آفي في هذا الوقت بعمر (47 عامًا) في حين جاء مدربين شباب خلفهم وأبرزهم إيفو فييرا الذي سيخلف سواريش في تدريب جل فيسنتي وكان يدرب نادي ناسيونال وهو في الـ 35 من عمره وهو نفس عمر برونو ريبيرو مدرب فيتوريا دي سيتوبال.
ليوناردو جارديم المدير الفني لموناكو الفرنسي الأسبق كان يقود في هذا الوقت سبورتنج براجا وهو في الـ 37 من عمره ويصغره بعام واحد بيدرو إيمانويل المدير الفني لأكاديميكا والذي عمل سابقاً في ناديي التعاون والنصر السعوديين والعين الإماراتي فيما عمل روي بينتو مديراً فنياً لنادي بيرا مار وهو في سن الـ 39 فيما كان روي فيتوريا مدرباً لباكوس دي فيريرا وهو في الـ 42 وفيتور بيريرا لبورتو وهو في الـ 43 .
ويشرح روبرتو روشا أحد أشهر العاملين في كرة القدم في البرتغالي هذه الفلسفة ويقول " لدى المدربين البرتغاليين الشباب شغف بكرة القدم ويؤهلون نفسهم تماماً بل يذهب الكثير منهم للتعلم الأكاديمي أنطونيو أوليفيرا وضع هذا المبدأ وحصل على درجة الماجستير في الأداء الرياضي في كرة القدم، ينبع اهتمامنا بالتعلم من الرغبة في تطوير أنفسنا ".
وفي صحيفة "rtp" البرتغالية أشاد جوزيه بيسيرو المدير الفني الأسبق للأهلي وسبورتينج لشبونة على النهج التي تتخذه الأندية البرتغالية الكبرى وشجاعتهم في منح الفرصة للمدربين البرتغاليين الشباب.
وقال بيسيرو :" علينا منحهم الوقت لإنجاز مشاريعهم والدعم الأساسي من الإدارة واللاعبين".
الاعتماد على مدربين شباب بدون سيرة ذاتية مدججة بالبطولات من أندية صغيرة إلى أندية كبرى في البرتغال أتى بثماره ، فيلاش بواش المدرب الذي قاد أكاديميكا وحقق المركز الـ 11 رحل لبورتو بعد عام ثم حقق الثلاثية وبعد عام فقط رحل لتشيلسي ، نونو سانتو الذي قاد ريو آفي موسمين وحقق المركزين السابع ثم الـ 11 وصل لنهائي كأس البرتغال وأهل الفريق للدوري الأوروبي لأول مرة في تاريخه ثم ذهب لتدريب فالنسيا .
التجربة لم تقف على سانتو الذي رحل لتدريب ووليفرهامبتون وتوتنهام في الدوري الإنجليزي فيما بعد بل شملت ماركو سيلفا الذي جلبه سبورتنج لشبونة موسم 2014-2015 بعد أن عمل مع فريق إشتوريل برايا وصعد بهم للدوري البرتغالي الممتاز وحقق بهم المركزين الخامس ثم الرابع ثم بعد عام من تركه لشبونة انتقل لإنجلترا لتدريب هال سيتي وواتفورد وإيفرتون وفولهام.
باولو فونسيكا الذي بدأ مع أندية متواضعة أيضاً التقطه باكوس دي فيريرا في الدوري الممتاز البرتغالي ليحقق معه المركز الثالث ثم ذهب إلى بورتو وأنطلق حتى وصل إلى روما محطته الأخيرة ، أبيل فيريرا اسم أخر فبعد مشواره مع فريق الرديف في لشبونة وبراجا قاد الفريق الأول للأخير وفي أول موسم كامل له ، قادهم إلى المركز الرابع ، مع التأهل إلى الدور التمهيدي الثالث من الدوري الأوروبي ،ووصل به المطاف حالياً إلي بالميراس ورفض عرضاً من النصر السعودي ديسمبر الماضي قيمته ٢٢ مليون دولار بحسب صحيفة "جلوبو سبورت" البرازيلية.
واستهدف الأهلي ريكاردو سواريش في نفس مرحلة البزوغ التي عاشها فونسيكا وماركو سيلفا ولكن بمقابل مادي أقل لو أراد التعاقد مع الثنائي الأخير في مرحلتهما الحالية، جهاز كامل مكون من 5 أفراد مقابل 125 ألف دولار يقود مدرب مصنف من الأفضل في البرتغال الموسم الماضي يحكمه السقف المالي ورؤية نجحت من قبل في البرتغالي وأنتجت أسماء عالمية وصلت للدوري الأفضل في العالم.
فيديو قد يعجبك: