لم يتم العثور على نتائج البحث

الدوري الإنجليزي
برايتون

برايتون

- -
22:00
ساوثامبتون

ساوثامبتون

الدوري الإسباني
مايوركا

مايوركا

- -
22:00
فالنسيا

فالنسيا

الدوري الفرنسي
ريمس

ريمس

- -
21:45
لانس

لانس

جميع المباريات

إعلان

حوار مصراوي.. كيف غيرّ برشلونة حياة لاعب الفريستايل عبدالله عماد؟

10:52 ص السبت 09 مايو 2020

BeFunky-collage (43)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار ـ مصطفى الجريتلي:

الأربعاء 29 أبريل 2020 كان سيمر كغيره من الأيام التي اعتاد عليها المهندس السوداني عبدالله عماد ـ لاعب الفريستايل فوتبول ـ مؤخرًا بالجلوس في المنزل مشاهدًا للتلفاز ممسكًا بين يديه هاتفه المحمول يُتابع بعض فيديوهات "فريستايل" حتى موعد الإفطار حتى وصله على هاتفه إشعار بأن الحساب الرسمي لنادي برشلونة الإسباني ـ الفريق المُفضل له ـ قد نشر مقطع فيديو له وأشار له "منشنه" به.

الإشعار الذي وصله من برشلونة تلاه مئات الإشعارات من أصدقائه ومتابعيه:"أنا من المتعصبين لبرشلونة ولا أشجع غيره كرويًا حتى على المستوى المحلي لا أتابع أي نادِ، فشاهدت بطبيعة متباعتي لحساباته على مواقع التواصل منشورات للاعبي الفريق الحاليين والقدامى منهم آرثر ميلو و ريفالدو و كلويفيرت يبرزون مهاراتهم عبر فيديوهات من المنزل قبل أن يطلبون من الناس البقاء في المنزل وأطلق النادي حملة بهاشتاج #culersathome ليُشارك المتابعين".

وهي الفرصة التي وصلت لصاحب الـ 28 عامًا لتوصيل مهارته لمستوى أبعد؛ حيث صوّر مقطع فيديو لنفسه ـ كما اعتاد ـ ونشره على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، مُذيلاً إياه بالهاشتاج ذاته#culersathome:"أجيد الفريستايل فنشرت الفيديو كباقِ الفيديوهات التي أنشرها فقط ذيلته بالهاشتاج وبالطبع كان نفسي يُنشر على حساباتهم ولكنه أمر لم أتوقع حدوثه".

لذا لا يستطع ـ خريج هندسة التعدين ـ وصف شعوره:"ربما هناك لاعبين بالفعل في برشلونة شاهدوا مقطع الفيديو الخاص بي أو ربما رونالدينيو لاعبي المفضل شاهده بخلاف مئات الصحفيين والإعلاميين حول العالم.. كما أن والدي سعد كثيرًا بالأمر وبما أفعله فهو أيضًا من مشجعي برشلونة".

الأمر لم يقتصر على إشعار برشلونة فوسط ذهوله بمايحدث على مواقع التواصل رداً على مقطع الفيديو وصله إشعار أخر من حساب وزيرة الرياضة في بلاده، ولاء عصام البوشي:" موهبة عظيمة عبدالله، نحن فخورون بك، ومرحبا بك بوزراة الشباب والرياضة في أي وقت".

وهو الإشعار الذي يتمنى ـ مؤسس بطولة الفريستايل على نفقته في بلاده ـ أن يسهم في دعم الرياضة بالسودان:"أقدر تفاعل الوزيرة ودعوتها و ننتظر بعد انحسار هذا الوباء إذا وجدت استعدادهم لدعم هذه الرياضة لدي خطط كاملة و كذلك أتمنى مساعدة اللاعبين غيري لتمثيل السودان بعدد لاعبين أكبر في البطولات الخارجية بعض اللاعبين لا يتلقى الدعوات ولا يستطيع السفر من ماله الخاص ولا يملك تكاليف السفر سأنظر تطوير اللعبة ككل".

فاللاعب الذي زاد متابعيه على تويتر 3000 شخصًا ـ حتى مطلع مايو موعد إجراء حوارنا معه ـ بدأ ممارسة كرة القدم بشوارع مدينته وهو طفل يبلغ من العمر 8 سنوات أخذ يُقلد حركات اللاعب البرازيلي ريفالدو وبعده ورنالدينيو حتى ترك الكرة واتجه للفريستايل فيما بعد وأصبحت مصدر رزقه.

اللاعب ـ الذي بدأ بصفوف فريق رابطة المهندسين بأمدرمان فئة البراعم و ناشئين فريق الجوهرة ـ ترك الكرة نهائياً:"طريقة تفكير المدرب بألا يُعطي لي فرصة حلول فردية ولا صناعة ألعاب مباشرة و اكتفي بأني لاعب وسط مهمته إيصال الكرة إلى الأجنحة و هم من يقومون بصناعة الفرص بالعرضيات لم يكن مُرضياً لي كما كان متمسكاً باللاعبين و يصعب عملية انتقالهم إلى أندية أخرى و كنت أفضل أكون حراً في الملعب و رأيت أن خطة النادي تُقلص من قدراتي و لا أستفد من مهاراتي الإضافية في صناعة الفرص و الحلول".

عبد الله ـ الذي يجد في البرازيلي رونالدينيو ـ قدوة كروية يريد أن يكون مثلها اتجه إلى الكرة الخماسية وملاعب الأحياء بمدينته حتى عام 2010:"تعرفت على لعبة الفريستايل وبعد سنتين تركت كرة القدم في الملاعب وأصبحت لا أمارسها إلا نادرًا".

وهو الأمر الذي ساعد ـ عبد الله الذي تمنى احتراف كرة القدم ـ على التركيز أكثر على دراسته ـ كما كان يُنصح من قبل أسرته ـ:"فقدت الرغبة في الملاعب والاحتراف لخوفي من تأثيرها على الجانب الدراسي و أنا أدرس الهندسة و كل الأندية لديها معسكرات و يجب أن تكون الأولوية للنادي".

يسكت ثم يُكمل:"عموماً كان يصعُب التقدم في كرة القدم نسبة لعدة مشاكل مثل عدم وجود كشافين في الأندية الصغيرة و اعتماد إدارات الأندية على التسجيل بـ(الواسطات) والمعرفة و هذا سبب ترك كثير من اللاعبين للملاعب و تخليهم عن حلمهم و المواصلة في ملاعب الخماسيات".

وسط الإحباط الذي كان يعيشه لتركه الكرة وجد المدح في المقابل من متابعيه وأصدقائه مع ممارسته لـ "فريستيال فوتبول":"قدمت أول عرض فريستايل لي يوم 04/04/2011 في مسرح أسبوع المهندس الرابع بجامعة أمدرمان الإسلامية وكان أول عرض لي أمام جمهور كبير و مسرح، بعد 5 أشهر من ممارستي للفريستايل كلعبة منفصلة و لكن كنت ألعب كرة القدم و الفريستايل سوياً وقتها وحتى 2012".

اهتمامه بلعبة الفريستايل جعله يكوّن صداقات مع ممارسين لها من مختلف دول العالم:"المجتمع لم يتقبلني لكن كنت ألقى من هؤلاء الدعم"، حتى صوّر أول مقطع فيديو له ونشره على حسابه بمنصة يوتيوب في يوليو 2011:"الجميع بعدما شاهد مهاراتي أخذ ينصحني بالعودة لكرة القدم والملاعب"، بينما لم تكن الرغبة ذاتها عند أسرته:"أهلي بيقولوا أنه بيأخد من وقتي و بيلهيني عن الدراسة وفي الوقت ذاته بعض أصحابي بيقولوا أنه ما بينفعني في الملعب و ضياع للوقت"، كل هذا تغيّر مع احترافه لـ "الفريستايل" ومشاركته في بطولات خارجية:"لم يكن هناك مثالاً للاعب في بلدي احترف اللعبة فيحفزني".

أخذ ـ صاحب الـ 20 عامًا ـ حينها يظهر بعروض بالكرة في شوارع وأماكن عامة في بلاده حتى نظم أول بطولة لـ "الفريستايل فوتبول":"أريد نشر اللعبة و كانت بصالة رياضية في الخرطوم المشاركين 5 و أنا سادسهم و كان الحكام لاعبي كرة قدم وأنا من فزت بلقبها.. ولكن الهدف الأساسي كان تعريف الناس باللعبة ونشرها..وكانت من تنظيمي بالكامل ومن جيبي الخاص".

ردود الأفعال كانت جيدة في بلاده وخارجها فتلقى دعوة مدفوعة التكاليف من اتحاد اللعبة الأفريقي في ديسمبر 2013 ليُشارك ببطولة في عاصمة جنوب أفريقيا، جوهانسبرج"، وكذلك تواصل معه القائمون على Arab Freestyle movement ـ الجهة المسؤولة عن اللعبة في الوطن العربي وقتها ـ وتحملوا تكاليف النسخة الثانية من البطولة التي يُنظمها في بلاده قبل أن ينظمها في نسخ تالية على نفقته ثم توقفت لانشغاله بمشروع تخرجه في الكلية حتى عادت في سبتمبر 2017 وكان العدد أكبرـ 10 لاعبين ـ وكان المسرح كذلك أكبر:"كنت المنظم والحكم وكان هناك جمهور أكثر مما سبق من النسخ".

وبالتوازي مع تنظيمه للبطولة المحلية كان ينشر مقاطع فيديو له على حساباته بمواقع التواصل ودوائر معارفه بممارسي اللعبة تزداد:"أصبحت مصدر دخلي فقدمت عروضاً بقطر عام 2014 بالتزامن مع كأس العالم لدعوة الناس لمشاهدة مباريات كأس العالم بعد دعوة تلقيتها من Arab Freestyle movement لأكون واحدًا من 5 مختارين لتقديم العروض ثم تلقيت دعوة من الاتحاد الأفريقي للمشاركة بالبطولة القارية وتكفلوا بالتكاليف وأحرزت المركز الـ 6 بين 38 مشترك".

وهي العروض التي كانت مدفوعة الثمن فأصبحت تدر عليه الربح أكثر مما كان سيحصل لو استمر في العمل بالهندسة:"مواقع العمل بعيدة والأجور ليست عالية وما أفعله في 5 دقائق قد يضاعف المرتب الشهري من الوظيفة"، كما بدأت نظرة الأهل والأصدقاء تتغير:"سافرت في مارس 2016 للمشاركة ببطولة العرب المفتوحة بالقاهرة، وحصلت على المركز الثالث من أصل 32 مشارك بعد خسارتي في نصف النهائي، ثم حصلت على المركز الثاني عالمياً لمدة سنتين على التوالي 2017 و 2018 في بطولات ينظمها لاعبو فريستايل من روسيا عبر الإنترنت قبل أن أصبح حكماً في نسختي 2019 و2020".

وقبلها كان قد فاز ببطولة نظمتها شركة هواوي هونر عام 2018 ليحصل على تذكرة سفر إلى روسيا؛ حيث كأس العالم:"قدمت بعض العروض هناك و صورت مقاطع فيديو في شوارع موسكو وتسلمت كأس البطولتين اللتان حليت بالمركز الثاني بهما وكانا من تنظيم روسيون"، كما قدم عروضاً لشركات مشروبات غازية عالمية وأخذ الحلم يكبر خطوة تلوة الأخرى:"كان المفروض أن أُشارك بكأس العالم في بولندا بعدها ولكن كان هناك مشكلة في جواز السفر"، كما شارك في بطولة أفريقيا ـ التي استضافتها نيجيريا ـ وحلّ ثالثًا عام 2018 بالتزامن مع تتويجه بالبطولة المحلية التي ينظمها قبل أن يحل رابعًا في البطولة الأفريقية نسخة 2019.

وهي الأمور التي دفعته لمواصلة مشاهدة مقاطع الفيديو للاعبين حول العالم لتطوير مهاراته؛ خاصة مع تأهله لدورة الألعاب الشاطئية في جزيرة سال ـ يونيو 2019 ـ:"لا أعتقد تجيني فرصة مناسبة هنا بس ناوي أجمع مصاريف كويسة من الفريستايل و أطور نفسي بكورسات كويسة و لو لقيت شغل في مجال الهندسة في بيئة أفضل و بلد تانية ممكن أشتغل كمهندس بس الأولوية للفريستايل لو تحسن دخلي فيها ممكن أسيب الهندسة نهائياً بالذات مجال هندسة التعدين شغله في مناطق خلوية و بعيد من المدينة".

فيديو قد يعجبك: