صاحب الكورة 2.. حين "انقلبت الدنيا" في المحلة لمفاوضات الأهلي مع رقم 10

كتب- محمد مصطفى:

ليس الشاذلي وأبو جريشة فقط.. تألق لاعبون كُثر لا ينتمون للأهلي والزمالك، وبقوا في فرقهم ليحققوا مسيرة مشرفة بقمصان ليست بالأحمر أو الأبيض، ليرتبط اسم كلا منهم بناديه ويصبح علامة في ذاكرة مشجعيه.

اللاعب الدولي عبدالعظيم الشورى نجم غزل المحلة، بطل الحلقة الثانية من سلسلة صاحب الكورة، التي نقدمها على مدار شهر رمضان الكريم.

احتشدت الجماهير في ملعب المقاولون العرب لمشاهدة نهائي كأس مصر عام 1993 بين الأهلي وغزل المحلة، لينطلق خالد عيد من الجانب الأيسر ليمرر الكرة بالعرض، لتجد عبد العظيم الشورى الذي تابعها في مرمى أحمد شوبير مسجلا الهدف الأول لزعيم الفلاحين.

"شورى" كما لقبه زملاؤه في ملعب المحلة الشهير المحاط بـ"المداخن" صاحب القميص رقم 10، وقائد جيل التسعينات للفلاحين، سجل 7 أهداف في شباك الأهلي: "معظم المباريات اللي لعبتها أمام الأهلي سجلت فيها، الزمالك أعتقد سجلت هدف أو اثنين فقط".

بدأ الشورى مسيرته مع نادي المحلة في سن الـ15، ليستمر 3 سنوات فقط في الناشئين، وينضم لمنتخب الناشئين مع الكابتن أحمد رفعت، ليعود منه للفريق الأول مباشرة: "كان صعب حد يطلع وسط جيل المحلة في الوقت دا، شوقي غريب، وأحمد حسن، والبطوطي، والزفتاوي، والمشائي".

انضم الشورى لمنتخب محمود الجوهري المتأهل لمونديال 90: "انضميت للمنتخب الأول وعمري 20 سنة، وكنت موجود في المعسكر الأخير قبل كأس العالم".

ويكمل: "الجوهري قرر إرسال المنتخب الثاني لكأس الأمم في الجزائر 90، لخوفه على المنتخب الأول، ليجتمع بي ويبلغني بأنني سأسافر مع المنتخب بقيادة هاني مصطفى إلى الجزائر، قالي إن دي فرصة كويسة للاحتكاك والحصول على الخبرة والرجوع للمنتخب".

ولكن أحس الشورى وقتها أن رسالة الجوهري تمهد لاستبعاده من المونديال: "اتضايقت اني هسافر أشارك في كأس الأمم، كنت عايز أستمر في المنتخب مع الجوهري، بس منطقيا المنتخب كان فيه حسام حسن، وجمال عبدالحميد، وطاهر أبو زيد اللي الجوهري اتعرض لضغوط كبيرة علشان يضمه، فكان صعب إني أكون موجود معاهم."

وبالفعل في المعسكر الأخير قبل المونديال، أعلن الجوهري قائمته والتي خلت من الشورى، مع فوزي جمال، وحسين عبداللطيف، وأيمن شوقي: "اسم النادي بيفرق".

الأهلي والزمالك دائما ما يبحثون عن النجوم بالفرق الأخرى، ولذلك دخل القطبين في مفاوضات مع الشورى، فالجوهري حين كان مديرا فنيا للزمالك طلب ضم الشورى، ولكن مسؤولو المحلة رفضوا، فيما بحث الأهلي عن مهاجم بديلا لحسام حسن الموقوف، وأحمد فيلكس المصاب، ولكن حين علم جمهور المحلة بالأمر "قلبوا عليا الدنيا"، كما قال الشورى.

وأكمل: "الجمهور بيكون بيحب اللعيب بتاعه، علشان كدا مش بيحب يفرط فيه".

ولكن لم يمنع ذلك الشورى من اللعب بقميص المنتخب تحت قيادة راوتر، وطه إسماعيل، كما قاد المحلة في كأس العرب عام 95، ونجح في الوصول لنصف النهائي قبل الخسارة أمام الأفريقي التونسي بهدف ذهبي، ثم الفوز أمام الصفاقسي وتحقيق المركز الثالث، في الوقت الذي ودع فيه الأهلي البطولة مبكرًا.

وعن مباريات الأهلي والزمالك، قال الشورى: "بتكون سهلة لأن المباريات مفتوحة، وفي مساحات، تقدر تستلم وتتحرك".

ويحكي: "حمادة صدقي كان لعبه ناشف، ومع التدخلات وسخونة المباريات كان الأمر بيوصل للتطاول بينا"، ولكنه استدرك ضاحكا: "كل الماتشات اللي سجلت فيها أمام الأهلي خسرناها 3-2، أو 3-1".

وعلق: "الحكام بيميلوا للأهلي، أتذكر مباراة سجلت خلالها هدفا صحيحا وتم إلغاؤه من الحكم محمد ضياء، قابلته بعدها وسألته عن سبب الإلغاء، قالي لي أنا كنت شايفها جول بس حكم الراية هو اللي رفع"

ويتذكر الشورى دوري موسم 93 حين كان المحلة قريبا من اللقب وسط منافسه من الإسماعيلي والأهلي: "كنا سنلاقي الإسماعيلي في المحلة، وإذا فزنا نتصدر الدوري بفارق 6 نقاط، ولكن خسرنا 2-1 بجولين من وسط الملعب بشكل غريب، وبعدها بعدنا والأهلي والإسماعيلي لعبوا ماتش فاصل".

الشورى اشتهر بالقميص رقم 10: "أول ما اتصعدت شوقي غريب أهداني القميص رقم 8، ولكن بعدها رحل الكابتن محمد المشائي، لأحصل على الرقم 10، الرقم جالي وأنا بحبه بس مكنتش طلبته".

وعبر الشورى عن حزنه لابتعاد المحلة عن الدوري الممتاز خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أنه يجب الاهتمام بقطاع الناشئين لبناء فريق لديه انتماء يدافع عن قميص المحلة.