نسور نيجيريا تعود لنهائيات كأس أفريقيا بحلم اللقب الرابع
القاهرة - د ب أ:
بعد غياب عن البطولة لنسختين متتاليتين، يحلم المنتخب النيجيري لكرة القدم بعودة مظفرة جديدة إلى البطولة على غرار ما حدث في آخر مشاركة له بهذا المحفل القاري الكبير.
ويأمل المنتخب النيجيري المفعم بالشباب في عودة قوية إلى البطولة الأفريقية حيث يطمح الفريق إلى معادلة إنجازه في نسخة 2013 والفوز باللقب القاري ليكون الرابع في تاريخ مشاركاته بالبطولة.
وكان منتخب النسور غاب عن نسخة 2012 في غينيا الاستوائية والجابون لكنه عاد إلى البطولة بقوة وانتزع لقبه الثالث في 2013 بجنوب أفريقيا. والآن ، يسعى الفريق لتكرار هذا بعدما غاب عن النسختين الماضيتين في 2015 بغينيا الاستوائية و2017 بالجابون.
وكان غياب المنتخب النيجيري في ثلاث من آخر أربع نسخ صدمة كبيرة للمنظمين والجماهير ووسائل الإعلام في كل من غينيا الاستوائية والجابون المضيفتين لهذه النسخ الثلاث وذلك لما يضمه هذا الفريق من النجوم المحترفين في الخارج.
ولكن المنتخب النيجيري أكد أن غيابه عن النسختين الماضيتين لم يكن سوى كبوة عابرة سرعان ما زالت حيث عاد النسور للتحليق في سماء الكرة الأفريقية ببلوغ نهائيات البطولة المقبلة التي تستضيفها مصر من 21 يونيو الحالي إلى 19 يوليو المقبل.
ورغم فوز نيجيريا بلقب كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات سابقة فحسب ، برز المنتخب النيجيري دائما كأحد أقوى المنتخبات المرشحة للفوز باللقب في جميع بطولات كأس الأمم الأفريقية التي شارك فيها سابقا نظرا لامتلاك الفريق دائما لمقومات الفوز باللقب.
وعندما يشارك المنتخب النيجيري في النسخة المرتقبة من البطولة بمصر خلال الأسابيع المقبلة ، لن يختلف الحال كثيرا حيث سيكون النسور الخضر مرشحين فوق العادة للمنافسة على اللقب.
ويشارك المنتخب النيجيري في نهائيات البطولة للمرة الثامنة عشر على مدار تاريخه علما بأنه تأهل للنهائيات 19 مرة سابقة لكنه انسحب من المشاركة في البطولة عام 1996 لأسباب سياسية.
ويملك المنتخب النيجيري سجلا حافلا في بطولات كأس الأمم الأفريقية حيث فاز باللقب ثلاث مرات في أعوام 1980 على أرضه و1994 في تونس و2013 في جنوب أفريقيا كما أحرز المركز الثاني أربع مرات أعوام 1984 و1988 و1990 و2000 .
وكان الفوز بالمركز الثالث هو الأكثر تحققا في مشاركات الفريق بالبطولة برصيد سبع مرات أعوام 1976 و1978 و1992 و2002 و2004 و2006 و2010 ليكون بذلك من أفضل الفرق الأفريقية إنجازا في هذه البطولة حيث احتل أحد المراكز الثلاثة الأولى في 14 بطولة سابقة.
وخرج الفريق في نسختي 1963 و1982 من الدور الأول للبطولة وفي نسخة 2008 بغانا من دور الثمانية.
وتدين القارة الأفريقية بالكثير لكرة القدم النيجيرية التي ساهمت بقدر رائع في وضع الكرة الأفريقية على الخريطة العالمية سواء من خلال فوز نيجيريا بلقب بطولة كأس العالم الأولى للناشئين (تحت 17 عاما) عام 1985 ثم بنفس اللقب عامي 1993 و2007 أو من خلال فوزها بالميدالية الذهبية للعبة في دورة الألعاب الأولمبية بأتلانتا عام 1996 .
كما لعب المنتخب النيجيري الأول دورا بارزا في نيل أفريقيا لمزيد من الاحترام والتقدير بالإضافة لزيادة مقاعد القارة السمراء بنهائيات كأس العالم من خلال الأداء المتميز له في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة والتي كاد الفريق أن يصل فيها لدور الثمانية في أول مشاركة له بالبطولة.
ورغم النجاح الكبير للمنتخب النيجيري على مدار تاريخه ومنذ أن خاض أول مباراة له في أكتوبر عام 1949 عندما كانت نيجيريا ما زالت تحت سيطرة الاستعمار البريطاني ، نال الفريق صفعة قوية اثر فشله في الوصول لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا حيث انتزع منه المنتخب الأنجولي صاحب التاريخ المتواضع بطاقة التأهل للنهائيات.
ولكن الفريق عاد مجددا إلى نهائيات كأس العالم من خلال البطولة التالية التي استضافتها جنوب أفريقيا عام 2010 ولم يغب عن النهائيات منذ ذلك الوقت حيث شارك أيضا في نسختي 2014 بالبرازيل و2018 بروسيا وبلغ دور الستة عشر في مونديال 2014 .
ورغم هذا ، غاب الفريق عن ثلاث من آخر أربع نسخ سابقة للبطولة الأفريقية ولم يكسر حدة هذا الإخفاق سوى الفوز باللقب في 2013 وهو ما يسعى الفريق لتكراره في نسخة 2019 .
ولا يختلف اثنان على أن حقبة التسعينيات من القرن الماضي ومطلع القرن الحالي شهدت الجيل الذهبي لكرة القدم النيجيرية بقيادة النجم الراحل رشيدي يكيني الذي قاد الفريق للفوز بكأس أفريقيا 1994 ودانيال أموكاشي وصنداي أوليسيه وأوجستين جاي جاي أوكوشا الذي كان من أبرز لاعبي الفريق على مدار سنوات طويلة.
ولكن الجيل الحالي للمنتخب النيجيري يستطيع تكرار إنجازات الجيل الماضي حيث يضم الفريق حاليا عددا من الأسماء البارزة اكتسبوا خبراتهم عبر احترافهم في أوروبا رغم صغر سنهم.
ويبرز من اللاعبين في هذا الجيل لاعب خط الوسط جون ميكيل أوبي لاعب تشيلسي الإنجليزي سابقا وميدلسبروه الإنجليزي حاليا وكينيث أوميرو مدافع ليجانيس الإسباني وأحمد موسى لاعب خط وسط النصر بطل الدوري السعودي وأليكس إيوبي نجم أرسنال الإنجليزي وويلفريد نديدي لاعب ليستر سيتي الإنجليزي وموزيس سايمون لاعب ليفانتي الإسباني وأوديون إيجالو مهاجم شنغهاي شينخوا الصيني.
وقد تكون المشكلة الوحيدة في صفوف الفريق هي أن خط الهجوم الذي كان أبرز نقاط قوة الفريق في الماضي مع وجود نجوم مثل إيمانويل أمونيكي وإيكتشوكو أوتشي لا يضم حاليا من أصحاب الخبرة والشهرة سوى إيجالو.
وشق المنتخب النيجيري طريقه بنجاح في التصفيات المؤهلة للبطولة حيث تصدر المجموعة الخامسة بالتصفيات برصيد 13 نقطة بفارق نقطة واحدة أمام منتخب جنوب أفريقيا الذي رافقه إلى النهائيات.
ويقود الفريق في البطولة المقبلة المدرب الألماني جيرنوت رور الذي يتولى تدريب الفريق منذ 2016 ويحظى بخبرة كبيرة في الكرة الأفريقية حيث تولى من قبل تدريب منتخبات بوركينا فاسو والنيجر والجابون.
ويستهل المنتخب النيجيري مسيرته في البطولة بمجموعة قد يحسده عليها كثيرون وهي المجموعة الثانية التي تضم معه منتخبات غينيا متوسط المستوى وبوروندي ومدغشقر اللذين يخوضان البطولة للمرة الأولى.
ولهذا ، قد تصبح مسيرة الفريق في المجموعة بمثابة استعداد جيد ورسمي لما يمكن أن يواجهه من اختبارات أكثر صعوبة في المباريات التالية.
فيديو قد يعجبك: