تحليل.. لماذا سقط الأهلي أمام النجم؟ 3 ظروف ودرس مبكر
كتب- أيمن جيلبرتو:
أنهى الأهلي أولى مبارياته في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، أمام النجم الساحلي التونسي، بالخسارة، وجاءت الظروف العكسية لتحبط أولى مغامرات السويسري رينيه فايلر.
الأهلي خسر بهدف نظيف في ملعب رادس بتونس أمام النجم الساحلي، وهي أول خسارة للفريق تحت قيادة السويسري فايلر، منذ تولى القيادة الفنية للفريق خلفا لمارتن لاسارتي.
ظهر الأهلي بشكل جيد أمام النجم الساحلي، وساهم فايلر في الفترة الأخيرة في أن يُعيد للأهلي جزءًا كبيرًا من "هيبته" أمام منافسيه، فالفريق الساحلي ومع الرغم من النقص العددي في صفوف الأهلي لم يستطع فرض أسلوبه على ملعبه ووسط جماهيره.
مفاجأة التشكيل
فورما أعلن السويسري رينيه فايلر عن تشكيل مباراة الفريق أمام النجم الساحلي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي "جدلا" بسبب طريقة اللعب، والمغامرة التي قرر أن يبدأ بها فايلر مشواره بمجموعات أفريقيا مع الأهلي.
اختار فايلر أن يلعب بنفس طريقة اللعب التي خاض بها الأهلي مباراة الجونة في الدوري، مع تعديل في بعض الأسماء بإشراك أحمد فتحي في مركز المدافع الأيمن منذ البداية، وكذلك الدفع برمضان صبحي في الوسط المهاجم، وإعادة أجايي في مركز المهاجم الصريح.
الطرد
وعندما كان الأهلي مسيطرا على مجريات الأمور، يشهر الحكم البتسواني جوشو بوندو حكم المباراة البطاقة الحمراء بشكل مباشر في وجه أيمن أشرف، مدافع النادي الأهلي في الدقيقة 13 من أحداث المباراة.
وتُعد البطاقة الحمراء والقرار المثير للجدل من حكم المباراة البتسواني أول الظروف الصعبة في المباراة تقف أمام مغامرة رينيه فايلر وتشكيلته الهجومية أملا في خطف انتصار والعودة للقاهرة بثلاث نقاط.
فايلر حاول كسب بعض الوقت بعدم إجراء أي تغيير مبكر، فقام بإعادة عمرو السولية لمركز قبل الدفاع بجوار رامي ربيعة، وتولى أفشة مهمة وسط الملعب، واستمر الرباعي الأمامي كما هو.
وعلى عكس المتوقع، أجرى رينيه فايلر التغيير بإشراك محمد هاني المدافع الأيمن وليس ياسر إبراهيم قلب الدفاع بدلا من وليد سليمان، وبدلا من الاستعانة به في مركز قلب الدفاع كما حدث في مباراة الزمالك بكأس السوبر، تواجد فتحي بجوار ربيعة ولعب هاني في مركزه.
أنهى الأهلي الشوط الأول متعادلا، لم يكن للنجم الساحلي سوى فرصة وحيدة على مرمى محمد الشناوي مرت بجوار القائم.
خطأ تمركز
وبعد مرور 5 دقائق من انطلاق شوط المباراة الثاني، تسبب خطأ في تمركز خط الدفاع، خاصة بعد تأخر رامي ربيعة في العودة لمكانه وعدم وجود تغطية عكسية بالشكل السليم من محمد هاني أدت لاهتزاز شباك الأهلي بهدف المباراة.
يُحسب للأهلي تماسكه بعد الهدف، وعدم تأثره بأجواء الملعب رغم النقص العددي بين صفوفه، لكن كانت الأزمة ان الاستحواذ لم يكن إيجابيا بالشكل الأمثل، ولم يستغل الأهلي مهارات بعيدة عن الاختراق من عمق وأطراف النجم الساحلي لفك التكتل الدفاعي.
قام رينيه فايلر بإشراك وليد أزارو بدلا من حسين الشحات، ليتجه جونيور أجايي لشغل مركز الجناح، مع التواجد في منطقة الجزاء كمهاجم ثاني بجوار أزارو في بعض الكرات، لكن لم تشكل عرضيات الأهلي أي خطورة، سوى فرصة واحدة لعبها أجايي في يد الحارس.
إصابة معلول
الضربة الثالثة كانت في منتصف الشوط الثاني، عندما تعرض علي معلول للإصابة في العضلة الضامة ولم يستطع إكمال المباراة، ليقوم فايلر بإشراك المالي أليو ديانج في منتصف الملعب، ليلعب فتحي في ثالث مركز له بالمباراة "مدافع أيسر".
وظهر في الربع الأخير من المباراة مغامرة جديدة من فايلر عندما ظهر السولية في منتصف الملعب بجوار ديانج وأفشه، ليترك رامي ربيعة قلب دفاع وحده بجواره على اليمين محمد هاني وعلى اليسار أحمد فتحي.
الدقائق الأخيرة من المباراة فرض الأهلي "المنقوص" عدديا حصارا على النجم الساحلي وظهر رامي ربيعة وحدة في الخلف، وجميع اللاعبين في الخطوط الأمامية أملا في خطف هدف، ومع ذلك كان هناك ارتداد سريع في هجمات قليلة للنجم الساحلي مرت بسلام.
ما يُحسب لفايلر
من الصعب على أي مدرب عندما تجتمع كل الظروف ضد فريقه في وقت واحد، بين قرار تحكيمي صادم بطرد أحد لاعبيه في قلب الدفاع في ظل نقص عددي بهذا المركز، بجانب تلقي هدفا من خطأ وحيد وقت كان الفريق يسير بشكل جيد، ثم إصابة أبرز لاعبيه أن يظهر بهذا الثبات ويكون متحكما في مجريات الأمور.
أول تجربة أفريقية حقيقية لفايلر في مشواره مع الأهلي لم تكن ظروفها مثالية ليستمر في تحقيق نتائجه الإيجابية منذ تواجد مع الفريق، لكن التماسك ومحاولة خلق أكثر من سيناريو داخل الملعب أكثر ما يُحسب للمدرب واللاعبين.
خسر الأهلي المباراة وفقد أول ثلاث نقاط أو حتى أول نقطة له في مجموعات أفريقيا، لكن الشعور العام أنه لم يكن هناك تخاذل أو استسلام.
ما يُحسب للسويسري أيضا تصريحاته بالمؤتمر الصحفي بعد المباراة، وعدم تعليق الخسارة على "شماعات" التحكيم والنقص العددي، كان واقعيا عندما تحدث عن أفضلية فريقه لكن مع الفشل في خلق فرص حقيقية.
عدم انفراط عقد الفريق بعد الطرد مؤشر جيد لما هو قادم، وأن المدرب يستطيع فرض اسلوبه ويواصل سيطرته على الفريق، وهو أمر افتقده من سبقوه في مواقف مشابهة، وهو ما يؤكد أن تجربة فايلر مع الأهلي قد تكون مختلفة لو استطاع المدرب الخروج سريعا من اي مأزق.
درس مُبكر
تُعد مباراة الأهلي والنجم بمثابة "درس مُبكر" للسويسري رينيه فايلر في مشواره الأفريقي مع الأهلي، البداية المتعثرة والظروف التي حدثت في المباراة من الممكن أن تساهم في استيعاب المدرب لما ينتظره في القارة الأفريقية.
الأهلي مازال يمتلك 3 مباريات على ملعبه، بجانب مباراتين خارج الديار، وبالتالي فالوقت مازال مبكرا أمام فايلر لاستيعاب كيفية التعامل مع مباريات دوري أبطال أفريقيا، وتجهيز لاعبيا "نفسيا" قبل "فنيا" لما ينتظرهم حتى لا تتكرر أخطاء الماضي.
وأبرزت المباراة ضرورة الاستفادة من قدرات المالي أليو ديانج بشكل أكبر وأن يصبح له دور أكبر في وسط ملعب الأهلي، وضرورة تجهيز ياسر ابراهيم وسرعة استعادة محمود متولي لتعويض النقص العددي في مركز قلب الدفاع.
الأمر الأخر، هو ضرورة أن يتحلى لاعبون أمثال رمضان صبحي وحسين الشحات بالهدوء، وعدم الاستسلام لاستفزازات الخصم حتى لا يخسرهم الفريق في مباريات أخرى بسبب إيقافات قد تحدث لهما، بجانب الخسارة الفنية داخل الملعب.
أما الدرس الأخير، فهو "إداري" بضرورة أن تعمل إدارة الأهلي ومسؤولي قطاع الكرة على ملف كرة القدم الأفريقية بشكل أقوى وبتركيز شديد، خاصة فيما يخص تعينات الحكام والأمور الاستفزازية والعقوبات، يجب أن يتم حماية الفريق بالشكل الأمثل لكي يعمل المدرب دون أي ضغوط خارجية.
فيديو قد يعجبك: