صلاح.. حلم أفريقي مستمر

تقرير ـ مصطفى الجريتلي:

في 5 يناير 2018 قطع محمد صلاح أكثر من 4500 ميل من العاصمة البريطانية، لندن للوصول إلى العاصمة الغانية، أكرا؛ لتحقيق حلم سبق وكشف عنه في نوفمبر 2014 برده على أحد متابعيه بموقع انستغرام قائلاً:"أنا مش هترشح ليها أنا هكسبها إن شاء الله"، بعدما قارن متابعه بين حال ابن مركز نجريج وصديقيه عمرو جمال ومحمد النني الذي نشر صلاح صورة لهما يهنأهما بترشحهما لجائزة أفضل لاعب في أفريقيا.

حينها احتفل صلاح من عاصمة غانا،"أكرا" بقوله:"أهدي الجائزة لكل أطفال أفريقيا وفي مصر وأقول لهم لا تتوقفوا عن الحلم وعن تصديق حلمكم"، بعد تغلبه على نظيره في ليفربول، السنغالي ساديو مانيه و الجابوني أوباميانج الذي توّج بالجائزة في 2015.

ولكن يبدو أن صلاح ـ الذي أراد من الأطفال الحلم ـ أراد للطفل بداخله أيضًا مواصلة الحلم والتتويج بها للمرة الثانية على التوالي في الحفل الذي قطع لأجله أكثر من 3500 ميل اليوم الثلاثاء 8 يناير 2019، من العاصمة البريطانية إلى العاصمة السنغالية، داكار، متغلبًا على ذات الثنائي السنغالي ساديو مانيه ـ في عقر داره ـ والجابوني إيرك أوباميانج.

صلاح الذي توّج بالجائزة أمام جمع مع نجوم الكرة الأفريقية ورؤسائها، قال بعد حصوله عليها:"لا أصدق أن عامًا مر على وقوفي هنا.. هي جائزة مميزة لي لأني رأيتها وأنا صغير وكنت أحلم بالفوز بها لذا أنا فخور بالفوز بها مرتين متتاليين أهدي الجائزة لأسرتي وكل من وقف معي ولبلدي مصر".

لتأخذ علاقة صلاح والجائزة منحنى أخر فهو الآن اللاعب العربي الوحيد الذي يتوّج بها مرتين ولكن هذا لا يشغل بال محترفنا في صفوف ليفربول؛ حيث قال حينما وُجه له سؤالًا بالمؤتمر الصحفي قبل الإعلان عن الجائزة اليوم 8 يناير 2019:"لا يُهمني أن أكون أفضل من أحد ولكنني أتمنى التتويج بها اليوم للمرة الثانية والفوز بها ثالثًا ورابعًا".

فسبق صلاح في التتويج بالجائزة مرتين كلاً من النيجيري نوانكو كانو عامي 1996 و 1999 والسنغالي الحج ضيوف عامي 2001 و 2002 و الإيفواري ديديه دروجبا عامي 2006 و 2009 بينما توّج الكاميروني صامويل إيتو بها 4 مرات أعوام:"2003، 2004، 2005، 2010" وكذلك الإيفواري يحيى توريه أعوام:"2011، 2012، 2013، 2014".. فهل يُكررها صلاح للمرة الثالثة في العام المقبل ويقترب خطوة أخرى نحو كتابة التاريخ!