تحليل .. لماذا لا يسجل صلاح؟

كتب - محمد يسري رمشد:

أثار مستوى محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي الجدل فى مواجهة باريس سان جيرمان فى ظهوره الأول هذا العام بدوري الأبطال الجدل على الرغم من فوز الريدز 3-2 ليبدأ الحديث حول أداء اللاعب ومقارنته بالموسم الماضى.

وقدم صلاح موسماً استثنائياً مع ليفربول بول سجل خلاله 44 وصنع 16 هدفاً فى 56 مباراة ليتوج بجائزتي هداف الدوري الإنجليزي وأفضل لاعب بالإضافة إلى منافسته على جائزة أفضل لاعب فى أوروبا والعالم.

صلاح لم يقدم موسماً رقمياً هو الأفضل فى مشواره الكروي فقط بل أظهر مهارات ولمسات فنية رائعة وضعته فى المقارنة من نجوم العالم وهو ما خفت منذ بداية هذا الموسم فلماذا؟

1- نفسياً
يبدو أن الموسم الماضى أصبح يمثل عبئاً نفسياً على صلاح ، يسعي للرد على أن تألقه لم يكن بالصدفة أو مجرد حدثاً استثنائياً حالفه فى التوفيق وبالتالي ظهرت رغبة اللاعب فى التسجيل والتمرير والتسديد بطريقة أكثر تعقيداً، يريد صلاح اضفاء لمسة جمالية على كل ما يفعله ويتأثر بكل خطأ وفى ظل توتره (وهو من الشخصيات التى تفكر وتتضع فى الاعتبار ما يكتب) ظهر بعيداً عن مستواه فالتقط صديقه محمد أبو تريكة ونصحه ببساطة وبلغة كروية سهلة "العب السهل".

ابقى مبتسماً كعادتك، لا ترهق نفسك بالموسم الماضى ولا تبالي بالأخطاء فكم من مباريات ساعدت فيها فريقك، أحرص فقط على عدم اللامبالاة والاستفادة من اخطاءك، وأعلم أنك فى هذه المرحلة ليس مطلوب منك أن تكرر ما فعلته أو تتفوق عليه فى الموسم الماضي ، ابق قريباً فقط واستمتع.

2- إدارياً
يقودنا الحديث عن الجانب النفسي إلى أزمات صلاح مع اتحاد الكرة التى بدون شك شتته أخرجته عن تركيزه وصمته فى أوقات كثيرة ، تعرض اللاعب للإنتقادات من مريدين والألة الإعلامية ومناصري مجلس إدارة اتحاد الكرة ليصور اللاعب على أنه المغرور المتعالي المتعجرف وهو يطالب بابسط حقوقه، أريد أن أخلد للنوم دون أن استيقظ علي معجب يلتقط معي صورة تذكارية ، اريد عدم استغلال اسمي بما يتنافى مع قواعد الاحتراف والحقوق أريد الإحترام.

صلاح على حق فى كثير من ما طلبه فقط يحتاج إلى من يدير له أزمته دون تأثير عليه، أن يترك هذه الأمور لفريق عمل ، يفرغ نفسه لكرة القدم ولا يدخل طرفاً فى الصراع الذى شاء القدر أن يدخله فيه مع منظومة تفتقر إلى مبادىء الإدارة وامامها سنوات ضوئية لمعرفة معنى الإحتراف.

3- فنياً
صلاح عليه أن يطور من نفسه ومن أسلوبه وأن يعي هو ومن ينتقده ويؤيده أنه أصبح من أهم نجوم العالم وأن مواجهته والحذر منه ستتضاعف، ربما ستبني خطط منافسه على ايقافه والرقابة الفردية له وغلق المساحات أمامه وعليه أن يطور ويبذل جهد أكبر، يجدد دوافعه لإثبات نفسه وليس إثبات تألقه لم يكن صدفة، يلعب وكأنه موسمه الأول.

4- بدنياً
صلاح الأن ليس فى كامل لياقته وحالتة البدنية تماماً ، عاني من إصابة ابعدته وأظن أنه ما زال يعاني من أثارها، ويتملكه الخوف"الطبيعي" فى أى التحام، هذه الحالة بالتدريج ستخبو، مازال مومو فى بداية الموسم ومقارنة نهاية موسمه بالبداية ليس منطقياً، مع الوقت سيتحسن وعليه أن يكون فى الموعد عندما يتحسن.

5-الجماعية
ماني ، تحول السنغالي العدو الأكبر لصلاح أو صور كذلك، ربما ضربته الغيرة بموسم صلاح السابق فيريد أن يحصل هو على هذا المجد، يبدو الاتهام منطقياً طبقاً للنفس البشرية التى تسلك هذا الإتجاه ولكن سجل ماني يؤكد أنه لا يتعمد ، ماني يفكر دائماً فى الإنهاء بنفسه أولاً ، سيفعل هذا مع صلاح وحتى لو لعب مع ميسي أو رونالدو هذه طبيعته التى يجب أن يتعايش معها صلاح حتى لا يؤثر على مستواه ويرهق نفسه بالتفكير داخل المباراة عن اسباب أنانية ماني.

6-رقمياً
حتي الأن صلاح يؤدي بصورة لا بأس بها على الصعيد الرقمي، صنع هدفين وسجل هدفين فى 6 مباريات، نجوم أخرين فى العالم أرقامهم حتى الأن أقل من مومو الأزمة هنا ليس فى الأرقام ولكن أن تحظي بأهمية مبالغ فيها وتصعد للأولوية.

حل هذه المشكلة فى صلاح نفسه، على نجم ليفربول ان يتخلص من عبىء الموسم الماضى، أن يفكر فى الاستمتاع والسهل الممتنع ، أن يخرج من خانة صلاح 2018 ومقارنته بصلاح 2019 أن ينحى الشويشال ميديا جانباً ، يفكرة فى كرة القدم فقط بعيداً عن الأرقام.