مصريون في تايلاند (1).. "أميجو" صديق محمد صلاح الذي تعرض للخداع في بداية احترافه
كتب ـ مصطفى الجريتلي:
"كان لابد من المغامرة.. أنا في سن الـ 24 ونادي (تلا) لا يوافق على العروض التي تصلني ويُبالغ في المقابل المادي وكان لابد أن أحقق حلمي الذي يُناسب إمكانياتي.. نعم مغامرة مادية صعبة جداً جعلتني أجمع 40 ألف جنيه لأسافر ولكنني الآن راضي بالواقع الحالي".. بهذه الكلمات بدأ محمد عثمان، الشهير بـ "أميجو فيجو"، لاعب نادي أنتونج سيمورك التايلاندي حديثه لمصراوي في أول حلقات سلسلة "مصريون في تايلاند".
الدوري التايلاندي أصبح وجهة للاعبين المصريين في السنوات القليلة الماضية وهو ما دفعنا لتسليط الضوء على محترفينا هناك بالتواصل معهم لسرد رحلتهم في سلسلة حلقات ستحمل اسم "مصريون في تايلاند".
محمد عثمان، البالغ من العمر 25 سنة بدأ مسيرته الرياضية في نادي المقاولون طنطا:"بدأت في ذات العام الذي فُتح به النادي أبوابه وكان معي محمد صلاح ولكنني كنت مواليد 1993 وهو 92 ولكننا كنا أصدقاء فهو من بلد بجواري".
وكما كان يتقدم صلاح على عثمان في العمر بعام سافر "مو" إلى نادي المقاولون العرب في منطقة الجبل الأخضر قبل "أميجو":"كنا على تواصل وجلسنا سوياً في استراحة المقاولون العرب للاعبين المغتربين وعمل على مساعدتي عند وصولي القاهرة في البداية لخبرته التي تكونت وكذلك كان معنا محمد النني".
ولكن عثمان لم يكن في الفئة العمرية ذاتها فكان له فريقاً مختلفاً:"عمرو أبو المجد، رئيس قطاع الناشئين حينها وأحمد سعيد المدير الفني لفريقي كانا يعاملوني جيداً ووفرا لي التواجد في الاستراحة وكانا يعملان على تصعيدي مثل صلاح والنني فرفض سعيد الشيشيني حينها عرضاً لبيعي لوادي دجلة ولكنني ظللت بالمقاولون حتى فريق 20 سنة؛ حيث انضممت لمنتخب ربيع ياسمين 1993 وفي أحد التجمعات أُصبت بقطع في الرباط الصليبي".
الرباط الصليبي لم تكن الأزمة الوحيدة حينها بالنسبة للاعب صاحب الـ 20 سنة:"ظللت في المنزل 20 شهراً بسبب تشخيص خاطيء من طبيب وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع مسؤولي نادي النصر الليبي عن ضمي وحينما عدت من الإصابة انضممت للمصرية للإتصالات بالدرجة الثانية مع صديقي أحمد حميدو ولعبت معهم لمدة موسم فريق أول 2013/2014".
وتنقل بعدها عثمان بين عدة أندية في الممتاز "ب":"انضممت لنادي صيد المحلة ولكنني لم أكن سعيداً فلم أحصل على مستحقاتي المالية في الوقت الذي كان يتحدث معي عماد سرور، المدير الفني لتلا يومياً للانضمام لفريقه وفعليًا لعبت معهم لمدة موسمين الأول تأهلنا لدورة الترقي ولكن لم نصعد وبالموسم الثاني صعدنا للقسم الثاني ثم وصلتني عدة عروض ولكن رفضها رئيس النادي وغالى في المطالب المادية".
موسم يمر تلو الأخر وحلم عثمان يبتعد:"وجدت أن عمري اقترب من 24 سنة وهو في مجال الكرة يُعني إنني لم أعد صغيراً فقررت السفر في البداية تواصلت مع وكيل لاعبين مصري أخبرني أنه سيحضر لي فترة معايشة في الأردن في أكتوبر الماضي ولكن حينما تحدثت مع إيهاب المصري، لاعب المقاولون السابق واليرموك الأردني الحالي الذي كان لي به علاقة أخبرني أن الأمر لن يكون مُجديًا لاكتمال الأجانب بالفريق الذي كنت سأسافر له".
قرر أميجو توفير ثمن التذكرة التي كان سيتحملها للسفر إلى الأردن لخوض فترة المعايشة والتفكير في حل أخر:"توصلت مع صديق لي كان انتقل للدوري التايلاندي وأوصلني بوكيل لاعبين هناك وأرسلت له مقاطع فيديو لي وجهزت أوراقي وأخبرني أن هناك ناديين يريدان التعاقد معي بعد رؤيتهما لملخص لمسات لي".
أميجو وفر مبلغ وصل إلى 40 ألف جنيه للسفر إلى تايلاند وتحقيق حلم الاحتراف:"لم يكن الأمر سهلاً ولكن كما قلت لك العمر يمر وكان لابد من المغامرة ولكنني صُدمت لأن مدرب الفريق الذي أخبرني الوكيل أنه يريدني كان يرغب في التعاقد مع مساك وأنا في الأساس ديفندر فحينما شاركت بالمباراة الودية أخبرني المدرب أن الأنسب لي اللعب في مركزي".
لم تكن هذه الفترة بالسهلة على اللاعب البالغ من العمر 24 سنة:"كل شيء كان صعب: الأكل، اللغة، التعامل مع المحيطين بك، التفكير في المستقبل الأمور كانت صعبة للغاية ولكن من حسن حظي أن هناك بطولة في تايلاند تُسمى كاس يُمكن لأي لاعب المشاركة بها بجواز سفره فظهرت بصورة جيدة وسجلت هدفاً وحصلت على ركلة جزاء وتحدث معي حينها مدرب فريق الرديف لأحد الأندية بالدوري الممتاز بتايلاند ولكن للأسف كان الفريق ضم الـ 5 أجانب".
وهنا بدأ أميجو يشعر بأن الفرصة ستأتيه فخلال شهر من التواجد في تايلاند استطاع بمساعدة وكيله الحصول على عرض:"انضممت لفريق نتونج سيمورك في الدرجة الثانية وهناك العقود تكون لمدة موسم والحمدلله شاركت معه في 11 مباراة كان في المركز الثاني عشر حينما جئت وأنهينا البطولة مؤخراً ونحن في المركز 7".
ليعود أميجو ـ الذي فضل أن يرتدي القميص 74 تكريماً لضحايا جمهور الأهلي في واقعة بورسعيد ـ إلى مصر مرة أخرى بعد احترافه:"الحمدلله سعيد جداً وراضي بما أنا عليه فجائتني عروضاً للاحتراف في ماليزيا، كامبوديا، كوسوفو، صربيا وأندية قوية بالدرجة الثانية في تايلاند تريد ضمني ولكن لم أحسم موقفي بعد".
وهل اللعب في الدرجة الثانية يرضي طموح أميجو؟:"أحببت تايلاند والملاعب والأجواء هناك قد تفوق بعض الأندية في الدوري الممتاز بمصر وفي المدينة التي أتواجد بها أتعامل معاملة جيدة جداً ويعرفني المارة في الشارع ويسمونني أميجو صلاح وليس أميجو المصري والإدارة تقدرني كلاعب وهناك ماديًا أفضل الحمدلله الوضع جيد وكل موسم قيمتك تزداد ولكن أدرس العروض الحالية".
وهو الأمر الذي يسعده:"الجميع هنا يُحب صلاح، ليفربول لديه شعبية كبيرة هنا وأكون سعيد حينما يتحدثون معي عن صلاح أو حينما يسألني أحدهم عن جنسيتي فأخبره أني مصر فيسألني عن مو.. نعم لا نتواصل حالياً ولكنني سعيد جداً له".
ولكن في النهاية هل هذا يشعره أنه أصبح لاعبًا محترفًا؟:"أهلي في طنطا يتعاملون معي كلاعب محترف ويضعون عليّ أمالاً للمضي في خطوات أكبر خلال الفترة المقبلة وطموحي أن أواصل في الخارج لفترة أطول".
فيديو قد يعجبك: