تحليل .. كارتيرون يضحي بـ "فاعلية" الأهلي بدلاً من حياته فى ليلة "العجز" أمام النجمة
كتب - محمد يسري مرشد:
"أضحي بنفسي من أجل التتويج ببطولة دوري أبطال أفريقيا" .. تصريح دغدغ المشاعر أطلقه باتريس كارتيرون بعد فشل إدارة الأهلي فى التعاقد مع مدير فني أجنبي خلفاً " للمعتذر" حسام البدري ذهب بالفرنسي إلى مقعد الرجل الأول بنادي القرن بمفرده دون شروط ليبدأ رحلة ربما ساعده فيها ذكاءه فى وسط يسير وراء العواطف بصورة كبيرة.
جاء كارتيرون ليقدم نفسه كخبير فى القارة الإفريقية ومتمرس فى اكتشاف الشباب والناشئين وتقديمهم ومنحهم الفرص ضارباً المثل بتجربتيه فى مازيمبي ووادي دجلة إلا إنه عملياً لم يختلف عن سلفه حسام البدري، نفس الأسلوب والطريقة مضيفاً إليها بصمته الخاصة التى حملت غموضاً وخاصة فى تدخلاته الفنية وتحفظه الشديد الذى يناسب دجلة أكثر من الأهلي.
4-2-3-1 نفس الطريقة بنفس الأسلوب بتغير محفوظ بالدفع بأيمن أشرف ليلعب مع معلول الذى هبط أداءه بشده ، صانع الألعاب مازال لغزاً ، اللعب على الأرض والاستحواذ على الكرة تحول إلى كرة عتيقة فى الهواء تنتظر الكرة الثانية ، هفوة من الخصم، لطشة من هنا أو هناك بعد تحويل طريقة اللاعب إلى 4-4-2 أو 4-1-3-2 والنتيجة أداء سيىء فى أغلب المباريات تحسن نسبياً فى الشوط الثاني أمام مدافع هزيل مثل تاون شيب البتسواني.
بلغة الأرقام كارتيرون فى خلال 5 مباريات حقق ثاني أفضل بداية وسط الثلاثي الأجنبي الأخر الذى سبقه، مارتن يول، جوزيه بيسيرو، خوان كارلوس جاريدو ولكن من حيث الجودة والاسماء التى بجوزته ربما قدم الأسوأ تكتكياً أمام جميع منافسيه.
يول فاز فى أول 4 مباريات وتعادل فى واحدة ، وجاء كاريترون فى المركز الثاني بالفوز بثلاث مباريات والتعادل مرتين ومن خلفه بيسيرو الى فاز فى ثلاثة مباريات وهزم مرتين فيما يتذيل جاريدو القائمة فى أول خمس مباريات مع الوضع فى الإعتبار أنه فاز بالسوبر على الزمالك.
لا تعرف هل حظ الأهلي عثر فى حقبة ما بعد جوزيه أم أن الإختيار دائماً يأتي متسرعاً غير مدروس ينظر للاسم أو التأكيدات أو يسير خلف العواطف؟
كارتيرون الذى من المفترض أنه يمنح الفرصة للشباب أطاح بأحمد علاء من الحسابات ، رفض أحمد حمدي فى معسكر كراوتيا فى قرار صارم دون تدرج فى توقيع عقوبات أو غرامات، جمد أكرم توفيق، لا يري صلاح محسن أغلي مهاجم فى تاريخ الدوري ، ووافق على بقاء عمار حمدي والجبالي والبدري والجزار فى الناشئين رافضاً منحهم حتى الفرصة فى البطولة العربية .
ربما لم يملك كارتيرون من أمره شيئاً وهو يعمل وسط إدارة عشوائية تختار الصفقات والجهاز الفني ثم تختار المدير الفني، تتعاقد وتتراجع، تختار صفقات للمستقبل لتجمد، تقيد لاعبين قبل غلق القيد بربع ساعة ، تترك موسم التعاقدات للمصايف والأعمال الخاصة، لا تعرف فلسفتها أو رؤيتها ولا تعرف مؤهلاتهم بخلاف أنهم أهل الثقة.
الحسنة الوحيدة لكارتيرون ؟ ساليف كوليبالي فقط، الصفقة التى أثارت الجدل كانت الأفضل، لاعب بارع فى الكرات الهوائية سجل ومنح النقاط للأهلي ، لاعب متزن لا يعرف التهور كأقرانه فى أفريقيا يعيبه فقط البطأ ولكنه أنقذ وغيابه مؤثر ودور التكتكي مؤثر بشدة .
من المبكر الحكم على المدرب؟ إذا كان المدير الفنى يسعي للتطوير والبناء ويقدم مؤشرات وتدعمه إدارة منظمة تملك رؤية وخطة طموحة وكفاءات فقد يكون الحكم مبكراً ، أما إذ المدرب يكرر نفس أخطاء من سبقه والإدارة تكرر نفس الأخطاء فمن أين تأتي النتائج المختلفة ، فمن الغباء تكرار نفس الأمر بنفس الكيفية وسط نفس الظروف وانتظار نتائج مختلفة.
فيديو قد يعجبك: