فلاش رمضان (2).. حينما ودع الفراعنة أمم إفريقيا 1996 بهزيمة مفاجئة

كتب ـ مصطفى الجريتلي وريهام حمدي:

فلاش رمضان" 4 حلقات يتم نشرها تباعاً على موقع مصراوي خلال شهر رمضان؛ حيث تتناول حكاية 4 مباريات هامة للأندية والمنتخب المصري خاضها اللاعبون في شهر رمضان يرويها أبطالها.

اقرأ أيضاً: فلاش رمضان (1).. حين احتل الاسماعيلي المنزه رغم خدعة الترجي وسط "علقة موت"

وكان المنتخب المصري الذي يقوده حينها المدرب الهولندي رود كرول قد وقع في مجموعة ضمت جنوب أفريقيا "صاحب الأرض"، الكاميرون وأنجولا؛ حيث فاز على أنجولا بهدفين مقابل هدف سجلهما أحمد الكاس قبل أن يُهزم بذات النتيجة أمام الكاميرون ثم يفوز على صاحب الأرض بهدف نظيف سجله أحمد الكاس ليتأهل إلى دور 8.

"فزنا في المباراة التي سبقتها على جنوب أفريقيا وهنا أتذكر موقفاً صعباً وهو تصريح مدربها أننا سنعود على الجمال بعد أن يهزمنا ليتأهل هو بدلاً منا فحفزنا رود كرول بهذه الجملة قبل اللقاء ففزنا بهدف أحمد الكاس واحتفلنا بقوة أمامه".. كانت هذه واحدة من أبرز ذكريات سمير كمونة، لاعب المنتخب حينها عن البطولة.

وأشار كمونة، صاحب هدف مصر الوحيد في مرمى زامبيا بالمباراة ـ إلى إن المران الذي كان يسبق المباراة بثلاثة أيام كان يتدرب على التصويب على المرمى :"كنت مميزاً في ذلك"، وتحدث معي حازم إمام قائلاً:"ألن تُسجل لنا هدفاً من تصويبة؟".. وخلال المباراة هيأ له حازم وأحمد الكأس الكرة التي صوبها في نهاية الشوط الأول مُعلناً تقدم منتخب مصر.

وتابع صاحب هدف مصر في مرمى زامبيا:"لا أدرى ماذا حدث في الشوط الثاني فُهزمنا بثلاثية مقابل هدف رغم أدائنا لصورة طيبة.. وفي العام البطولة كانت صعبة ومنتخب زامبيا كان يضم لاعبين جيدين أيضاً وكانت أجواء البطولة صعبة والمباراة كانت في أيام صيام رمضان".

ولم تكن مباريات دور الثمانية سهلة؛ حيث يقول أحمد كشري، نجم الأهلي ومنتخب مصر:"صعدنا كثان مجموعتنا فانتقلنا للعب في مدينة بيتوريا تقريباً بعدما كنا نلعب مباريات دور المجموعات في مدينة جوهانسبرج أي مسافة تتراوح بين 6 أو 8 ساعات قطعناها قبل مباراة زامبيا بيومين في ظل الصيام".

ولازال كشري الذي شارك بالمباراة بديلاً يتذكر أحداثها:"قال لي رود كرول: (أنت هداف وأريدك أن تُسجل اليوم).. وبالفعل كدت أُسجل هدفاً رائعاً بكعب قدمي ولكن للأمطار وسوء الأرضية خرجت الكرة بجوار العارضة".

ويُضيف نجم الأهلي حينها:"شاركت بالمباراة وكانت النتيجة ثلاثة مقابل هدف لزامبيا بعد أن كنا متقدمين بهدف ورغم سيطرتنا وحصولنا على عدد من الفرص إلا أننا لم نوفق فالأرضية كانت غارقة بمياة الأمطار وكنا صائمون يوم المباراة.. كان لدينا رخصة بالفطار ولكنني ككثير من اللاعبين فضلت الصيام".

ويتذكر كشري الأجواء الرمضانية خلال البطولة ضاحكاً:"كان الصيام لوقت طويل بجنوب أفريقيا فكنا نجلس قبل المباريات سوياً كثيراً وكنت في الغرفة مع هادي خشبة وكان عبد الستار وحازم إمام يأتون لنا ونتحدث عقب المران وخلال الإفطار وهكذا.. وفي يوم أخبرت هادي أنه سأجعله يشعر بأجواء رمضان عقب مران فعندما عاد إلى الغرفة وجد وجبة لبن بالتمر وهو الأمر الذي فاجئه".

وشدد عبد الستار صبري، نجم منتخب مصر حينها على التأثير السلبي لتغير ملعبه مباريات المنتخب من جوهانسبرج: "كنا نلعب على ملعب جوهانسبرج الذي تعودنا عليه قبل أن نذهب إلى الملعب الذي خاضت عليه زامبيا جميع مبارياتها لأنه حلت أول مجموعة ونحن وصيفاً.. كما كان الملعب صغيراً وهم اعتادوا على ذلك بالإضافة إلى الأمطار والأجواء المناخية الصعبة مما أثر علينا في المباراة.. فخضنا المباراة بعد ساعة تقريباً من الإفطار".

ولا يرى صبري أي أفضلية لمنتخب زامبيا أمام مصر سوى في استغلال الفرص التي جائتهم للتهديف:"تقدمنا وسيطرنا على مجريات المباراة ولكننا أضعنا العديد من الفرص عكس المنتخب الزامبي".

ولا زال نجم منتخب مصر يتذكر موقف مدرب جنوب أفريقيا في المباراة الأخيرة بدور 16 :"قال لنا سأعود إلى القاهرة بجمل إذا فزنا وبالفعل فزنا وذهبنا إليه بجمل صغير كنوع من الرد عليه".

وأتم عبد الستار صبري حديثه قائلاً:"كان لدينا إصرار كبير في البطولة وكنا نتدرب في الأمطار ولا نجد مشكلة فكنا نريد التتويج بالبطولة ولكن لم نوفق".