ذبح القطة أم السيطرة ؟ .. فلسفة البدري تمنع محسن من المشاركة مع الأهلي (تحليل)

كتب - محمد يسري مرشد:

رجلاً يبلغ 58 عاماً لا يمكن أن تغير وجهة نظره وفلسفته التى يقدسها بين يوم وليلة فما بالك بمدرب بمثل شخصية حسام البدري المدير الفني للأهلي.

البدري يملك شخصية صعبة الميراث، متعصب لوجهة نظره ولا يقبل بالتدخل ولا يستسلم للضغوط ولا يهتم بالرغبات قد يمادي من أجل إثبات منطقه وما يؤمن به والمحصلة النهائية أنه نجح بشكل لافت بأسلوبه ومنطقه، النتائج والسنوات الضوئية التى تفصل فريقه عن أقرب ملاحقيه تقدم دليلاً دامغاً على صلاحية ما يقدمه.

محل تطبيق نظرية البدري الأن صلاح محسن، أغلي لاعب فى تاريخ مصر، السؤال الذى يطرح نفسه، لماذا لم يشارك الفتى المتألق حتى الأن مع الأهلي ؟ والإجابة ببساطة : مرحباً بك فى عالم البدري فالكل يخضع لفلسفته ولا يملك سوى الدعاء والتفهم حتي لو أتي بهالة وصراع، لا يهم فأنت تلعب مع من يكترث بمثل هذه الأمور.

يعتقد البدري فى الإنسجام وأن الصفقة الجديدة التى تطالب الجماهير بإشراكها لن تشارك إلا وفقاً لرؤيته التى يصفها بالخاصة، يري البعض أنه ما يقوم به البدري "ذبح قطة" رسالة شديدة للوافد الجديد بأنه لن يفرض ولن يُفرض مشاركته أساسياً، مديراً فنياً يتسلح بالسيطرة على غرفة خلع الملابس ويعزز قوته أمام الجدد القدامي بعقيدته الكروية التى لن يغيرها لجنة لكرة أو موهبة حتى لو كان محمد صلاح نفسه.

وليد أزارو كسر هذه الفلسفة، الأمور معه جاءت عكسية حصل على الفرصة لنقص حاد فى مركز المهاجم، قدم أداءاً مخيباً ونال انتقادات فى البداية وصلت للمطالبة بإقصاءه من التشكيل الأساسي ولكن هيهات، البدري أصر عليه، فى المدرجات نال المغربي سخط وغضب وعلى الدكة عاند البدري واستلهم من جعبته الرافضة لمسايرة صوت المدرج منح رهانه عشرات الفرص ليحقق ما يريد فى النهاية ويضع رهانه على صدارة الهدافين وبدى أنه ينظر لهؤلاء كنظرته للحكم محمود عاشور وعينه تهتف فى وجهوهم "أنا صح".

محسن وشريف والجزار، لن يشاركو إلا وفقاً لرؤية البدري، عندما يري المدرب استسلام الجميع واختفاء الأسئلة والمطالبات بالدفع بمحسن اساسياً على سبيل المثال سيشركه مباشرة، يرفض الجزار الكبير أن يفعل مثل قرينه إيهاب جلال وسيرفض هذا حتماً .

البدري علمنا أنه لا يخضع للمنطق ويتفوق عليه أحياناً، تفكيره غير تقليدي وردود أفعاله متطرفة ومتغيرة ولا تعلم أين ومتي يمكنك أن تطرح عليه سؤالاً وماذا يمكن أن تكون الأجابة؟ هو رجل يعشق الضغوط ويصنعها حوله من لا شىء فتقبله بما يقدمه داخل الملعب وخارج الملعب هو السبيل الوحيد لمحاولة فهمه، لا تعبث مع البدري مهما كانت حالته المزاجية وحتى ولو بدأت كلماتك بالإطراء والمديح فكلمة واحدة خطأ قد تشعل غضبه ليبدأ بعدها فى إطلاق نيرانه.