الأهلي يسقي مصر من الكأس المُرة التي شربت منها أوروبا
كتب - عبد القادر السعيد:
بدأ النادي الأهلي سوق الانتقالات الشتوية بمسيرة وئيدة أوحت بأن يناير سيجلب الإحباط للجماهير الحمراء، لكن في اليوم قبل الأخير انفجرت سوق الانتقالات بخطوة حمراء سجلت أغلى صفقة في تاريخ مصر.
إدارة الأهلي بدت متخيمة في جزيرتها معزولة عما يجري في السوق، ترفض إنفاق الأموال في الصفقات وتعتمد على لاعبين شباب من دوري الدرجة الثانية، وهو ما جعل الجماهير تحترق غضباً.
ومع صباح الثلاثاء انتشت الجماهير المُلتاعة بأغلى صفقة في التاريخ المصري، انتقل صلاح محسن أبرز موهبة في الدوري خارج القلعة الحمراء إلى الأهلي في صفقة كلفت خزائن الجزيرة (35 مليون جنيه) وفقاً لما أكدته مصادر لـ"مصراوي".
وفي الوقت نفسه، كان الأهلي يضع الرتوش الأخيرة في صفقة محمد شريف لاعب دجلة والتي كلفت العملاق الأحمر (10 ملايين جنيه) ليصل إجمالي الصفقتين إلى 45 مليون جنيه.
الإدارة الحمراء أعلنت في نفس اليوم استقبال خزائنها مبلغ 2.5 مليون دولار (45 مليون جنيه تقريباً) مقابل إعارة الثلاثي صالح جمعة وعمرو بركات وحسين السيد لأندية سعودية، وهي نفس القيمة التي اشترى بها الأهلي صلاح محسن ومحمد الشريف.
الظاهر يؤكد أن الأهلي لم يدفع جُنيهاً واحداً في نشاطه المُكثف في اليوم قبل الأخير من سوق انتقالات يناير، لكن هناك إشارات مُبطنة توحي بأشياء كثيرة ستحدث في الصيف المقبل وفترات الانتقالات التالية.
وبالعودة قليلاً للخلف وبتوجيه البوصلة إلى الشمال الغربي باتجاه إسبانيا، سنجد أن الصفقة التاريخية التي ضُرب بها برشلونة بفقدان نجمه البرازيلي نيمار لصالح باريس سان جيرمان مقابل سداد قيمة الشرط الجزائي (222 مليون يورو) غيرت تماماً ملامح السوق الأوروبية، مثل قنبلة هيروشيما النووية التي أعادت تكوين اليابان.
ارتفع بعدها طموح الأندية الأوروبية في الحصول على أموال طائلة لا حدود لها نظير بيع لاعبيها للأندية التي تملك المال، وعلا السقف فجاءت أرقام الصفقات الجديدة مثل صفقتي ديمبلي وكوتينيو اللتين كانتا ستبدوان غير منطقيتين لولا المبلغ الذي دفعه باريس من أجل نيمار.
ما فعله الأهلي في صفقة صلاح مُحسن سيرفع قيمة اللاعب المتوسط في الدوري المصري من 10 ملايين إلى 20 أو أكثر في الانتقالات القادمة بلا شك، خاصة مع الخطوات التمهيدية لنقل الأسعار لمنطقة أخرى والتي أجراها الزمالك بضم محمد عنتر مقابل 15 مليون جنيه من الأسيوطي، ومحمود علاء بـ12 مليون جنيه من وادي دجلة، وكذلك شراء المصري لاعب النصر إسلام عيسى مقابل 10 ملايين جنيه.
الأمر المؤكد أن الأندية التي لا تملك المال الكافي للشراء بهذه الأسعار ستندثر تماماً وتشرب من الكأس المُرة في عالم تطمره المادة جعل كرة القدم للأغنياء فقط، وستنتظر مصر "كما العالم" ثورات على فترات متباعدة ضد القوى الشرائية الكبرى شبيهة باللتي قام بها ليستر سيتي عام 2016.
فيديو قد يعجبك: