تحليل .. مرتضى منصور مديراً فنياً للزمالك
كتب - محمد يسري مرشد:
بعد خسارة الزمالك لمباراة السوبر المصري 2015 أمام الأهلي فى الإمارات أعلن مرتضى منصور، رئيس النادي الأبيض، عزمه على تدريب الفريق خلفاً لجوسفالدو فيريرا المدير الفني الأسبق، اعتراضاً منه على خيارات المدرب الفنية بالقمة التي خسرها 3-2.
إن تدريب الزمالك لحلم طالما راود رئيسه، وكشف عنه أكثر من مرة، سواء بتصريحات حول التدخل في تشكيل الفريق مع معظم المدربين، أو مطالبته بطريقة لعب معينة، بالإضافة إلى تقليله دائماً من دور المدربين واختزال مهمتهم في وضع التشكيل وإجراء التغييرات.
21 مدرباً أطاح بهم مرتضى منصور، قصة تقترب من محاكاة القصة الرئيسية فى كتاب ألف ليلة وليلة، شهريار، يحمِّل الجميع الأخطاء، ويطيح بهم حتي التقى بشهرزاد، رواية تاريخية تحولت إلى هزلية ومثيرة للسخرية، فشهرزاد هنا لم تظهر بعد.
الحل النهائي في أزمة الزمالك الدائرة هو أن يتبين لرئيس الزمالك أنه غير متخصص في كرة القدم، ولا يعي فنونها، وغير جدير بالتدخل في عمل المدربين، ولن يستطيع أحد إقناعه بهذا سوى تجربته وتدريبه للفريق.
الفكرة تبدو هزلية - لتتصق بالواقع - ولكنها تمثل حلاً جذرياً سبق أن حصل عليه نادي سيون السويسري قبل 8 أعوام.
كريستيان كونستانتين، رئيس نادي سيون، قاده هوس التدريب للإطاحة بالمدير الفني لفريقه، وتنصيب نفسه مديراً فنياً، قبل أن يقيل نفسه بعد تأكده من فشل التجربة كلياً، ومنذ ذلك الحين اختفى حلمه الذي جعله مثاراً للسخرية بعد أن اصطدم بالحقيقة، حقيقة أن التدريب مهنة شاقة تستلزم خبرة ومثابرة وتوفيقاً وجهداً، ولا تختزل في تشكيل وتغييرات.
حل ما بعد فشل تجربة مرتضى تعيين مدير رياضي من أبناء الزمالك، ومدير للتعاقدات، يتوليان ملف الكرة، ويبتعد هو عنه تماماً، "ميدو" لديه القدرة على شغل منصب المدير الرياضي، والنادي الأبيض تنتمي له كوادر عديدة تستطيع شغل المناصب فى إدارة التعاقدات أو التسويق، لتنفيذ سياسة واضحة، سواء في إعادة هيكلة الفريق، أو التعاقدات الجديدة مع مدير فني يليق بالنادي العريق، ولاعبين على قدر المسئولية والكفاءة.
الزمالك جرّب ومر على كل المدارس في التدريب، جرب المدرسة الأوروبية واللاتينية، جرّب نجومه وجرّب القادمين من الدرجة الأولى، خسر في غياب جماهيره وفي وجودهم، جرّب الحكام الأفارقة والأجانب والمصريين، الشيء الوحيد الذي لم يجربه هو ابتعاد رئيسه عن كرة القدم، فربما يكون هو السبب.
الزمالك يملك مجموعة قادرة على تقديم شكل أفضل (معروف مع توفيق ومحمد إبراهيم وأوباما وعلي جبر وطارق حامد وعبدالله جمعة) فقط يحتاج إلي إعادة ترتيب الأوراق وفرض الاستقرار والثقة لفترة، والتدعيم في بعض المراكز ليتحسن الشكل، ولكي يتحقق كل هذا على إدارته التخلي عن الحلم الوهم والتنازل عنه وإنهاء الصراعات فوراً.
فيديو قد يعجبك: