تقرير.. مدرس لتاريخ الكرة يمنح مورينيو درساً عن كرة قدم القرن التاسع عشر
كتب - هاني عز الدين:
يحتاج من لا يعلم لتوخي الحذر عند إصدار تعليق ما على حدث معين، كي لا يقع في فخ الاندفاع الذي يبين الجهل، هذا ما أراد مدرب تاريخ كرة القدم مات تايلور إيصاله للبرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي.
وعلق المدير الفني البرتغالي على الأداء الدفاعي المحكم لفريق ويستهام يونايتد بملعب ستامفورد بريدج أمام تشيلسي بأن الهامرز يلعبون كرة قدم من القرن التاسع عشر، وهو تعبير استخدمه المدرب البالغ من العمر 51 عام للتدليل على الأسلوب الدفاعي الزائد عن الحد المتبع ضد فريقه الذي فشل في ترجمة سيطرته لانتصار ليبقى ثالثاً في ترتيب أندية الدوري، خلف مانشستر سيتي وآرسنال.
وقد نشأت كرة القدم في بلاد الأنجلو في القرن التاسع عشر كمهد لكرة القدم، حيث تم إنشاء الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في 1863، حيث كانت تدرس كرة القدم في المدارس العليا والجامعات.
ويرد تايلور في مقال له بموقع هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' عن مصطلح كرة قدم القرن التاسع عشر الذي لجأ المدرب الذي لقب نفسه يوماً بالاستثنائي لاستخدامه عقب نهاية المباراة: 'خلال هذه الفترة كرة القدم كانت تلعب ولا تُشاهد، فيركض الفريق نحو المرمى ككتلة واحدة ولكنهم لا يمررون لبعض'، وتطرق الكاتب لرواية قديمة للتدليل على القصة.
والقصة التي رويت من تايلور تقول: 'في 1877 كانت جامعة إنجلترا تلعب ضد اسكتلندا، فاشتكى أحد اللاعبين من زميله الذي لا يهتم إلا بالمراوغة ولا يمرر له، فلما سأل المدرب ألفريد ليتوتن اللاعب أجاب الأخير : 'ألعب فقط من أجل متعتي يا سيدي!'.
وبعدها يقوم مدرس التاريخ بكلية الفن والتاريخ والعلوم الإنسانية بجامعة مونتفورت بمدينة ليستر بالحديث عن انتشار اللعبة بين الفئات العاملة بعد أن كانت لعبة الصفوة، قبل أن يوضح أن فرق اسكتلندا وشمال إنجلترا كان لها دوراً مؤثراً في تطوير طريقة لعب جديدة تعتمد على التمرير.
وفي نهاية بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1883 أربك فريق بلاكبيرن الأوليمبي نظيره أولد إيتوانيان عن طريق الكرات العرضية الطويلة من الطرف للطرف الآخر، بالإضافة لقيامهم بعمل معسكر تدريبي في بلاكبول قب اللقاء وهو ما أذهل مشجعي الفريق المنافس.
ويوضح تايلور أن فريق بلاكبيرن بعد فوزه باللقاء ومن ثم الكأس قام بتغيير مفاهيم كثيرة للأبد، 'الاحترافية تم تشريعها في إنجلترا عام 1885، أفضل الفرق باتت شركات، وبدأوا المنافسة في الدوري معاً في الدوري عام 1888، وبعدها طلب المشجعون والإعلام مشاهدة كرة قدم جميلة وفرق فائزة.'
الدفاع فيالقرن التاسع عشر
وما يؤكد أن مورينيو لم يكن له معلومة تاريخية عن كرة قدم العصر الفيكتوري ما سرده تايلور عن طرق اللعب في ذلك الوقت ففريق مثل ويستهام يونايتد كان يلعب '2-3-5'، : 'كان معتاداً للفرق أن تلعب بستة أو سبعة مهاجمين. الأولوية للهجوم، بينما كانت تترك الدفاعات مفتوحة.'
في العقد قبل الأخير من القرن التاسع عشر، لجأت الفرق للاعتماد على لاعب وسط ارتكاز مما أدى للعب بطريقة الهرم التي تبقي مدافعين في الخلف، وهو الأمر الذي دعا للسخرية وقتها من قبل كاتب إسكتلندي حيث كتب 'يبقون مع الحارس للدردشة'، بينما اعتمدت فرق على الهجوم بتسعة لاعبين.
وبالتالي فأن طرق الدفاع البحتة لم تكن جاذبة للجماهير أو للإعلام الرياضي بل وغير رياضية من الأصل، إلا أنها وجدت دفاعاً من قبل المسئولين، فتحدث جون لويس للنقاد قائلاً: 'هدف فرق الدوري هو الفوز، أكثر من المشاهدة.'
والحقيقة التي يؤكدها مدرس كرة القدم الإنجليزي: 'الفرق التي كانت دفاعية كانت تلعب بخمسة مهاجمين.'
ويلخص الكاتب للتأكيد على أن كرة قدم القرن التاسع عشر تميزت بلمسة أخلاقية تنتقد أي لعب يبتعد عن روح المنافسة الرياضية.
وأكمل: 'كرة القدم في القرن التاسع عشر كانت متنوعة ومعقدة وتغيرت بمرور الزمن.'
فيديو قد يعجبك: