نجوم الكرة يرسمون ملامح القمة الأفريقية بين الزمالك والأهلي
القاهرة - (أ ش أ):
أجمع النقاد وخبراء كرة القدم في مصر على أن مباراة القمة الإفريقية التي ستجمع بين الزمالك والأهلي غدا الأربعاء على أرضية ملعب الجونة بالغردقة في إطار الجولة الأولى من المجموعة الأولى لبطولة دوري أبطال إفريقيا ، تواجه العديد من الأزمات والمشاكل تجعلها القمة الأصعب في تاريخ لقاءات الفريقين.
ويلتقي الزمالك مع الأهلي في أولى مباريات الفريقين بدور الثمانية للبطولة الإفريقية التي يحمل لقبها الأهلي ، حيث تسببت الأزمات السياسية التي تعيشها البلاد وحالة الانفلات الأمني الموجود في مصر حاليا ، في نقل العرس الكروي بعيدا عن العاصمة إلى الغردقة، وذلك خوفا من إلغاء المباراة تماما.
وبالتالي تأثر موقف الفريقين في البطولة، بل وتعرضهما لعقوبات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ''كاف''، حيث ستقام المباراة في الساعة الرابعة والنصف عصرا أي في توقيت الصيام وذلك بسبب عدم توفر إضاءة في الملعب، مما يصعب اللقاء على الفريقين.
وأكد خبراء اللعبة في تصريحاتهم الخاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، أن الأحداث التي تشهدها البلاد حاليا فيما بعد ثورة 30 يونيو والتي أطاحت برئيس الجمهورية محمد مرسي ، أثرت بشدة على المشهد الرياضي في مصر خاصة كرة القدم ، وذلك بعد لجوء مسئولي اتحاد الكرة إلى إلغاء بطولة الدوري الممتاز قبل نهايتها ، بعد رفض الجهات الأمنية إقامة المباريات في الوقت الحالي والمطالبة بتأجيلها لأجل غير مسمى بسبب انشغال وزارة الداخلية بتأمين المظاهرات والمباني الحيوية في مصر.
وأشار النقاد إلى أن الأهلي والزمالك تأثرا بشدة بعد إلغاء الدوري الممتاز، حيث يبدأ الفريقان مشوار البطولة الإفريقية بدون إعداد وتجهيز جيد ، إذ لم يخض أي منهما مباريات رسمية منذ فترة طويلة وهو ما سيؤثر بالتأكيد على أدئهما في بداية مشوار دوري الأبطال.
ووصف طارق يحيى المدير الفني لفريق مصر المقاصة، القمة الإفريقية بأنها ''مباراة عذاب'' نظرا للظروف الصعبة التي ستقام بها ، مشيرا إلى أن لاعبي الفريقين ينتظرهم معاناة شديدة بسبب إقامة اللقاء في نهار شهر رمضان في فترة الصيام.
وأكد نجم الزمالك السابق، أن اللقاء يواجه مشكلة كبيرة أخرى وهي التهديدات المستمرة من روابط المشجين ''التراس أهلاوي'' و''ألتراس وايت نايتس'' بحضور المباراة على الرغم
من إقامتها بدون جمهور ، حيث تم مخاطبة الاتحاد الإفريقي بهذا الشأن ، وبالتالي فإن الفريقين معرضين لعقوبات مغلظة من الكاف قد تصل لابعادهم تماما من منافسات البطولة في حالة اقتحاد الجماهير مدرجات ملعب الجونة.
وكانت روابط مشجعي الناديين أكدوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على حضورهم اللقاء، بل وتجهيز رحلات للمشجعين للسفر للجونة لمشاهدة المباراة من الملعب ، وهو ما يهدد إقامة المباراة من الأصل ، وكذلك مستقبل الفريقين في البطولة.
وأشار يحيى إلى أن الأهم هو تمكن الجهات الأمنية من تأمين اللقاء بشكل جيد، والمساهمة في إكمال المباراة حتى نهايتها بغض النظر عن الفائز بنتيجتها، موضحا أن ظرو البلاد حاليا لا تستحمل أي مشاكل أخرى.
وعن الجوانب الفنية، أوضح طارق يحيى، أن المباراة مهمة جدا بالنسبة للفريقين، فهي بداية المشوار نحو اللقب الإفريقي الغائب من فترة بالنسبة للزمالك، وكذلك حلم الحفاظ على اللقب القاري بالنسبة للأهلي، مضيفا أن نتيجة اللقاء ستؤثر على شكل الفريقين في باقي مباريات المجموعة.
من جهته ، أكد حسن الشاذلي نجم الترسانة ومنتخب مصر السابق، أن مباريات الأهلي والزمالك هي بمثابة عيد قومي في مصر ، ولكن لقاء الغد ليس له أي طعم أو رائحة ، بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها الكرة المصرية في الوقت الحالي، والتي أثرت بشدة على شكل مباراة القمة وعلى استعدادات الفريقين للقاء المهم.
وقال الشاذلي، ''مباراة القمة هي مثل مباريات ريال مدريد وبرشلونة، الكل يهتم بها اهتماما كبيرا، ونقل اللقاء إلى الغردقة تسبب في قتل المباراة تماما، بسبب الظروف الصعبة في العاصمة''.
وتوقع الشاذلي، أن تكون المباراة فقيرة جدا من الناحية الفنية لأنها تأتي مع بداية موسم جديد، بالإضافة إلى إلغاء الدوري الماضي قبل الموعد المحدد مسبقا، مشيرا إلى الزمالك يعاني من غيابات عديدة في صفوفه ستؤثر عليه، كما يواجه الأهلي أزمات ومشاكل في النواحي المالية وأيضا في رحيل أكثر من نجم من الفريق.
وأضاف ، أن اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة سيلعبون دورا كبيرا في المباراة وفي ترجيح كفة فريق عن الآخر، موضحا أن نتيجة اللقاء لا يمكن توقعها لأن كل شيء متاح في كرة القدم وخاصة في مباريات القمة بين الأهلي والزمالك.
من جانبه ، تمنى أيمن يونس نجم الزمالك السابق، والمحلل الكروي الشهير، أن تحمل المباراة عنوان ''في حب مصر'' ، وأن يكون الهدف منها هو إعلاء روح الوطن في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها مصر حاليا في أعقاب ثورة 30 يونيو، مؤكدا على ضرورة حفاظ لاعبي الفريقين على الصورة الطيبة أثناء وبعد المباراة، لما تحمله هذه المباراة من معاني كثيرة.
وأوضح أيمن يونس، أنه من المنتظر أن يشاهد اللقاء قطاع كبير من الجماهير داخل وخارج القارة السمراء ، متمنيا حفاظ اللاعبين على البعد الاخلاقي والارتضاء بالنتيجة أي كانت، من أجل نقل صورة جيدة ومعبرة عن مصر للعالم الخارجي ، مشيرا إلى أنه وجه هذه الدعوة للاعبي وجهاز فني النادي الأهلي.
وعن تهديدات الألتراس بحضور اللقاء ، قال يونس إن عضو الألتراس يجب أن يدرك تماما أنه مجرد مشجع كرة قدم فقط وليس شيء آخر ، موضحا أنه من غير المقبول الاستمرار في مثل هذه التهديدات وعملية الأرهاب للوسط الرياضي كله.
ووجه عضو لجنة الكرة بالزمالك ، رسالة إلى جماهير الناديين ضرورة التحلي بالروح الرياضية، وأن يكونوا على قدر المسئولية في ظل الظروف التي تعيشها البلاد ، وأن يكونوا على حذر تام من دخول أي عناصر مندسة بينهم تعمل على إثارة البلبلة والفوضى.
وأكد إكرامي حارس مرمى الأهلي والمنتخب المصري سابقا ، أن المباراة تقام في ظروف صعبة للغاية، مشيرا إلى معاناة لاعبي الفريقين من درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في الغردقة خاصة في ظل إقامة المباراة في الساعة الرابعة والنصف عصرا .
وأشار ''وحش إفريقيا'' كما كان يلقب ، إلى أن ملعب الجونة يعد جديدا على الأهلي والزمالك، حيث تعد هذه هي المرة الأولى أن يلتقي الفريقان على هذا الملعب ، موضحا أن الملعب ضيق للغاية ومدرجاته تسع لعشرة آلاف متفرج فقط ، محذرا من تأثر أداء اللاعبين في ظل الصيام.
وقال والد شريف إكرامي حارس الأهلي الحالي ، إنه يتمنى أن تمر المباراة بسلام بغض النظر عن الفائز ، مشيرا إلى تخوفه من اقتحام مشجعي الألتراس مدرجات المباراة ، وهو ما يعرض الناديين لعقوبات كبيرة جدا من الكاف، وكذلك يهدد سلامة اللاعبين على أرض الملعب.
وعن فرص الفريقين في البطولة ، أكد إكرامي أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي تواجه الأندية المصرية ، إلا أن ناديي القمة قادرين على المضي قدما في المسابقة القارية، مشيرا إلى أن الأهلي نجح الموسم الماضي في التتويج بلقب البطولة في ظل توقف الدوري الممتاز حينها.
من جهته، أكد أشرف قاسم مدافع الزمالك السابق، أن جميع المصريين حاليا منشغلون بالأحوال السياسية في البلاد وبالمصير الذي ستواجهه مصر في المستقبل في ظل حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع المصري حاليا، موضحا أن لقاء القمة لا يتمتع بأي أهمية من قبل المصريين على عكس ما كان يشهده اللقاء في السابق.
وعدد قاسم الصعوبات التي ستقام بها المباراة، من صيام اللاعبين وإقامة اللقاء في الغردقة بعيدا عن العاصمة، إلى عدم تواجد فترات إعداد كافية للفريقين، وضعف الاعداد لمباراة بحجم الديربي المصري.
وأشار نجم الزمالك السابق إلى أن اللقاء مهم في مشوار الفريقين بالبطولة، موضحا أن فرص تتويج أحدهما باللقب قائمة بشرط عدم الاستهانة بأي خصم، ضاربا المثل بفريق الترجي التونسي وصيف البطولة الماضية الذي تعرض لخسارة مفاجئة في أولى مبارياته بدور الثمانية الحالي أمام فريق أنجولي مغمور.
فيديو قد يعجبك: