"يافرحة ما تمت!".. كيف عاش الشارع المصري نهائي كأس الأمم الأفريقية؟
كتب- مصطفى الجريتلي:
تقول الحكمة المصرية: "إذا أردت تُنجز شيئًا يوم المباراة فعليك أن تُنجزه خلال الـ 90 دقيقة لاقبلها أو بعدها مباشرة"، ربما لم أكن واحدًا ممن ينفذون تلك الحكمة لعشقي الساحرة المستديرة وشغفي على متابعة تفاصيل الـ 90 دقيقة كاملة، ولكن دفعتنا الظروف لمتابعة المباراة خلال رحلتنا من منطقة المعادي ـ شرق القاهرة ـ، إلى ميدان لبنان ـ محافظة الجيزة ـ
تقترت عقارب الساعة للثامنة مساءً نصحني أحد الأصدقاء لاستقلال «مترو الأنفاق»؛ حيث تزدحم الشوارع قبل المباراة بساعة، 25 دقيقة من محطة «المعادي» إلى «السادات»، كانت عوضًا عن برامج التحليل التلفزيوينة التي تسبق المباريات :«ليه يلعب بوردة ماينزل عمر جابر ويهاجم بصلاح»، ليرد أخر: «هو كده صح لازم يخلي عنده ورق على الدكة يغير بيه النتيجة»، لتقف حدة تلك المناقشات عند محطة السادات ـ محطة تبادلية بين خطوط مترو الأنفاق الثلاث لذا تشهد زحامًا ـ، لأنزل وأغير وجهتي لاتجاه الجيزة ـ الخط الثاني من المترو ـ؛ حيث أذهب إلى محطة مترو الدقي، لتتواصل ذات الأحاديث على أنغام إحدى الأغاني الوطنية تشغلها إذاعة المترو الداخلية.
وعند محطة مترو الدقي؛ حيث تتواجد قهوة بالقرب منه أناسًا تصطف بالخارج بعد أن تكدس ذلك المُحل الذي يتخذ من "قهوة الدقي" شعارًا له، باعة الأعلام ينتشرون في الشوارع قبيل المباراة، أطفال يحملون «فوفوزيلا» طوال الطريق شارع التحرير ـ شارع رئيسي في منطقة الدقي ـ، حيث استقليت وسيلة مواصلات إلى ميدان الدقي وخلال طريقنا يُشير رجلاً يُحدثنا من خلال مذياع تلك السيارة عن هجمة خطيرة كادت أن تنتهي بهدف في بداية المباراة ولكن لأمر ما سمعها كل من في تلك الوسيلة هدفًا لنهتف : «الله وأكبر.. مصر» ولكن لا أحد من حولنا يحتفل فأدركنا أنها فرصة خطرة ولكنها لم تُقلل من شغفنا وتشجيعنا للمباراة داخل تلك الوسيلة حتى وصلنا لـ «ميدان لبنان» وجهتنا؛ حيث تعالت الصيحات :«جوووووون.. النني النني .. مصر مصر» كانت كافية لقطع الطريق على السيارات المارة أناسًا يجرون إلى إحدى «الكافيهات» بذلك الميدان، العامولون في أحد مطاعم المأكولات الشهير يجرون صوبها لمشاهدة الهدف، من استغل توقف الوسيلة التي كان يستقلها ونزل ليُشاهد الهدف ويصعد مرة أخرى، أحدهما يحصل على 5 جنيه من زميله بعد فوزه برهان :" النني حيجيب جون"، تحول ذلك الميدان إلى استاد دانغونج، كما كان يجب أن يكون في النهائي!
أُنجز أموري في ذلك الميدان سريعًا للعودة مرة أخرى إلى المعادي، وكانت الفرصة سانحة فالشوط الأول قد انتهى والشوارع فارغة للعودة سريعًا ولكن تكمن مشكلة واحدة وهي :"لسه مش طالع لحد ما العربية تطلع"، مما يدفعنا للانتظار في السيارة وأذننا مع المارة في الخارج لمتابعة تحليل الشوط الأول وإذا كان هناك مستجدًا تنطلق السيارة وأنغام تلك الأغنية التي نُفذت خلال البطولة تُغطي الأجواء: «هيلا هو هيلا هوب كل الناس بتقول يارب» لنصل في 15 دقائق إلى ميدان الجيزة وهي مناسبة سعيدة للاحتفال أن تسلك ذلك الطريق في ذلك الوقت فشارع السودان ـ شارع رئيسي في محافظ الجيزة ـ، المقاهي ممتلئة ولكن هذا ليس كافيًا فالمواطنون اتخذوا من الشارع مدرجًا لمتابعة المباراة «موقف سيارات المعادي» للمرات النادرة لايوجد من يسأل عن السيارة التي ستنطلق فالجميع خاوي باستثناء واحدة يستقلها كل فترة راكب أو اثنين يقف سائقها بجوار بابها لمتابعة الشوط الثاني من اللقاء.. تنطلق السيارة بعد اكتمال مقاعدها بالركاب، وتتعالى معه الصيحات داخل السيارة حتى اقتربت الساعة من 9:19ليُعلن المذياع دخول هدفًا في مرمى المنتخب الوطني لتُطالبه إحدى الركاب بخفض الصوت :" وطي الصوت خلاص ياسطا الماتش كده حيروح مننا»،.. حتى وصلت لوجهتي المعادي؛ حيث وصلت والدقيقة تقترب من 80 الأصوات المرتفعة في ميدان لبنان والجيزة اختفت، ترقب لكرة اتخذها صلاح بمهارة نحو مرمى الكاميرون لكن دون فائدة هدف أخر يُسجل في شباكنا لتبدأ بعض الأحاديث عن عقدة النهائي مع كوبر عن خطأ من الحضري لعدم محاولة التعامل مع أحد الهدفين مثله مثل أحمد الشناوي الذي أُصيب في كرة مثلها أعادته مصر مرة أخرى، أعلامًا نكسها رافعوها كانت مُعدة للاحتفال لحظات من الصمت من الحضور حتى غادر معظم الحضور الأماكن وانتهت فرحت كانت تستعد لها الشوارع منذ بداية اليوم!
تابع كل اخبار وكواليس كأس الأمم الإفريقية عبر صفحة مصراوي الخاصة بالبطولة... من هنا
تابع كل الكواليس والأخبار الرياضية عبر صفحة الرياضة على موقع مصراوي من هنا
فيديو قد يعجبك: