لم يتم العثور على نتائج البحث

دوري القسم الثاني-أ

طنطا‏

- -
14:30

المقاولون العرب

الدوري الإيطالي

فيورنتينا

- -
19:30

أودينيزي

الدوري الإيطالي

إنتر ميلان

- -
21:45

كومو

الدوري البرتغالي

فيتوريا جيماريش

- -
20:45

ناسيونال ماديرا

جميع المباريات

إعلان

أولمبياد باريس| آدم أصيل.. حكاية مَصري يلعب لتركيا: "غيرت اسمي وبلدي لأكون بطلا"

03:20 م السبت 03 أغسطس 2024

آدم أصيل

كتبت- مارينا ميلاد:

تمتلأ ساحات الأولمبياد بالكثير من القصص المثيرة، لكن قصة آدم ربما لا تتكرر كثيرًا.

آدم أصيل، لاعب الجمباز الذي صَعد نجمه في السنوات الأخيرة، ويقاتل هذه الأيام لأجل ميدالية بأولمبياد باريس 2024، ليجلبها لنفسه أولا، ولبلده "تركيا" ثانيا.

وإن عاد الزمن إلى الوراء بطريقة سينمائية لنتخيل ما كان سيحدث قبل فِعل ما، فما سيحققه آدم كان سيذهب لمصر وليس تركيا، حتى إن اسمه لن يكون "آدم" إنما "عبد الرحمن الزمزمي" أو "عبدالرحمن مجدي".

فاللاعب الذي يركض ويقفز ويدور تحت العلم التركي في باريس المتجه إليها أنظار العالم الآن، هو في الأساس لاعب منتخب مصر للجمباز، لكنه ببساطة قرر في لحظة أن يغير قصته واسمه وحياته كلها.

صورة 1

2017 - داخـــل صالة تدريب الجمباز بالقاهرة، يظهر شاب صغير السن في أحـد البرامج التـلفزيونية، ويعَرفه المذيع بأنه "عبدالرحمن مجدي". يبدأ الشاب ذو الـ18 عامًا كلامه، وأنفاسه تتلاحق وتقطع كلماته، قائلا إنه يتدرب الآن استعدادًا لكأس العالم ثم يتحدث عن الامكانيات المتوفرة لأمثاله في منتخبات أمريكا والصين، فلديهم مثلا أخصائين التغذية واللياقة البدنية.

ثم يكمل: "صحيح أن المسؤولين في مصر طوروا صالة التدريب والأجهزة، لكن لازال هنا فوارق كبيرة، واللاعبين يقدمون اجتهادات شخصية".

في تلك اللحظة، اكمل "عبدالرحمن" 14 عامًا مع لِعب الجمباز، الذ بدأه في مدينته "الإسكندرية" عندما كان شقيقه الأكبر، الذي يمارس اللعبة، يصطحبه إلى جلسات التدريب.

أصبح "عبدالرحمن" مدمنًا عليها، فيتذكر"لحظة الدخول إلى صالة الجمباز، والقدرة على القيام بالشقلبة، والقيام بأشياء ممتعة"، وهو ما جذبه إليها، كما يقول.

لسنوات، سار "عبدالرحمن" على جدول ثابت؛ فكان يغادر المنزل في الثامنة صباحاً ليعود بعد العاشرة ليلاً.. ووصف ذلك بأنه "لم يكن سهلاً". لكنه ظل مقتنعًا أن "النجاح في الرياضة يأتي مع الهوس بها"، وهو ما سيحدد أهم قراراته فيما بعد.

وبعد أشهر قليلة من لقائه التلفزيوني ثم تحقيقه المركز37 في مسابقة ببطولة العالم في مونتريال، غَير "عبد الرحمن" مساره وحياته وكل شئ في لمح البصر، حين سافر فجأة إلى تركيا.

على ما يبدو، تفاجئ إيهاب أمين (رئيس اتحاد الجمباز) من قرار "عبدالرحمن"، وقال وقتها في تصريحاته إن "اللاعب حظي باهتمام من الدولة لم يحظ به لاعب مثله"، فتواصل معه أكثر من مرة لإقناعه بالعودة، لكنه رفض ثم تجاهل الرد، وفقا لـ"أمين".

وفي وقت التقى فيه "عبد الرحمن" مدربه (يلماز جوكتكين)، الذي سمح له بالانضمام إلى فريقه في إزمير التركية.. كان مسؤولو اتحاد الجمباز في مصر يصفونه بـ"الهارب"، ويعلن خالد عبد العزيز (وزير الشباب والرياضة آنذاك) خلال جلسته مع أعضاء لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب "أنه سيتخذ اجراءات ضده لأنه يرتبط بعقد مع الهيئة الرياضية التى كان يلعب بها، وسيشكوه للاتحاد الدولى للمطالبة برد 2 مليون دولار تم إنفاقها على إعداده".

لكن "عبد الرحمن" كان ينظر إلى بعيد ويرى أن تلك الخطوة التي اقدم عليها "ستجعل مسيرته المهنية تتجه إلى مكان آخر، لأنه يعمل مع أبطال حقيقيين، كإبراهيم كولاك، وفرحات أريكان، وأحمد أوندر". فقال: "الأجواء في مصر كانت مختلفة، شعرت أنه لم يكن هناك أحد أفضل مني، لذا لم يكن لدي قدوة".

لحَق "عبدالرحمن" برياضيين مصريين آخرين شاركوا في المحافل الرياضية العالمية تحت أعلام دول أخرى. وعلى الأغلب، تلخصت أسبابهم في "خلافات مع إتحادتهم المحلية وقلة الدعم المقدم لهم".

Graphic

لعامين، تدرب "عبد الرحمن" بكل طاقته، لكنه لم يتمكن خلاله

ما من المنافسة على الساحة العالمية لأنه كان ينتظر حصوله على الجنسية التركية حتى جاءته. وهنا غير اسمه إلى عبد الرحمن الجمل، وهو الاسم الذي تنافس به مع تركيا في بطولة أوروبا 2020، ثم غيره مرة أخرى إلى آدم أصيل.

وقال فيما بعد خلال إحدى البطولات: "لقد غيرت بلدي لكي أصبح شيئاً مهماً للغاية في العالم.. وغيرت اسمي لأنني أردت أن أكون لاعبًا جديدًا للجميع".

بالفعل، لقد مَحى "آدم" كل ما يَخص "عبد الرحمن"، ليُصدر للعالم صورة لاعب الجمباز التركي الجديد.. هكذا ظهر على كل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، التي بدأ أول منشوراته عليها عام 2018 ببياناته الجديدة وأنه طالب في جامعة إيجه بإزمير، حيث يدرس التربية البدنية.

فَصل جديد في حياة "آدم"، مَضى فيه بمفرده وبدعم أسرته الذي يأتيه عن بعد.

صورة 3

بدأ مشواره مع تركيا بحلم تحدث عنه في لقائه التلفزيوني الذي أجراه قبل مغادرة مصر، حين سأله المذيع عن أولمبياد طوكيو ووعده بتحقيق ميدالية هناك.. لكن بعد نحو ثلاث سنوات، سعى "آدم" لاقتناصها تحت العلم التركي.

نفذ "آدم" جولته الافتتاحية بقفزة أمامية مزدوجة باليد مع نصف لفة. كان أداؤه مثاليًا، لكنه فشل في القفزة الثانية، وانعكست النتيجة. خرج دون الإنجاز الذي خطط له، ولم ينس حين عاد إلى القرية الأولمبية، وكان الجميع يقولون، "لا تحزن، لا بأس، ما زلت صغيرًا".. فيقول إن ذلك كان حزينًا ومزعجًا".

وكانت تلك نقطة التحول الثانية في طريقه.

صورة 2

بعدها بعامين، رَفع "آدم" الميدالية الذهبية بمسابقة الحلقات الثابتة في بطولة العالم في ليفربول. ليحَصد "منذ أولمبياد طوكيو ثماني ميداليات أوروبية، أهمها فوزه بلقب بطل أوروبا على كل الأجهزة عام 2023، ليصبح أول لاعب تركي يفوز باللقب الفردي الشامل.

انتزع "آدم" إعجاب سوات تشيلين (رئيس الاتحاد التركي للجمباز) الذي قال: "أظهر آدم مستوى استثنائيًا من المهارة والإتقان. لقد جلب لنا فوزه سعادة وفخرًا هائلين".

وبعد البطولة، قال "آدم" وهو يبتسم للمحيطين به، "إنها ميدالية تاريخية بالنسبة لي ولتركيا أيضًا.. أريد فقط أن أتذكر الدعم الذي تلقيته من زملائي في الفريق ومن البلد الذي قبلني كواحد منهم. وبالطبع، عائلتي التي لم أرها منذ حوالي خمس سنوات".

وربما الأهم ما قاله بعدها: "لن أترك الجمباز حتى أصبح بطلا أولمبيًا.. إذا حدث هذا في باريس، فهذه نهاية حياتي في الجمباز".

وصل "آدم" أخيرًا إلى أولمبياد باريس 2024، وإلى منافستها الأخيرة برصيد 14866 نقطة واقترب من تحقيق حلمه الذي آمن به منذ طفولته. فكتب على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بثقة: "سأكون يوم الرابع من أغسطس على منصة التتويج".

رهان "آدم" على نفسه لم يأتِ من اعتقاده أنه موهوب للغاية، إنما "لأنه يعمل بِجد وذكاء ويستمع لجسده ولا يهدر وقته"، كما يقول.

وفي المستقبل، يخطط الشاب البالغ 25 عامًا، لافتتاح صالة رياضية لتدريب أبطال جدد أو أن يصبح مدربًا للمنتخب التركي.

وسط ذلك، يبدو أن "آدم" لم ينس "عبد الرحمن" ونسخته القديمة.. فعندما سُئل يوما عما إذا كان يشعر أنه تركي أم مصري أكثر، قال: "الأمر صعب للغاية.. لأن مصر هي بلدي أيضًا. لقد عشت فيها لفترة طويلة وكل أصدقائي ومدرستي وعائلتي هناك، لكن البلد الذي دعمني وآمن بي حقًا هو تركيا.. أشعر أنني تركي في الجمباز، ولكن في الحياة، تظل مصر قريبة جدًا من قلبي".

ولم يكن هناك عنوانًا وختامًا لقصة آدم أصيل أو عبد الرحمن الزمزمي سوى ما كتبه هو عن نفسه بعد فوزه بطولة أوروبا في إبريل 2023: "لقد كنت على منصة التتويج اليوم لأضيف صفحة جديدة إلى قصتي.. منذ اليوم الأول، كان هدفي دائمًا هو كتابة قصتي بأفضل طريقة ممكنة".

المصادر: اللجنة الأولمبية الدولية – مقابلة بمجلة الجمباز الدولية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان