بعد بيان برشلونة.. تعرف على شروط الليجا التي أجبرت ميسي على الرحيل

كتب- هادي المدني:

ربما يكون صيف 2021 قد شهد على المفاوضات الأشد إثارة في تاريخ كرة القدم، بعدما عجز برشلونة عن التوصل إلى اتفاق يفضي إلى تجديد عقد ليونيل ميسي مع الفريق، ليس لرفض أي من الطرفين، لكن بسبب عجز القواعد الصارمة الموضوعة من جانب رابطة الدوري الإسباني "لا ليجا".

ظل برشلونة على مدار عدة أشهر منذ أن تولى خوان لابورتا رئاسة النادي يبحث عن وسيلة لإقناع ليونيل ميسي بتجديد تعاقده، ثم ما إن وافق اللاعب حتى ظهرت الأزمة الكبرى، وهي أن رابطة الدوري الإسباني لن تسجل أي لاعب لبرشلونة إلا بعد توفيق أوضاعه المالية والهيكلية داخل الفريق.

بداية، نوضح أن أزمة قواعد لا ليجا المعمول بها، تقضي بأن يلتزم كل ناد بحد أقصى للمصروفات على التعاقدات، رواتب اللاعبين، والأجهزة الفنية للفئة الأولى، وذلك من أجل السماح بتطوير اللعبة.

وبدأ الدوري الإسباني منذ 2013 بالعمل بنظام اللاعب المالي النظيف (المحلي) غير المرتبط بقواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم التي تحمل نفس الاسم، حيث تضع إدارة البطولة سقفًا لإنفاق الأندية على التعاقدات والرواتب، وذلك بناء على الدخل الخاص بالنادي، الأمر الذي يعزز من قدرته الاقتصادية ويحافظ على قيمته بالنسبة للراغبين في الاستثمار.

قال خوسيه جويرا، المدير العام في لا ليجا: "لإنشاء أفضل دوري، من الضروري أن تكون جميع الأندية مستدامة ماليًا.. من خلال نظامنا، نساعد الأندية على الإنفاق بحرية والمنافسة على أعلى مستوى، دون المخاطرة بتكوين ديون لا يمكن تحملها. لا يوجد دوري آخر لديه شيء شامل مثل هذا".

يتم تنفيذ الرقابة الاقتصادية في "لا ليجا" من قبل مجموعة من المحللين الذين يراجعون الشؤون المالية لكل نادٍ قبل وضع حد لتكلفة الفريق، وبهذا الرقم (المبلغ المالي المحدد لكل نادٍ)، تدخل الأندية إلى سوق الانتقالات الجديدة، وهي تعلم المبلغ الإجمالي الذي يمكنها إنفاقه على لاعبي الفريق الأول وطاقم التدريب، ويمكن تقسيم الأموال بين قيمة التعاقدات أو الرواتب وفقًا لتفضيلات النادي، حيث لا يفرض "لا ليجا" سقفًا للأجور.

وتتطور القواعد دائمًا بما يتماشى مع التغييرات التي تطرأ على الأندية ومشاركة الأندية هي المفتاح الرئيسي لهذا التطور، وحال الخلاف بين النادي وإدارة الدوري، يمكن للأندية اللجوء إلى هيئات مستقلة لتسوية أي خلافات قد تكون موجودة.

من خلال تطبيق هذه الميزانيات على مدار المواسم القادمة، تضمن الضوابط أن كل نادٍ يتبع نهجًا طويل الأجل لكيفية إنفاق دخله، ومن خلال العمل ضمن حدود صارمة، توفر الأندية الأموال على أساس سنوي، والتي يتم استثمارها في مشاريع التنمية، وإلى جانب الأنشطة التجارية المستمرة، تتزايد القدرات المالية للدوري بأكمله.

*تقرير نفقات موسم 2019-2020 يوضح أن نفقات برشلونة تجاوزت 656 مليون يورو.

وتمثلت ديون برشلونة في السنوات الثلاث الأخيرة على وجه التحديد، مع تأثير جائحة فيروس كورونا على كرة القدم بشكل عام، أبرز العوائق التي أدت لتقليص دخل النادي، وبناء عليه تقليص سقف النفقات المسموح بها من جانب إدارة الدوري الإسباني.

وطالبت إدارة الدوري الإسباني بضرورة تخفيض مبلغ يصل لقرابة 250 مليون يورو من مخصصات المصروفات، ليتمكن من قيد أي لاعب جديد، وليس ليونيل ميسي فقط.

وحاول برشلونة الفترة الماضية التوصل إلى اتفاق مع لاعبيه لتخفيض الرواتب، أو التخلص من بعض اللاعبين أصحاب الرواتب الضخمة على رأسهم: "أنطوان جريزمان، فيليب كوتينيو، والمدافع الفرنسي صامويل أومتيتي"، لكنه كل محاولات انتهت إلى نتيجة الفشل، فلم يكن أمامهم سواء إصدار بيان رحيل ميسي.