"كنت لاعبًا" (7).. زيدان جامع الكرات المحظوظ
كتبت- منة عمر:
"هل هو ألم عندما تودع زيدان؟ نعم كثيرًا، أنا لا أريده أن يعتزل، فهو لن يعتزل عن كرة القدم بل سيعتزل عن إعطاء البهجة والسرور لنا، ما الذي يسليك أكثر من لعبات زيدان؟".. هكذا وصف الأسطورة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، اللاعب فرنسي زين الدين زيدان عندما قرر الأخير اعتزال اللعب.
"كنت لاعبا".. سلسلة يقدمها مصراوي للحديث عن المشوار الكروي لنجوم الكرة داخل الملاعب الخضراء.
بطاقة التعريف
الاسم: زين الدين زيدان
الميلاد: 23 يونيو 1972 (47 سنة)
محل الميلاد: مارسيليا، فرنسا
العمل الحالي: المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني
ولد زيدان لأب يُدعى "إسماعيل" و أم تُدعى "مليكة"، كانا ينتميان إلى منطقة القبائل في شمال الجزائر، ثم هاجرا إلى فرنسا، حيث عمل والده في أحد المتاجر هناك.
زيدان كان أصغر أشقائه الأربعة، ولم يكن الرياضي الوحيد في عائلته حيث كان أخوه "فريد زيدان" لاعب جودو.
بداية زيدان مع كرة القدم كانت مبكرة، وهو في عمر الخامسة كان يلعب مع أطفال الحي على ملعب من العشب الصناعي حيث كان بمثابة الساحة الرئيسية للمجمع السكني الذي كان يقيم فيه.
كرة القدم لم تكن مجرد لعبة بالنسبة لزيزو، بل كانت مسعى لإنهاء الفقر الذي كانت تعيش فيه عائلته، ولم يستغرق الأمر طويلا حتى سجل الفرنسي المهاجر اسمه في نادي سانت هنري لكرة القدم الأمريكية عام 1981.
في سن الـ"13" كان يتواجد رفقة الأطفال جامعي الكرات في المباريات وساقه الحظ للتواجد في أحد أهم المباريات المقامة في مدينة مرسيليا، والتي جمعت بين منتخبي فرنسا والبرتغال في نصف نهائي أمم أوروبا عام 1984.
لم يكن زيدان محبوبا لدى الفرنسيين، وباعتباره المهاجر الجزائري الوحيد الذي كان يلعب في النادي فقد تعرض لبعض العنصرية والسخرية من أصوله العربية.
سار زيدان في طريقه، وانتقل إلى فريق كان الفرنسي ومنه إلى بوردو الذي تألق بقميصه ما جعله محط أنظار أندية أوروبا، حتى إن نيوكاسل الإنجليزي كان ضمن الراغبين في ضمه، لكنه حط رحاله في تورينو ليرتدي قميص يوفنتوس الايطالي.
انضمام "زيزو" إلى نادي يوفنتوس، لم يلق ترحيبا من الصحافة الفرنسية التي نعتته بـ"القطة السوداء"، وقالت إنه لن يستطيع اللعب في صفوف فريق كبير وأنه سيجلب النحس للسيدة العجوز.
أدار زيدان ظهره عن تلك المضايقات، لكنها ظلت عالقة في ذهنه وأيقن حينها أن خير رد عليها هو إثبات قدراته لتغيير قناعتهم به، ولم يتوقع الشاب الفرنسي أن يأتي اليوم الذي تتغنى فيه الجماهير الفرنسية باسمه وأن يصبح أحد أهم أساطير الكرة الفرنسية إن لم يكن أبرزهم.
مع يوفنتوس، حقق زيزو كل شيء، الكالشيو، كأس السوبر الإيطالي، السوبر الأوروبي، وكأس الإنتركونتننتال، ووصل لنهائي دوري الأبطال لكنه خسر أمام أبناء سيجنال إيدونا بارك بثلاثية ذهبية في نهائي ميونيخ الشهير، لكنه لم ينس قط خصام الفرنسيين حتى جاء ظهوره الأول مع الديوك في مباراة دولية ودية أمام التشيك.
المنتخب الفرنسي كان تحت قيادة إيمي جاكيه، وتواجد زيدان على مقاعد بدلاء الديوك يتابع منتخب بلاده الذي كان متأخرا بهدفين دون رد، ويدور في ذهنه سؤال واحد فقط هو هل سيكون له دورا في مباراة اليوم أم لا؟
في الدقيقة 63، قرر جاكيه خروج كورينتين مارتينز، وإعطاء الفرصة لزيدان الذي سجل هدفين خلال دقيقتين لتبدأ بوادر الصلح بينه وبين جماهير فرنسا.
أصبح زيدان أحد أعمدة المنتخب الفرنسي، وشارك في منافسات تصفيات وبطولة يورو 1996 التي شهدت خروج الديوك أمام التشيك بركلات الترجيح في نصف النهائي.
وجاءت منافسات كأس العالم 1998، تواجد زيدان في مباراتي جنوب أفريقيا والسعودية إلا أنه تعرض للطرد في الدقيقة 71 ليغيب عن مباراتي الدنمارك (مجموعات) وباراجواي (دور الـ16)، ثم يعود للمنافسة أمام إيطاليا في ربع النهائي وكرواتيا في نصف النهائي ليصل بالمنتخب إلى مباراة النهائي أمام المرشح الأوفر حظا وهو البرازيل.
كتب القدر فصلا جديدا في علاقة زيدان مع الجماهير الفرنسية، وسجل هدفين في مرمى السامبا ساهمت في تتويج الديوك بلقب المونديال بعد الفوز بثلاثة دون رد في النهائي، وتتويجه هو بالكرة الذهبية.
وبعد عامين من التتويج بكأس الذهب، عاد زيزو ليرفع العلم الفرنسي على منصة تتويج بطولة أمم أوروبا ويقود الديوك للقب اليورو بعد الفوز على إيطاليا 2-1.
ريال مدريد
بعد 5 مواسم قضاها زيدان مع يوفنتوس، شهدت ظهوره في 212 مباراة بمختلف البطولات (سجل 31 هدفا وصنع 35 تمريرة ناجحة)، حان الوقت لخوض الفرنسي تجربة جديدة، ولكن إلى أين؟
لفت أداء زيدان، اهتمام فلورينتيو بيريز رئيس ريال مدريد، ووضعه ضمن قائمة أولويات الفريق الإسباني لضمه، لكن رحيل زيزو عن تورينو لم يكن بالأمر السهل.
يقول لوتشيانو مودجي، الرئيس التنفيذي لنادي يوفنتوس في ذلك الوقت: "زيدان كان يضغط بشدة للذهاب إلى إسبانيا، أخبرته أن يبلغ فلورنتينو بيريز أنه لن يُسمح له بالرحيل".
وأضاف: "قلت له أبلغ بيريز أنه من أجل الموافقة على رحيلك فعليه أن يعطيني مبلغا لم يفكر فيه أبدا".
ولكن بيريز عندما يريد شئ يحصل عليه مهما كان الثمن، وتم الاتفاق بالفعل على رحيل زيدان مقابل 77.50 مليون يورو (86 مليون دولار) وكان رقماً قياسياً في ذلك الوقت، ليصبح زيدان لاعبًا في صفوف الملكي بداية من يوليو 2001 وحتى اعتزاله في 2006.
مع الفريق الملكي، حصل زيدان على لقب دوري أبطال أوروبا في أول مواسمه التي استعصت عليه مع يوفنتوس، كما فاز ببطولة الدوري الإسباني مرة، وكأس السوبر مرتين، والسوبر الأوروبي مرة، وكأس الإنتركونتننتال.
النطحة الشهيرة
عقب التتويج بيورو 2000، غاب زيدان أن بداية منافسات المنتخب الفرنسي في كأس العالم 2002 بسبب الإصابة، وعاد في مباراة الجولة الثالثة للمجموعات أمام الدنمارك والتي شهدت وداع حاملي اللقب للبطولة مبكرا.
في بطولة أمم أوروبا 2004، بدأ منتخب فرنسا بداية قوية، حيث فازوا على إنجلترا بعد أن سجل زيدان هدفين الأول من ركلة حرة والثاني من ضربة جزاء، لكن خسر الديوك في الدور ثمن النهائي أمام منتخب اليونان 2004، ليقرر بعدها زيدان اعتزال اللعب الدولي إلا أن تراجع فيما بعد وشارك في كأس العالم 2006.
عانى المنتخب الفرنسي في بداية مشواره في المونديال، إلا أنه نجح في الوصول إلى النهائي أمام إيطاليا التي شهدت لقطة غير معتادة على زيدان.
شهدت الدقيقة 110 في الشوط الثاني الإضافي من زمن المباراة، قيام زيدان بنطح المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي، بعد مشادة لفظية بينهما انتهت بحصول زيدان على بطاقة حمراء لينهي الأسطورة الفرنسي مشواره الدولي بالطرد ثم خسارة منتخب بلاده اللقب المونديالي بركلات الترجيح لصالح إيطاليا.
فيديو قد يعجبك: